4 يناير2007


سعد محيو


التقرير الصادر عن مؤسسة الدراسات الاستراتيجية في جامعة تل أبيب، خطير بما فيه الكفاية.

فهو يدعو، ضمناً، إلى شن حرب ldquo;إسرائيليةrdquo; محدودة على إيران، لمنعها من امتلاك السلاح النووي. قال: ldquo;الزمن يعمل لصالح إيران، وامتلاكها للسلاح النووي بات مسألة وقت، ما لم يتخذ عمل عسكري ضدهاrdquo;. وبرغم أن المؤسسة لم تحدد من يجب أن يقوم بهذا العمل، إلا ان رئيسها زفي شتوبر، وهو جنرال متقاعد ومستشار سياسي لإيهود باراك، قال إن ldquo;إسرائيلrdquo; قادرة ldquo;تقنياًrdquo; وحدها على ضرب الجمهورية الإسلامية.

وهو شدد على ان حرب الأسيرين في صيف ،2006 ldquo;عكست مدى قابلية الاشتعال في المحيط الاستراتيجي ldquo;الإسرائيليrdquo;، ومست صورة الردع ldquo;الإسرائيليةrdquo;، وكشفت نقاط الضعف في جيش ldquo;إسرائيلrdquo; وعملية صنع القرار فيها. وكل ذلك ستكون له مضاعفات خطيرة وبعيدة المدى على قوة الردع ldquo;الإسرائيليةrdquo;rdquo;.

أضاف: ldquo;من وجهة نظر أصدقائنا في الولايات المتحدة، نحن فشلنا في تحقيق الأهداف (خلال الحرب) بطريقة مثيرة للارتباكrdquo;.

ماذا يعني هذا التقييم؟

الكثير. فهو يشير للمرة الاولى إلى ان الدولة العبرية ربما تقدم بالفعل، ومن دون مشاركة مباشرة أو علنية من جانب الولايات المتحدة، على شن الحرب على إيران. وهذا عزز قناعة المقتنعين، ومن بينهم الكاتب الأمريكي سايمون هيرش، بأن حرب يوليو/ تموز في لبنان، كان يفترض أن تكون مجرد تمهيد للحرب على إيران. كما انه يذَكر بتقرير آخر نشره معهد جافي ldquo;الإسرائيليrdquo; للدراسات الاستراتيجية قبل نحو سبعة أشهر من حرب لبنان، قال فيه إن ldquo;إسرائيلrdquo; لن تستطيع ضرب المنشآت النووية في إيران قبل أن تحَيد، او على الأقل تأمن جانب، صواريخ حزب الله في لبنان.

لكن الأهم يبقى مسألة اهتزاز صورة الردع ldquo;الإسرائيليةrdquo; التي أشار إليها التقرير، والقلق الكبير الذي أبداه الجنرالات الأعضاء في المؤسسة، ليس فقط من أن يشجع ذلك الدول العربية على شن حروب على الدولة العبرية، بل أولاً وأساساً من احتمال تغيير واشنطن لنظرتها إلى دور القوة ldquo;الإسرائيليةrdquo; في الشرق الأوسط.

أول من أشار إلى هذا الخطر كان تشارلز كوروثامر، عميد الكُتاب المحافظين الجدد الامريكيين، الذي نشر إبان حرب لبنان مقالاً حمل فيه بشدة على ldquo;تخاذلrdquo; رئيس الوزراء ldquo;الإسرائيليrdquo; أولمرت، مُحذراً تل أبيب من ان الفشل في تحقيق أهداف الحرب ldquo;سيلحق ضرراً شديداً في طبيعة إطلالة واشنطن على الدولة العبرية، بكونها الكنز الاستراتيجي الرئيسي في الشرق الأوسطrdquo;.

والآن، وبعد أربعة أشهر من توقف الحرب، يأتي تقرير جامعة تل أبيب ليدق ناقوس الخطر نفسه، وليدعو إلى إعادة فرض هيبة الردع ldquo;الإسرائيليةrdquo; في المنطقة. وهذه بالتأكيد خلاصة ستتوصل إليها أيضاً اللجنتان ldquo;الإسرائيليتانrdquo; العسكرية والحكومية اللتان تحققان الآن في أسباب إخفاق حرب الأسيرين.

كيف ستعيد تل أبيب فرض مثل هذه الهيبة؟

ثمة اجتهادان في ldquo;إسرائيلrdquo;: الأول يدعو إلى وقف الانفراد ldquo;الإسرائيليrdquo; بقرارات الحرب والسلام في الشرق الأوسط، والعمل مع الدول العربية ldquo;المعتدلةrdquo; وتركيا وحلف الأطلسي على إقامة نظام إقليمي جديد يتضمن، من ضمن ما يتضمن، حلولاً لمشكلتي الجولان والضفة الغربية. والثاني، يسخر من ldquo;مثاليةrdquo; التوجه الأول، ويطالب بالاستعداد لشن حروب جديدة، بدءاً من الصيف المقبل وربما حتى قبل ذلك.

لمن ستكون اليد العليا في هذا ldquo;الجدل الوجوديrdquo;؟

للفريق الثاني على الأرجح. وتقرير جامعة تل أبيب، قد يكون أول غيث غلبة مشروع ldquo;هيبة القوةrdquo; على مشروع ldquo;هيبة الهيمنةrdquo;.