15 يناير 2007rlm;

مناوي: الحكومة مسؤولة عن تردي الوضع الأمني في دارفور

الخرطوم - الخليج

توفي 37 طفلاً ومسناً بسبب البرد ونقص الغذاء في مناطق شرق جبل مرة في شرق إقليم دارفور في غرب السودان، ونزح 200 ألف من أهالي المنطقة، ولجأوا للمغارات بسبب الخوف الذي انتابهم من حصار تفرضه على المنطقة قوات مجموعة مسلحة وقعت اتفاقا مع الحكومة السودانية في ليبيا. وفي ما اتهم كبير مساعدي الرئيس السوداني رئيس السلطة الانتقالية في دارفور مني أركو مناوي الحكومة بالمسؤولية عن تردي الوضع الأمني في الإقليم، ولوح بالانسحاب من الحكومة بالنظر إلى ذلك، جددت مجموعة من دارفور شاركت في التوقيع في العاصمة النيجيرية أبوجا على اتفاق السلام مناشدته تسوية ملف الوظائف والمناصب السياسية في الإقليم.

واتهمت اللجنة العليا لإنقاذ مواطني شرق دارفور حكومة جنوب دارفور بالوقوف خلف الحصار المفروض على مناطق شرق جبل مرة، وذلك بسبب تحرك قوات مجموعة أبو القاسم إمام ومحيي الدين السنوسي التي كانت قد وقعت اتفاقا مع الحكومة السودانية في ليبيا من داخل نيالا، على حد قولها، وهددت الحكومة والقوات التي تحاصر المنطقة باللجوء لجميع السبل من أجل حماية أهالي مناطقهم، ودعت رئاسة الجمهورية والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي للتدخل، ولوقف ما أسمته بالانتهاك الصريح لحقوق الإنسان والقانون الدولي.

وقال مقرر اللجنة الإنسانية العليا لإنقاذ مواطني شرق جبل مرة الدكتور آدم محمد ان الحصار ضربته على مناطقهم منذ أكثر من شهر قوات أبو القاسم إمام ومحيي الدين السنوسي بقيادة عبد الباسط وبالتنسيق مع حكومة جنوب دارفور التي اتهمها بدعم القوات التي تحاصر مناطقهم، ودلل على ذلك بخروج القوات من داخل نيالا، وبتحركها بدعم وتأييد قيادي نافذ في حكومة الولاية تحفظ عن ذكر اسمه. وقال ان اللجنة رفعت مذكرة للأمم المتحدة ودعتها للتدخل لرفع الظلم عن أهالي المنطقة، وتتجه للجوء لكل الخيارات من أجل رفع الظلم.

وأوضحت اللجنة أن الحصار تسبب بموت 37 شخصا من أهالي المنطقة بسبب البرد وقلة الأدوية المنقذة للحياة وقلة الغذاء، وتسبب في نزوح 200 ألف من مناطق جاوة وسوني ودربات ولجوئهم إلى مغارات جبل مرة، لخوفهم من القوات التي تحاصر مناطقهم.وحذرت اللجنة الجهات الرسمية من السكوت عما يدور في المنطقة ومن حكومة جنوب دارفور، ودعت إلى ضرورة الإسراع بالتدخل قبل تفاقم الأزمة، ووصفت ما يحدث بأنه تجاوز للقانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية وخروج على نصوص اتفاق أبوجا للسلام في إقليم دارفور، وأوضحت أن ما حدث لم يحدث حتى إبان ذروة الحرب في الإقليم.

على صعيد آخر، جددت حركة تحرير السودان، الإرادة الحرة، دعوتها كبير مساعدي الرئيس السوداني رئيس السلطة الانتقالية في دارفور وزعيم حركة تحرير السودان مني اركو مناوي للجلوس مع الحركات الموقعة على اتفاق أبوجا مع الحكومة، والتوصل معها إلى تفاهم حول قسمة السلطة في دارفور والمركز.وقال الناطق باسم ldquo;الإرادة الحرةrdquo; محمد عبد الله آدم ل ldquo;الخليجrdquo; ان الرؤية التي رفعها مناوي لرئاسة الجمهورية في وقت سابق يكرس كل السلطة الانتقالية والوظائف السياسية على مستوى المركز في يد الجناح الذي يتزعمه في حركة تحرير السودان.

وقال آدم ان حركة مناوي سوف تنال كل السلطة الانتقالية في دارفور المكونة من كبير مساعدي رئيس الجمهورية والولاة الثلاثة، أحدهم للحركات المسلحة، بينما نالت المجموعة ثلاثة من مناصب رؤساء المفوضيات الستة، واستأثرت مجموعة مناوي نفسها ببقية الوظائف السياسية في المركز، وهم الوزير المركزي ووزيري الدولة ووزير في ولاية الخرطوم.

وأضاف ldquo;علينا أن نحتكم للاتفاقية إذا عجزنا عن التفاهمrdquo;، لكنه عاد ودعا كبير مساعدي الرئيس إلى ضرورة التوصل إلى تسوية حول الأمر، من أجل مصلحة دارفور ولحسم الملف نهائيا والتفرغ لحل قضايا النازحين والمشردين في الإقليم.

وفي طرابلس، قال مناوي لوكالة فرانس برس بعد لقائه الرئيس الليبي معمر القذافي ان الحكومة السودانية وراء تردي الوضع الأمني في دارفور، وأضاف ldquo;نعاني من مشكلات أمنية والحكومة ما زالت تدعم ميليشيات الجنجويد، والوضع في دارفور مأساوي مع غياب المنظمات الإنسانية ووقف الإغاثة في الشتاء القارس، ما يتطلب تحركا كثيفا لاحتواء هذه الأزمة الإنسانيةrdquo;.

وحول تهديده بالانسحاب من الحكومة، قال مناوي ان كل الخيارات قائمة ما لم تستتب الأوضاع الأمنية في دارفور، ولم تحترم اتفاقية سلام دارفور من وقف لإطلاق النار وتفعيل الاتفاق ووقف لكل الخروق.