تركي الدخيل

يتنفس الخليجيون كرة هذه الأيام بانطلاق دورة كأس الخليج الثامنة عشرة الأربعاء الماضي في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.
خلال حفل الافتتاح قال لي الفنان محمد عبده الذي جلس إلى جانبي في مدينة زايد الرياضية، بعد أن أطلق تنهيدة عميقة:quot; 18دورة! من يتصور أننا نغني منذ الدورة الأولى في كأس الخليج، أي قبل 36عاماً؟!quot;.

الزمن يزيد محمد عبده بهاءً وحضوراً وحنجرته تميزاً وأصالة وجمالاً، فهو بدا شاباً يوازي عمره عمر دورات الخليج، وكأنه غنّى في أول دورة في البحرين في العام 1970وهو ابن بضعة أشهر.

ودورة الخليج التي بدأت بفكرة للأمير الشاعر خالد الفيصل، عندما كان مسؤولاً عن الشباب والرياضة في السعودية في العام 1969، هي أكثر الأنشطة الخليجية ثباتاً، وربما كانت الرياضة هي الوسيلة للتواصل السياسي، فعلى إثر نجاح الدورة التي تعقد بانتظام يدعو للتعجب والفخر، كانت فكرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي بدأ بعد دورة كأس الخليج بما يزيد على عشر سنوات.

وتحفل الدورة بتصاعد في حالة المنافسة، وارتفاع في درجات الترقب، وتسارع في نبضات القلوب، وهو ما لاحظته على وجوه معظم الوزراء الإماراتيين الذين كان محمد عبده وأنا نجلس إلى جوارهم خلال الافتتاح قبيل مباراة الإمارات مع عمان، وكأنهم يعلمون أن فريقهم سيخسر المباراة على أرضه وبين أكثر من ستين ألفا من جمهوره الذين غصت بهم جنبات الملعب، فعلامات القلق التي كانت ظاهرة على وجه وزير النفط محمد الهاملي، لم تكن بسبب انخفاض سعر البرميل، بل بسبب انخفاض مستوى أداء المنتخب!

ذات الأمر كان بادياً على الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة كبير الرياضيين البحرينيين، وبخاصة وأنه فضل التسوق يوم الخميس على حضور مباراة فريقه أمام المنتخب السعودي، معللاً ذلك بأن قلبه لا يتحمل الضغط، وكأنه علم بفوز الأخضر 2-

1.ولم تمنع عصا الشيخ أحمد الفهد الأحمد الصباح، الفريق اليمني الشاب من إحداث مفاجأة أمام المنتخب الكويتي عندما خرج الأخير متعادلاً بالعافية، ناجياً من خسارة كادت تلحق بالمنتخب الأكثر حصولاً على كأس الدورة.

وإذا كانت عصا أحمد الفهد لم تنفع، فغير بعيد عنها تسعة لاعبين مجنسين ضمن المنتخب القطري، الذي أرداه أبناء الرافدين خاسراً بهدف، في مباراة ثأر من نتيجة الفريقين في أسياد الدوحة، ما يبقي كأس الخليج ذا نكهة فائقة، وتواصلا جميلا بين الشباب الخليجي.

[email protected]