هل في مصر حرب أهلية؟
عبد الله كمال
فيما مضى، وحين كنت انتهي من قراءة أي مقال لفهمي هويدي، كنت دائما ما اختلف مع النتائج التي يصل إليها.. كخلاصه أخيرة بعد عملية تحليل مرتب ومنظم.. وكنت اعتبر أن المقدمات التي يسوقها غالبا لا تؤدي إلى نتائجه.. وفيما يمكن وصفه بأنه laquo;تلفيق يتميز برونق المحترفينraquo;.. غير أن الأستاذ فهمي هويدي تطور كثيرا في المرحلة الأخيرة.. وبدأ التلفيق من أول السطر.. وبدون مقدمات تساعد على الإقناع.. والعبور على الخداع.
بصورة أو أخرى، ولأسباب متنوعة يضطر الأستاذ فهمي هويدي في هذه المرحلة إلى الهروب من الملف الايراني.. وهو مجال تخصصه الأول.. وعلى الرغم من إلحاحات الملف.. وضغوطه وتفاعلاته.. إلا انه حريص على أن يقترب من موضوعاته في أضيق نطاق وأقل قدر ممكن من المرات.. وفي المقابل فإنه أعطى اهتماما أكبر للملف المصري.. بمعدلات لم تكن موجودة من قبل.. وبصورة تدفعني إلى أن أربط ما بين هذه الحملة المستمرة من جانبه على الحكم في مصر.. وموقف هذا الحكم من السياسات والأطماع الإيرانية في المنطقة.. وموقفه ـ أي فهمي هويدى ـ التاريخي والوثيق والمعروف تجاه إيران.
قبل نحو الشهر، أدهشني الافتعال الذي حرص عليه وذهب إليه الأستاذ فهمي هويدي، حين رفضت الجريدة التي يكتب فيها منذ سنوات (الأهرام) أن تنشر له مقالا.. حول مسألة ميليشيا طلاب الأزهر(الجميع يذكر أن عددا من طلاب الاخوان استعرضوا عسكريا، وهم ملثمو الوجوه في حرم الجامعة).. وبينما كان الأمر (أي منع المقال) يتم تداوله على عدة محطات تلفزيونية.. نشر المقال نفسه مع بعض التعديلات في عدة صحف عربية من بينها laquo;الشرق الأوسطraquo;.
المشكلة في هذا المقال، ليست في كونه ممنوعا أو غير ممنوع، فقد نشر على نطاق واسع، ولكن في انه يكشف إلى أي مدى صار التحليل السياسي لدى فهمي هويدي مهترئا ولا يقوم على أسس.. وفيه من المغالطات ما يفوق الصحيح.
لا أتحدث هنا عن اختلافي مع انحيازاته الأيديولوجية، وإنما مع المعلومات التي يبني عليها منطقه، وهرولته في الاتجاه نحو إثبات ما يريد من دون أي دليل عقلي ملموس.. وعلى سبيل المثال، فإن الأستاذ فهمي اندفع إلى أن يربط بين قضية التوربيني ـ البلطجي المتشرد المتهم بقتل عدد من أطفال الشوارع ـ وبين laquo;ميليشيا طلاب الإخوان في الأزهرraquo;.. حتى انه لم يجد غضاضة في أن ينقل في مقاله تأويلا يدعي أن الحكم في مصر تعمد التضخيم في موضوع طلبه الأزهر، لكي يغطي على ملف التوربيني!
هكذا ببساطة، واعتمادا على معلومات غير دقيقة وتداولات غير موثقة، صار يلجأ اليها كثيرا هذه الأيام، وبحيث انه يمكن مراجعة كافة مقالاته في الفترة الأخيرة، لإدراك إلى أي مدى أصبح بناؤه هشا وضعيفا.. وعلى سبيل المثال أقام الأستاذ فهمي هويدي، مقال التوربيني والميليشيا على أساس افتراضه التخاذل الأمني الحكومي في متابعه قضية التوربيني.. laquo;رغم ان هذا البلطجي قتل ما لا يقل عن 30 طفلا من أطفال الشوارعraquo; ـ وفق ما قال ـ فيما تؤكد التحقيقات الآن أن ما تم العثور عليه حتى اللحظة لا يزيد عن جثتين.. وأن هذا التوربيني قد اعترف بجرائم يعود تاريخ وقوعها إلى فترة وجوده داخل السجن.
إن دماء وأرواح طفلين مصريين لا تقل قيمة عن أرواح ثلاثين طفلا.. وفي كل الأحوال أجهزة الأمن مطالبة بأن تبحث وتنقب حتى تصل إلى كافة الأبعاد وإعلانها أمام الناس.. لكنني أشرت إلى الواقعة فقط، لكي أدلل بمثال واحد قريب على الخواء المعلوماتي في مقالات الأستاذ فهمي.
عموما، لقد تطورت الحالة إلى ما هو أبعد من ذلك، وفي مقال تال قرأته للأستاذ هويدي في laquo;الشرق الأوسطraquo; أيضا، كان أن وجدت أن الأمر وصل مداه.. وبصورة تستفز أي عقل.. إذا ما قرر أن يدقق.. دونما استسلام لكل ما يقول الكاتب استنادا إلى سمعة قديمة.
أعنى هنا المقال الذي كان عنوانه: laquo;العراق: الإقصاء السياسي يفاقم المشكلة ولا يحلهاraquo;.. ولوهلة ظننت بعد نظرة سريعة على المقال ـ قبل قراءة متأنية ـ أن محرر صفحة الرأي في laquo;الشرق الأوسطraquo;، ربما قام بتغيير العنوان.. فالمقال كله تقريبا عن مصر والعلاقة بين نظام الحكم والاخوان المسلمين (وهي جماعة محظورة بحكم القانون).. لكن عنوانه عن العراق.. ثم تبين لي أن الأستاذ هويدي إنما تعمد ذلك.. وأصر من أول سطر على المغالطة وعقد مقارنات غير جائزة.. ثم مضى يكمل تحليله واستنتاج ما يشاء حسبما يهوى.
لقد بدأ هويدي ما كتب من نقطة انه (إزاء معركتين.. احداهما سنية شيعية ذات طابع مذهبي.. والثانية سنية سنية ذات طابع سياسي بالدرجة الأولى).. قاصدا الربط بين (الحرب العبثية بين الشيعة والسنة في العراق).. وبين (انزلاق مصر السنية في اتجاه حرب عبثيه أخرى ضد الإسلام السياسي، ممثلا في حركة الإخوان المسلمين)..هكذا عقد وقارن وبنى القاعدة التي أراد الانطلاق منها.
وبغض النظر عن رفضي الكامل لإصرار هويدي على أن يصف ما يحدث بين الشيعة والسنة في العراق على انه (عبثي).. إذ انني أرى ما يحدث هناك مخططا ومنظما، ويخضع لإشراف أطراف مختلفة وتواطؤات متنوعة من قبل دول عديدة على رأسها ايران.. بغض النظر عن ذلك فإن مصر لا تعيش حربا.. لاعبثية ولا منطقية..لامجنونة ولا عاقلة.. لا عسكرية ولا سياسية.. وقد خانت اللغة الاستاذ فهمي حين وصف ما يجري في مصر بأنه حرب.. الا اذا كانت الأيديولوجيا قد غلبت كل المعايير المهنية في التحليل فرضخ للأجندة التي يلتزم بها من دون مراعاة لعقل القارئ.
ويصر هويدي على أن يكرر وصف الحالة، على أنها حرب، وطالما أنه ضمن ألا يناقشه أحد فإنه يستمرئ في مناطق أخرى من المقال، ويذهب الى درجة أن يسميها laquo;حربا أهليةraquo;.. ويقول عنها: تشهدها البلاد منذ نصف قرن على الأقل!!
أعتقد ان الكاتب يحتاج الى أن يعود الى بعض قواميس السياسة، حتى يطلع على تعريفات الحروب والصراعات.. والفرق بين دولة خاضعة للاحتلال مثل العراق.. ودولة حرة مثل بلده مصر.. والفرق بين التصفية الطائفية التي تتم للعراقيين السنة، على يد الشيعة في بلدهم.. وبين اخضاع جماعة محظورة لحكم القانون.. وإذا كان يرى أن ما يجرى في مصر هو حرب أهلية فليقل لنا كم قتيلا سقط.. وكم جريحا.. وأين تنتشر الميليشيات المتصارعة.. وليعقد لنا مقارنة بين الحالة المصرية باعتبار أنه يراها laquo;حربا أهليةraquo;.. وهو ما لم يقل به أحد على الاطلاق.. وبين ما كان يجري في لبنان منذ منتصف السبعينات وحتى نهاية الثمانينات.. واصطلح الكثيرون على تسميته الحرب الأهلية.. بالمرة يحدد لنا بعد مطالعة التعريفات الى أي جانب في هذه الحرب ـ على حد وصفه ـ يمكن ان نحتسبه.. هل الى جانب القانون أم الى جانب الانشطة الإرهابية.. القتالية.. وهل علينا ان نقبل تحليله الملتبس عن عمد.. لا لشيء إلا لأنه كاتب غير مستقل.
في سياق المعلومات الخاطئة، يتعمد هويدي القول إن جماعة الإخوان تم حظرها في عام 1954.. وهو أمر على خلاف الحقيقة.. إذ أنها حظرت على يد محمود فهمي النقراشي باشا.. عام 1948.. وأخشى أن يكون قصد الأستاذ هويدي من ذلك التعمد، هو أنه لا يريد لنا أن نتذكر أن الجماعة التي يدافع عنها، هي التي اغتالت النقراشي باشا.. في واحدة من أهم جرائم جهازها السري الخاص.. التي ظلت تحاول التبرؤ منها سنوات طويلة.. دونما أن تنال غفرانا من التاريخ.. لكن الأستاذ فهمي غفر ونسي وصار ايضا لا يدقق في المعلومات التاريخية.
ولا يمكن أن يجهل أحد، من جانب آخر، أن ذكر تلك المعلومة، حول تاريخ حظر الجماعة، كان سوف يدفع الاستاذ فهمي إلى أن يذكر أنها قد اصطدمت مع كل انظمة الحكم منذ نشأت.. ملكية أو جمهورية.. في عصر عبد الناصر وعصر السادات وعصر مبارك.. ومن قبلهم في عصر الملك ومختلف الحكومات.. وهو من جانب ثالث ما يقودنا إلى نقطة أخرى، وهي أن التعامل القانوني مع الجماعة المحظورة مستمر وقائم منذ سنوات بعيدة جدا.. وقبل أن يتحقق ما تعتبره الجماعة (الاخوان)، والأستاذ فهمى نصرا برلمانيا تاريخيا، عندما حصلت على 88 مقعدا في البرلمان.. إذ لا أظن أن المحاكمات التي جرت في الفترة من 1995 وحتى عام 2003 في قضايا مختلفة كانت ذات علاقة بأي (اكتساح برلماني).
وبافتراض أن ما يقوله الأستاذ فهمي حول فزع السلطة في مصر من وصول الإخوان إلى الحصول على ثلث مقاعد البرلمان.. وهو ما يدفعها بالتالي ـ حسبما يقول ـ إلى أن تطوق الإخوان وتطاردهم.. بافتراض أن ذلك هو صحيح.. ترى لماذا مثلا لم تتضمن التعديلات الدستورية المقترحة من قبل رئيس الجمهورية نصا واضحا، يشترط مثلا أن تتخذ القرارات الجوهرية في العمل البرلماني بأغلبية تفوق نصف أعضاء مجلس الشعب.. وليس الثلث كما هو الحال الآن.. الا يمكن لأي عقل متربص أن يفعل ذلك، إذا ما صدقنا الأستاذ فهمي وتحليلاته.
ولا أرى، في إطار تعليقي على المقال المذكور، فيما قال رئيس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف أي مؤشر رآه الأستاذ فهمي دليلا على الـlaquo;الحرب العبثيةraquo; ضد الإخوان.. فقد قال: إن دخول الإخوان بالنسبة الموجودة حاليا في المجلس laquo;غلطةraquo;.. وهذا كلام إذا ما وضع في سياقه.. من دونما اجتزاء.. يعطي معناه الحقيقي.. فنظيف ينتمي إلى حزب.. وهذا الحزب هو الحاكم.. وعلى الرغم من أن لديه الأغلبية الكاسحة.. إلا انه خسر مقاعد ما كان له ان يخسرها لو احتاط إلى عدد من الأمور التنظيمية والانتخابية.. فضلا عن ـ وهذا هو الأهم ـ إرضاء الناخبين وتلبية احتياجاتهم.. بحيث لا يتحولون إلى الاحتجاج من خلال التصويت، كما جرى في الانتخابات البرلمانية السابقة.
عموما لقد سبب لي الاستاذ فهمي في مقاله هذا، ارتباكا حين فسر المواجهة الأمنية والقانونية مع الاخوان بعدد كبير من الأسباب، ولم يكن من بين هذه الأسباب واحد فقط يقول: انهم يخالفون القانون(!!).. إذ مرة يقول إن هذه المواجهة بسبب الفوز البرلماني لإعضاء الجماعة.. ومرة يقول انه بسبب التعديلات الدستورية التي ترغب الحكومة في تمريرها بعيدا عن ضغوط الاخوان، على حد قوله وقول الاخوان.. ثم ما يلبث ان يلقي ببضعة تخمينات وتأويلات..(حسبما اعترف هو نفسه).. وهي للدقة شائعات.. ولا أعرف على أي أساس يمكن لكاتب يحترم نفسه أن يستند في تحليله الى مثل تلك الأمور.
والمثير في الأمر، أن اللجوء إلى التخمينات والتأويلات أصبح ملاذا ثابتا لديه.. ففي مقال laquo;العراق: الإقصاء السياسي.. raquo;، نجده يستخدم عبارات من نوع: laquo;هناك من يقولraquo;.. وlaquo;هناك رأي يرىraquo;.. وlaquo;ثمة سيناريو ثالثraquo;.. ثم بعد ذلك مباشرة يقول: laquo;هذه التفسيرات تظل فى اطار الظنون والتخميناتraquo;.. ولا يشرح هويدي لماذا يستند الى ظنون وتخمينات.. ثم بعد ان يذكرها جميعا.. ينسفها.. ولكن بعد ان يكون ساهم من خلال مقالة في نشر شائعة.. أو أكثر.
حين ينتقل هويدي إلى laquo;المقطوع بهraquo;.. وبعد الظنون.. فإن يصل الى نتيجة مفزعة وهي بالنص: laquo;إن الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد منذ نصف قرن على الاقل.. والتي يقف فيها النظام مؤيدا ببعض العلمانين من جانب.. في حين يقف الاسلاميون في المربع المضاد.. هذه الحرب اصبحت مفتوحة وممتدة لأجل لا يعلمه الا اللهraquo;.
لقد تحفظت من قبل على مصطلح الحرب الأهلية، لكنني أتساءل اذا كان الاستاذ هويدي يعني التقسيم المشار اليه.. فهل هو يريد أن يقول ان النظام في مصر يقف ضد الاسلاميين.. ولماذا سماهم في تلك الفقرة الاسلاميين.. ولم يشر الى الاخوان عموما.. ثم من قال إن laquo;بضعة علمانيينraquo; يمكن ان يساندوا نظاما في مجتمع متدين مثل المجتمع المصري.. اليس ذلك شيئا صعبا.. أم ترى ان سيناريو المواجهة بهذه الطريقة يحتاج من الكاتب الى مراجعة جديدة.. يستخدم فيها المنطق اولا.
إن في المقال الكثير مما يستوجب التعليق، اذ لم يسبق لي ان رأيت مقالا لاستاذ هويدي مليء بكل هذه الالتباسات مجتمعة ومرة واحدة.. غير أنني أتوقف في المضمون على ثلاث نقاط:
1 ـ يقول هويدي إن أسلوب المصادرة والاقصاء، قد زاد من تعاطف الناس مع الاخوان. وهذا غير صحيح..لا اقصد ان الاقصاء لم يخلق تعاطفا.. وانما اقصد انه لا يوجد اقصاء.. وانما ما يتم هو فرض للقواعد العصرية على ساحة التفاعل السياسي في مصر، وبحيث لا يكون الدين وسيلة من وسائل تحقيق المكسب الانتخابي.. أو يؤدي الى تعزيز التعصب.. وتزكيه الطائفية في المجتمع المصري.
ثم إن من يقولون بالتعاطف المتزايد مع الاخوان يتجاهلون ان العام الماضي.. وبعد فوز عدد كبير من الاخوان في الانتخابات.. قد شهد قيام الرأى العام بإعاده فرز الشخصيات الاخوانية.. ولا سيما في الدوائر التي فازوا بمقاعدها.. وقد ثبت للناخب ان الكلام ليس على قدر الفعل.. والأهم أن اتجاهات عريضة بين شرائح المجتمع المختلفة قد توترت جدا.. واصابها فزع عظيم، حين رأوا الاستعراض القتالي لطلبة الاخوان الملثمين في حرم جامعة الازهر.. على شاشات التلفزيون.
2 ـ الأمر الثاني يتعلق بعملية laquo;استدرار العطفraquo; التي يقوم بها الكاتب حين يتحدث عن اغلاق laquo;المشروعات التجارية للاخوانraquo;.. وهذه عبارة فيها تلفيق أو عدم دقة ـ أيهما تختار ـ إذ أن المشروعات المتحفظ عليها من قبل النائب العام، تخص متهمين من الإخوان وليس كل الإخوان.. ثم وهذا هو الأهم أن جرائم التنظيم تتطور.. وبالتالي فإن الإجراء الأمني في مواجهته، ينبغي ان يتطور.. وإذا لم يكن يرى الاستاذ هويدي في أموال (مجهولة المصدر انها جريمة) فليقل لنا أين وكيف يصنف laquo;غسيل الأموالraquo;.
والى جانب ذلك، فإنه.. والاخوان.. اذ يردد ما يقولون.. انما يتجاهلون حقيقة ان الدول الكبرى حين تواجه تطرفا الآن فإنها تتبع مصادر الأموال.. هكذا فعلت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.. وغيرها.. ولم يؤثر ذلك على الاستثمار.
3 ـ النقطة الثالثة تخص مطالبة الاستاذ هويدي باستيعاب الاخوان في النظام.. وبغض النظر عن انني اختلف تماما مع هذا الكلام.. ومنطقه من الأصل.. فإنني اتوقف امام منطلقات هويدي في الدعوة الى ذلك.. فهو يقول: laquo;تقاس كفاءة العمل السياسي في كل بلد، بمدى قدرة نظامه على احتواء مختلف القوى الحية في المجتمعraquo;.. وهذا كلام مفهوم ولاغبار عليه.. ولكن الاستاذ فهمي نسي انه يتكلم عن نظام عام للدولة.. وأن هذا النظام له قواعده التي اصر الإخوان على تجاوزها على مدى 80 عاما عدة مرات.. ونسي بدوره ان القوى لا تكون حية بالصخب والضجيج الاعلامي المفتعل.. وانما بطرح رؤى عصرية محددة وواضحة وشروع له قوام وتوجه.. وليس مجرد كلمات وشعارات. لقد بحثت في مقال الاستاذ فهمي، وفي مقالات أخرى عديدة له عن ملامح ومواصفات هذه القوة الحية وافكارها.. إلا أنني لم أجد ذلك بعد..لا عنده ولا عندهم.
* رئيس تحرير laquo;روزاليوسفraquo; ـ القاهرة
التعليقات