لا تجاوب سوري مع التفاهم الإيراني السعودي وملف لبنان في بروكسل اليوم

طلب التمديد سنة للجنة التحقيق الدولية و300 مليون دولار من الامارات طليعة نتائج باريس 3
مجلس الـوزراء: رفض المعارضة للمحكمة يعرقـل توسيع الحكومة


بيروت - النهار

غابت امس أي ملامح الانفراج في العلاقات المأزومة بين الموالاة والمعارضة، لكن ذلك لم يمنع الحكومة من ان تمضي قدما في تحمل مسؤولياتها، فاجتمع مجلس الوزراء طويلا مساء امس وقرر ان يطلب من الامم المتحدة تمديد مهمة لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه سنة تبدأ في 15 حزيران المقبل. وفي الوقت عينه، كانت متابعة تنفيذ مقررات مؤتمر باريس 3 تشهد انطلاقة قوية تمثل في توقيع اتفاق قرض بـ300 مليون دولار وبفائدة متدنية مع دولة الامارات العربية المتحدة.

الانتظار

سياسيا، علمت quot;النهارquot; من اوساط مواكبة للاتصالات الداخلية والاقليمية، ان مساعي الحلول تمر بفترة انتظار ناجمة عن انهماك ايران بملفها النووي في مجلس الامن وعدم موافقة سوريا على سير حلفائها اللبنانيين في مشروع المحكمة ذات الطابع الدولي، علما ان ايران ابلغت الى السوريين انها تريد ايجاد حل للازمة اللبنانية تفاديا لفتنة مذهبية بين الشيعة والسنة، لكنها لم تستطع اقناع دمشق بمواكبة هذا الحل حتى الآن.
ورأت هذه الاوساط ان المعارضة، نتيجة هذين الوضعين الايراني والسوري، غير قادرة على تقديم اي جواب عن اقتراحات التسوية المنطلقة من المبادرة العربية التي يقودها الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. ولذا فهي تلجأ الى التصعيد في فترة الانتظار هذه ومن وسائله العصيان المدني. وانعكست هذه الاجواء على مشروع لقاء كان سيجمع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس quot;كتلة المستقبلquot; النائب سعد الحريري الذي عاد فجر امس الى بيروت من الرياض. وقد التقى فور عودته السفير السعودي عبد العزيز خوجه.
ولفتت الاوساط الى ان بري هو من بادر الى قطع الطريق على لقاء مع الحريري عندما اعلن ضرورة توفير عناصر النجاح للقاء وهي غير متوافرة حاليا.

العصيان المدني

وتوقفت اوساط وزارية عند فكرة العصيان المدني التي لوحت بها المعارضة، فرأت انها تأتي في سياق التجارب التي مارستها قوى 8 آذار وتضمنت في ما تضمنت احراق دواليب وقطع طرق الا ان هذه الخبرية الجديدة لن تكون انجح من سابقاتها، خصوصا ان الامر مرتبط بالادارة التي لا تتصف بالحزبية ولا بالصفاء الطائفي او المذهبي الذي يجعل هذه القوة قادرة على التحكم بالادارة. لكن بعض المراقبين حذر من quot;اخطار جمةquot; اذا اعتمدت المعارضة الاسلوب الذي استخدمته في اضرابها العام عندما حاولت بالقوة منع الناس من التحرك.

مجلس الوزراء

وكان مجلس الوزراء انعقد مساء امس، وغاب عنه نائب رئيس المجلس وزير الدفاع الياس المر لاسباب صحية كما اعلن هو شخصياً، مؤكداً في الوقت عينه ان لا صحة لما ردده بعض وسائل الاعلام عن وجود تباين في الاراء حول تنظيم القوى الامنية قد يحمله على الاعتكاف. واكد دعمه للحكومة واستمراره في تحمل مسؤولياته.
وافادت مصادر وزارية ان رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة تطرق خلال الجلسة الى الاتصالات العربية والاقليمية الجارية لحل الازمة السياسية في لبنان، وابلغ الى الوزراء ان لا جديد على هذا الصعيد، وقال ان quot;ما يحكى عن مبادرات تحبطها السلطة والاكثرية ليس الا ترويجاً اعلامياً وبمثابة ذر للرماد في العيونquot;.
واشار وزير الاعلام غازي العريضي في دردشة مع الصحافيين الى ان هناك quot;معركة سياسية كبيرة جداً في البلد، ويتم فيها رمي الكثير من المعلومات المغلوطة على سبيل المثال الكلام على اتفاق على صيغة حكومة من 15 ndash; 5 ndash; 10، فمن اين جاؤوا بها؟ بين يدي كل الاوراق بالتفصيل فمن اين جاءت هذه الصيغة؟quot;. واوضح ان لا صيغة واضحة للحل حتى الآن، لان المشكلة عالقة عند رفض المعارضة قيام المحكمة، مشيراً الى ان المبادرة التي كانت مطروحة ورفضتها المعارضة، كانت تقضي بتوسيع الحكومة والاتفاق على quot;الوزير الملكquot;، لكنها رفضت نتيجة رفض قيام المحكمة.

الحص

وجال الرئيس سليم الحص امس على الرؤساء الثلاثة عارضاً ما انتهت اليه محادثاته في كل من الرياض ودمشق. واكدت اوساط مطلعة على الاتصالات ان لا مبادرة سعودية للحل كما لا صيغة للحل حتى الآن. فمبادرة موسى هي مبادرة الجامعة العربية والخلاف السوري ndash; السعودي لم يحل وهذا ما سينعكس على القمة العربية. ويزيد التأزم عدم مباركة اميركا اي خطوة سعودية لا في الملف الفلسطيني ولا في الملف اللبناني.

القرض

أما بالنسبة الى القرض الذي وقع اتفاقه أمس بين لبنان ودولة الامارات والذي تبلغ قيمته 300 مليون دولار، فهو ميسّر لمدة 20 سنة بفائدة 2,5 في المئة، ويهدف الى خفض خدمة الدين ويأتي في اطار المساهمة التي تعهدتها دولة الامارات في مؤتمر باريس 3.
وعلم في هذا المجال ان المساهمة الفرنسية البالغة 500 مليون أورو متوقعة في نهاية الشهر الجاري بعد ان يقرها البرلمان الفرنسي. ومن المقرر ان تزور لبنان الاسبوع المقبل بعثة من البنك الدولي لاستكمال المحادثات التي اجراها المدير التنفيذي للمصرف خوسيه دبوب قبل اسبوع في بيروت وتم التوافق خلالها على آلية لدفع المساهمة التي قررها المصرف في المؤتمر والبالغة مليار دولار. وينتظر تحويل ما يقارب 400 مليون دولار منها لدعم الخزينة. وستكون لبعثة المصرف محادثات مع المسؤولين تتناول المشاريع التي يمكن هذا المصرف المساهمة فيها في المجال الاجتماعي.
وفي السياق عينه، تزور بيروت بعد اسبوعين بعثة من صندوق النقد الدولي للبحث في تنفيذ البرنامج الاصلاحي للحكومة وآليات التمويل، فضلاً عن آلية تحويل مساهمة الصندوق والبالغة 155 مليون دولار الى المصرف المركزي.

هادلي

bull; في واشنطن (و ص ف) أعلن أمس ان مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الامن القومي ستيفن هادلي سيجتمع مع مسؤولين من حلف شمال الأطلسي ومسؤولين أوروبيين وروس خلال جولة له هذا الأسبوع تشمل بروكسيل وموسكو وبرلين.
وتأتي هذه الجولة وسط أجواء من التوتر بين روسيا والولايات المتحدة في شأن توسيع الحلف والجهود الأميركية الرامية الى دفع أعضاء الحلف لزيادة مساعداتهم في أفغانستان، فيما تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها على احتواء الطموحات النووية الإيرانية.
وصرح الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض غوردن جوندرو بأن هادلي سيصل إلى بروكسيل اليوم لإجراء محادثات مع مسؤولين في الحلف والاتحاد الأوروبي. وقال إن هذه الجولة تقررت قبل بضعة أسابيع، وإنها لن تقتصر على قضية أو قضيتين. وأضاف: quot;سيبحثون في أفغانستان ولبنان وكوسوفو وقضايا أخرى في الشرق الأوسط ومجموعة كاملة من القضاياquot;.