الخميس 22 فبراير 2007

محمد عبد الجبار الشبوط


دخل الاستقطاب الطائفي في العراق منعطفا جديدا بدخول قضايا الشرف على خط الجدل الشيعي ـ السني هناك. فقد ادى ظهور الفتاة العراقية صابرين الجنابي على شاشة قناة الجزيرة لتعلن انها تعرضت لعملية اغتصاب جنسي على ايدي شرطة عراقيين عاملين ضمن الخطة الامنية الجديدة لبغداد، الى صب المزيد من البنزين على النار المشتعلة طائفيا بين عرب العراق من الشيعة والسنة. فالفتاة سنية، والشرطة شيعة، والنفوس العراقية في الجانبين متلهفة لتلقي اية اشارة من شأنها زيادة التوتر بين الطرفين. وهذا ما حصل. فقد صدرت بيانات متناقضة من الطرفين، وليس هناك من سبب يدعو احد الطرفين الى تصديق الطرف الثاني، في النفي اوالاثبات.
الحكومة العراقية في موقف لا تحسد عليه، سواء نفت القصة، او ايدتها وعاقبت المسيئين. لأن القصة فجرت ازمة جديدة، ولم يعد من الممكن اطفاء نارها، خاصة وان تداعياتها توالت بسرعة كبيرة. رئيس الوزراء قال ان القصة غير صحيحة، وكذبه نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، وفقد رئيس ديوان الوقف السني منصبه، ولا يمكن في هذه اللحظة التنبؤ بالتداعيات التالية. لكن يمكن افتراض ان الوقف السني سوف يعلن تمرده على الحكومة وعلى قرار رئيس الوزراء، وسوف يقف نائب رئيس الجمهورية والوزراء السنة في الحكومة الى جانب رئيس ديوان الوقف السني، وسوف تتعرض سلطة رئيس الوزراء الى تحد حقيقي. كل هذا في وقت تتعرض فيه الخطة الامنية الى خروقات كبيرة تمثلت في تواصل العمليات العسكرية التي تشنها الجماعات المسلحة قبل ان تكتمل عناصر القوى المطلوبة لإنجاز الخطة.
لم يعد مهما ان تكون صابرين صادقة ام كاذبة، ولم تعد الادلة على الصدق او الكذب مهمة، لأن المواقف مقررة مسبقا، فقد صدقها من صدقها وكذبها من كذبها، والنار ما زالت تزداد اشتعالا على طول وعرض القسم العربي من العراق الذي كان!