عتابي علي البابا أنه لم يعلق علي الحوار بين العالم المسلم والامبراطور البيزنطي.. ومطالبته بالاعتذار كلام عاطفي لا أؤمن به
لا يجوز لدار الإفتاء مراجعة فتاوي الأزهر ونحن لا نكمم الأفواه
لا سلطان للأزهر علي الفضائيات العربية
هذه خطة الأزهر في تصحيح أفكار طلاب الاخوان بعد الإفراج عنهم
سنقيم جامعات أزهرية خاصة إذا اقتضت المصلحة وجودها
لا يجوز الاعتراض علي أي قرار سياسي إلا إذا تضمن القرار مخالفة صريحة للدين


القاهرة -نبيل مدكور

بالرغم من أن الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر كانت له مواقف رافضة للإساءات التي أطلقها بندكيت السادس عشر بابا الفاتيكان خلال إلقاء إحدي محاضراته إلا انه قد عدل عن مواقفه الرافضة حين أعلن عن عزمه قبول دعوة البابا والمشاركة بوفد من علماء الأزهر في المؤتمر السنوي الذي يعقد بالفاتيكان مما وضع علامات إستفهام كثيرة حول هذا التغيير الذي طرأ علي رأي شيخ الأزهر وكان لابد من التحاور معه للوقوف علي حقيقة هذا التغير حيث كشف العديد من المفاجآت حول أسرار زيارة سفير الفاتيكان للأزهر وحقيقة الخطاب الذي أرسله للبابا وبعض القضايا الأخري.


ما هي حقيقة زيارة سفير الفاتيكان وكردينال البابا لفضيلتكم؟
- بالفعل جاء لزيارة الأزهر الشريف كردينال البابا وهو أعلي سلطة في الفاتيكان ومعه السفير الفاتيكاني بالقاهرة لإحياء ذكري زيارة البابا الراحل الذي كان يزور الأزهر في هذه الأيام وأيضا لتوجيه الدعوة لعلماء الأزهر للمشاركة في المؤتمر السنوي للحوار بين الديانات طبقا للإتفاقيات المتبادلة بين الأزهر والفاتيكان ورشحت الشيخ عمر الديب وكيل الأزهر ورئيس لجنة الحوار للمشاركة في هذا المؤتمر وفي نهاية اللقاء طلب الكردينال زيارتي للبابا فوعدته بتلبية الزيارة عقب وصول الدعوة من بابا الفاتيكان ورحبت بها .


تردد أن فضيلتكم قد رفضت مقابلة وفد الفاتيكان والذي كان يرأسه سفير الفاتيكان بالقاهرة؟
- لم يحدث ولن يحدث أن أرفض زيارة ضيوف للأزهر لكن الحقيقة أن سفير الفاتيكان بالقاهرة قد جاء للزيارة قبل موعد مقابلة الكردينال وطلبت أن ينتظر السفير حتي يأتي الكردينال وأقابلهم جميعا فأين الرفض في هذا فالإسلام يأمرنا بحسن الإستضافة وإكرام الضيف فضلا علي أن هذه الزيارة من البروتوكولات الرسمية فهل يعقل أن أرفض مقابلتهم فقد تبادلنا الحديث في غاية الإحترام والتفكير السليم وأيدني في كل حواري معه حين أوضحت له أن الإسلام يعتبر الناس جميعا من أب واحد وأم واحدة لقوله تعالي: ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده فقالوا ونحن نؤمن بذلك هذا كل ما حدث خلال الزيارة.


تردد أن فضيلتكم أرسلت بخطاب لبابا الفاتيكان تطالبه بالإعتذار للمسلمين وللأزهر؟
- لم أرسل أي خطابات لبابا الفاتيكان ولم أطالبه بالإعتذار لأنني غير مؤمن بهذا الكلام العاطفي الذي يصدر علي ألسنة الناس بأن يطالبوا البابا بالإعتذار حيث كانت محاضرة البابا حول حوار بين رجلين مسلم والآخر بيزنطي وعاتبت البابا أنه لم يعلق علي هذا الحوار من خلال خمسة مقالات كتبتها في كتاب طبع علي نفقة الأزهر وكان باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية وقد وزع علي السفارات والجاليات المصرية في الخارج فضلا علي أن البابا أكد أنه لم يقصد الإساءة فهل أحاكمه علي هذا.


أصدر مجمع البحوث الإسلامية بيانا حدد فيه أن الجهة المنوط بها الفتوي دار الإفتاء فهل معني هذا أن لجنة الفتوي بالأزهر يتم مراجعة فتواها من قبل دار الإفتاء؟
- هذا غير صحيح لأن لجنة الفتوي التي مقرها الرواق العباسي بالجامع الأزهر رسمية ومعتمدة بنص القانون ولا يؤثر في مكانتها هذا البيان الذي أصدره علماء المجمع من قريب أو بعيد ولا يجوز لدار الإفتاء أن تراجع فتاوي لجنة الفتوي بالأزهر بل أن من حق مجمع البحوث الإسلامية مراجعة فتوي دار الإفتاء بإعتبار أن المفتي عضوا بهذا المجمع.
إذن ما هي الأسباب التي علي آثارها صدر هذا البيان؟
- الأسباب هي فوضي الفتاوي التي إنتشرت علي الساحة الدينية من قبل الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة والتي دفعت الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية إلي تقديم طلب لعلماء المجمع يطلب إصدار بيان لتحديد الجهة المنوط بها الفتوي لكن ليس معني هذا أننا يمكن ان نكمم الأفواه أو نمنع أحدا من الفتوي لأنه ليس لدينا سلطة علي هذه الفضائيات حتي نمنع المشايخ الذين يفتون في الأمور الدينية.
إذا كان الأزهر فشل في مواجهة مشايخ الفضائيات فماذا عن مشايخ التليفزيون؟
- حتي هذا الجهاز الإعلامي التابع للدولة ليس لنا سلطان عليه ولم يحدث أن طلب وزير الإعلام مني أن أرشح له أحد علماء الأزهر لكي يفقهوا الناس في أمور دينهم لكنه يستعين بمن يراه نافعا لوزارته ولا يحق لي التدخل أو إبداء الرأي فيما يخص وزارة الإعلام.


شهد مجمع البحوث الإسلامية في الأونة الأخيرة العديد من الكتب التي تحمل أفكارا مغلوطة ومتطرفة فهل تري أن مصر أصبحت مستهدفة من أصحاب هذه التيارات؟
- هذه حقيقة لا يمكن أن ننكرها لكن مجمع البحوث الإسلامية بمختلف لجانه وعلمائه يتصدون لمثل هذه التيارات المارقة والكتب والمؤلفات التي تحمل أفكارا تثير بلبلة عقيدة المسلمين وعقول الشباب وتؤثر علي إستقرار المجتمع.


هناك أصوات تردد أن مجمع البحوث الإسلامية أصبح غرفة إعدام للرأي والفكر والإبداع ؟
- هذا كلام مردود علي أصحابه ولا أساس له من الصحة لأن هذا المجمع تعرض عليه الكتب والمؤلفات من قبل الجهات الرسمية أو الأفراد ويتم فحصها بدقة شديدة وتعرض علي مجلس المجمع فإذا صحت رؤية الفاحص أخذ بها وإذا لم تصح نعرضها علي فاحص آخر فإن وجدنا أن الكتاب به إساءات أو شيء يتعارض مع الأعراف الدينية نوصي بمنعه وعدم تداوله فإذا تضرر المؤلف عليه أن يلجأ إلي الجهات القضائية ليتضرر كيفما شاء وبهذا فإن المجمع جهة مشورة ورأي وليست جهة مصادرة وإعدام.


النائب العام أفرج عن طلاب الإخوان فما هي خطة الأزهر لتصحيح الأفكار المغلوطة في عقول هؤلاء الطلاب؟
- نحن نشكر النائب العام علي هذه الخطوة فضلا علي أن الأزهر وضع خطة وبرنامجا لهؤلاء الطلاب الذين سيطرت عليهم أفكار مغلوطة ومتطرفة عن طريق إلقاء محاضرات توعية لهم لتصحيح وتوضيح أن هذه الأفكار التي حملوها في عقولهم ليست من الإسلام في شيء.


هل هناك ثوابت وضوابط تحكم عملية تطوير المناهج الأزهرية؟
- نعم هناك خطط وضوابط يتم علي أساسها يتم تطوير العملية التعليمية والمناهج في الأزهر فإذا وجدنا حذف باب معين أو إضافة باب معين يتم ذلك عن طريق لجان متخصصة من علماء الأزهر الشريف.


هل يمكن أن نري جامعات أزهرية خاصة أسوة بالجامعات الأخري ؟
- إن شاء الله يأتي اليوم ونري فيه كليات أزهرية خاصة ما دامت المصلحة تقتضي ذلك وتستلزم وجودها.


هل توافق فضيلتكم علي فكرة الإنتخاب لمنصب شيخ الأزهر؟
- القانون ينص علي تعين شيخ الأزهر بقرار من رئيس الجمهورية ولا يجوز إقالته أو عزله تقديرا لمكانة الأزهر وهيبة شيخة الذي هو إمام للمسلمين داخل مصر وخارجها ومن ثم فإن التعيين لا بأس به بشرط أن يكون من هيئة كبار العلماء في مجمع البحوث الإسلامية وهذا يمنع الكثير من المشاكل عكس الإنتخاب الذي يؤدي إلي خلافات وصراعات نحن في غني عنها.


هل يمكن أن يعترض الأزهر علي أي قرار سياسي؟
- الأزهر ليس له أن يتدخل في الأمور السياسية لأنني أؤمن بالتخصص والسياسة لها أهلها فهم أدري مني بها ولكن الأزهر خاص بأمور وأحكام تعاليم الدين الإسلامي ومن ثم ليس له أن يعترض علي أي قرار سياسي إلا في حالة واحدة إذا تضمن هذا القرار مخالفة صريح للدين ويتم ذلك من خلال مجمع البحوث الإسلامية.