علي حماده

بداية مع quot;اعترافاتquot; رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت امام لجنة quot;فينوغرادquot; التي تحقق في اخفاقات حرب تموز 2006، بأنه طلب وضع خطط لحرب في لبنان منذ شهر آذار 2006 في حال جرى اختطاف جنود اسرائيليين الى ما وراء الحدود.

على رغم تحريف السيد حسن نصرالله وquot;تشرينquot; السورية لمضمونها، تؤكد هذه الاعترافات ان quot;حزب ولاية الفقيهquot; في لبنان لم يأبه لكل التحذيرات والتنبيهات التي تلقاها في المرحلة التي سبقت عملية اختطاف الجنديين الاسرائيليين في 12 تموز من خلف quot;الخط الازرقquot; (وليس في مزارع شبعا)، وفي ظل غليان القيادة الاسرائيلية من جراء عملية اختطاف الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت في قطاع غزة. وقد ضرب الحزب المذكور عرض الحائط بكل ما تلقى من معلومات نقلها اليه عدد من القادة الاستقلاليين في لبنان، وذهب الى المغامرة بلبنان وشعبه من دون أي اعتبار لكل الوعود التي اطلقها بأن الصيف اللبناني سيكون quot;صيفاً هادئاً وصافياًquot;.

أكثر من ذلك، نحن ننتظر بفارغ الصبر الاعترافات الكاملة لأولمرت التي ربما كشفت الزاوية الخارجية لمغامرة quot;حزب ولاية الفقيهquot;، كالكشف عن إنه في 11 تموز كانت هناك صفقة لمبادلة الأسير الاسرائيلي شاليت بمئات الأسرى الفلسطينيين على أثر مفاوضات رباعية جرت بين الفلسطينيين والمصريين والاردنيين من جهة، وحكومة اولمرت من جهة. وثمة معلومات تقول ان اولمرت قبل يومها بإطلاق مئات الأسرى الرازحين في المعتقلات الإسرائيلية. ومما قد تكشفه الاعترافات التي صارت مادة لخطب السيد نصرالله وللاعلام البعثي في سوريا، ان قرار اختطاف الجنديين الاسرائيليين اتخذ في طهران لإجهاض عملية التبادل في فلسطين، ولإرسال اشارة مفادها ان ذراع ايران ولاية الفقيه طويلة، وقد لا تقف عند خطوط حدودية معترف بها دوليا، وإلا فما معنى حصول العملية بعيداً من مزارع شبعا موضوع النزاع مع اسرائيل؟

ولعل من المفيد ان نعود الى خطاب السيد حسن نصرالله ليلة 12 تموز حينما دعا الفلسطينيين الى عدم التراجع في غزة! في موضوع الأسير شاليت.
ان اعترافات أولمرت كمسؤول اسرائيلي، في حال اعتمدناها أسوة بسلوك بروباغاندا quot;حزب ولاية الفقيهquot;، تشي بأن ثمة فريقاً لبنانياً اخذ البلاد الى الدمار والقتل (1200 شهيد). لقد أخطر السيد نصرالله وفريقه مسبقا بأن اسرائيل سترد بعملية عسكرية شاملة كانت الدوائر الغربية تحذّر منها منذ نهاية حزيران، وكان لبنان معنيا بها مباشرة بسبب العملية الفاشلة التي جرت في ايار 2006 عندما حاول الحزب اختطاف جنود اسرائيليين وأخفق.

إن السيد نصرالله يتهم الاستقلاليين بالتواطؤ مع اسرائيل واميركا في الحرب التي قتلت 1200 لبناني، ولا يقدم دليلا. في المقابل اننا نتهمه كحزب بأنه اقحم لبنان في مغامرة مدمرة، ودليلنا على ذلك تجاهله التحذيرات، ووعوده بترك اللبنانيين يمضون صيفا هادئا، وذهابه الى الحرب بقرار منفرد غير شرعي ومخالف لكل ميثاق وطني.

ولئلا ننسى احدا، فلن ننسى quot;الحليفquot; في سوريا التي تكشف المصادر الاسرائيلية نفسها، التي يعتمدها السيد نصرالله مادة لخطبه، ان المفاوضات كانت جارية بين مندوبي رئيسها بشار الاسد والاسرائيليين خلال الحرب في لبنان الصيف الماضي. فما قول السيد نصرالله في صدقية هؤلاء الذين يضحي ببلده كي يفلتوا من العدالة... عدالة القانون والشرائع السماوية قبل الوضعية؟