رئيس quot;المستقبلquot; يجري جولة ثالثة مع برّي معلناً أجواء quot;مريحةquot;
ويزور جعجع مشدّداً على تضامن 14 آذار
سولانا يؤكّد أن زيارته إلى دمشق quot;لمعرفة كيفيّة تغيّر السلوك السوريquot;.. ومجلس القضاء يردّ على إساءات لحود


المستقبل

في وقت تترقب الساحة الداخلية الجولة الثالثة من الحوار الثنائي بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس quot;تيار المستقبلquot; النائب سعد الحريري العائد الى بيروت والتي جرت امس في عين التينة، كان الفريق الانقلابيّ السوريّ يقصف الحوار الجاري في عين التينة ويهدّد بأنّ مكان رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة هو السجن، وبأن لا حلّ ما لم يمرّ من quot;ساحة المرجةquot; السورية، في حين كان النائب العماد ميشال عون يطالب بقانون جديد للانتخابات قبل الحكومة.

جرى القصف السوريّ بينما كان الحريري يعلن قبيل بدء اجتماعه ببرّي الذي استمر على مدى ساعتين quot;بشّروا الذين يشيّعون أجواء تشاؤلية بأن الأجواء مريحة وجيدةquot;. وعقّب برّي بالقول quot;هذه الكلمة كافيةquot;.

وعلى غرار ما فعله الأسبوع الماضي حيث اجتمع إلى القيادات السياسيّة الحليفة، زار الحريري رئيس الهيئة التنفيذيّة في quot;القوّات اللبنانيّةquot; سمير جعجع في مقرّه في بزمار ، وأكّد انّ quot;لا خلافات في وجهات النظر حول ضرورة حلّ الأزمة اللبنانيّة بين قوى 14 آذارquot;. ولفت إلى انّ quot;قوى 14 آذار يهمّها في المقام الأول مصلحة الوطن وصيغة العيش المشترك.
وأعلن الحريري انه سيواصل الاجتماعات مع برّي quot;لامكانية التوصّل إلى حلّquot;، معرباً عن تفاؤله بأن quot;يتفهّم الفريق الآخر مقترحاتنا(..)quot;.
من جهته، شدّد جعجع على quot;التفاهم بين كل قيادات 14 آذار(..)quot;.

وسط هذه الصورة، شكّلت زيارة الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا حدثاً لافتاً ومهماً في آن، من خلال افتتاح جولته في المنطقة بزيارة بيروت قبل دمشق تأكيداً على سيادة واستقلال هذا البلد، وإعلانه دعم الاتحاد الاوروبي للحكومة اللبنانية، تمهيداً لنقل رسالة واضحة الى النظام السوري تطالبه بالتزام القرارات الدولية، لجهة إنشاء المحكمة الدولية والتزام تسهيل تشكيل هذه المحكمة من خلال المؤسسات الدستورية اللبنانية، وبوقف تدخله في لبنان وانتهاج سياسة بنّاءة في هذا الاطار وهي الأمور التي أكد عليها سولانا في ختام محادثاته في بيروت التي شملت الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة والنائب الحريري.

سولانا بدأ جولته الشرق أوسطية من بيروت، وانتقل الى السعودية للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، قبل ان يختتمها غداً في دمشق بلقاء الرئيس السوري بشار الاسد، حيث سيبحث سبل بلورة حل للأزمة اللبنانية بتفويض من دول الاتحاد.

ومن السرايا الكبيرة جدد سولانا دعم الاتحاد الاوروبي quot;المطلق للبنان سيّد وحرquot;، وشدد على ضرورة ان تستفيد الحكومة اللبنانية من نجاح مؤتمر باريسshy;3 في مسيرة إعادة إعمار لبنان، وابدى اعتقاده أن الحل quot;يجب ان يبنى على قاعدة لا غالب ولا مغلوب وان يكون لبنانيا للتوصل الى تسويات شاملةquot;، وأعلن أنه سيزور سوريا quot;لاجراء محادثات صريحة وواضحة (..) وسنرى كيف يمكن لسلوك السوريين ان يتغيرquot;، وأكد أنه سيبحث موضوع المحكمة الدولية، مضيفاً quot;اننا نعتبر ان سيادة واستقلال لبنان مهمّان للغاية وعنصران من عناصر الاستقرار في المنطقة ونحن نشدد على ذلكquot;.
وقال سولانا بعد لقائه الحريري quot;ناقشنا مواضيع الساعة وزيارتي الى المنطقة، وما يمكن ان نقوم به لتقديم المساعدة. كما اردت ان اقول مرة جديدة وبكل وضوح بصفتي ممثلا للاتحاد الاوروبي ان لبنان بلد قريب جدا الى قلوبنا واننا سنواصل مساعدتهquot;.

السنيورة

من جانبه وصف الرئيس السنيورة، الذي يرأس اليوم جلسة لمجلس الوزراء للبحث في تشكيل الوفد اللبناني الى القمة العربية، لقاءات بري ـ الحريري بأنها quot;مهمة جداًquot;، وقال اننا quot;ندعمها مئة في المئة وسنستمر في ذلك (..) ونودّ ان نمنحها كل فرص النجاح ولكن لا يمكنني ان اؤكد بأنها ستفضي الى نتائج ايجابية خلال يومين او ثلاثةquot;، مضيفاً quot;ليخرج لبنان رابحاً يجب التشديد على نقاط الاختلاف (..) علينا ان نوافق ليس فقط على تقسيم المقاعد ولكن يجب ان نوافق على كل المسائل المهمة، وما حصل على طاولة الحوار كان مسائل مهمة حيث تم التوصل الى نقاط توافق يجب تطبيقها وتطبيق النقاط السبع أيضاً (..) وهذا ما يطلبه اللبنانيون الذين يريدون وضع حد لهذه الازمةquot;.

القاهرة

بالتوازي، التقى موفد الأمين العام للأمم المتحدة لتطبيق القرار 1559 تيري رود لارسن الرئيس المصري حسني مبارك، وأوضح أن جولته تأتي عشية اعداده تقريرا حول تنفيذ 1559 quot;والذي يتركز حول الانتخابات الحرة في لبنان ونزع السلاح من كافة الميليشيات اللبنانية والاجنبية، والقضايا المتعلقة بالحفاظ على سيادة واستقرار لبنان ووحدته (..)quot;.

موسكو

ومن موسكو أكد المتحدث باسم الخارجية الروسية ميخائيل كامينين أن الطريق الوحيد للخروج من الازمة هو الحوار quot;الصبورquot;، وقال معلقا على لقاءات بري shy; الحريري بالقول quot;من المبكر الان الحديث عن نتائج لكن روسيا ترحب، مع ذلك، بحقيقة استئناف الحوار بين الممثلين الرائدين فى المعسكرين اللبنانيينquot;.

المواقف الداخلية

في غضون ذلك، ركزت المواقف الداخلية على الترحيب بلقاءات بري ـ الحريري، لكنها عكست تفاؤلاً حذراً من خلال الدعوة الى التمهل الى حين تبلور الصورة.
الرئيس الأعلى لـ quot;حزب الكتائبquot; الرئيس أمين الجميّل نوّه بـquot;حوار عين التينة لانه خطوة مهمة لاعادة بناء الثقةquot;، وشجع على quot;المزيد من الخطوات الحوارية لأنها الطريق الأسلم لاعادة بناء ما فقد من ثقة بين المعارضة والموالاةquot;، لكنه أبدى خشيته من أن quot;يطالب البعض بتجاوز الطائف ومحاولات فرض قراءات جديدة لاعادة النظر في توزيع السلطة قياسا على ما يعتقده معادلات فرضتها التطورات بعد حرب تموزquot;.
وشكك النائب سمير فرنجية في إمكان ظهور quot;صيغة سحريةquot; للحل، وقال quot;هذا الكلام سابق لاوانه، ولا شك أن معاودة الحوار أمر إيجابي، لكن مسألة قبول سوريا بإنشاء المحكمة الدولية لم يحسم بعدquot;.
ووصف عضو quot;اللقاء الديموقراطيquot; النائب أكرم شهيب لقاء بري ـ الحريري بـquot;الجيد الذي يصب في عملية بدء الحوارquot;، وقال quot;لكنه ينطلق من منطلقين مختلفين، فريق 14 آذار يتحدث بمنطق لا غالب ولا مغلوب، وفريق 8 آذار يتحدث بمنطق الغالبquot;.
أما رئيس حركة quot;التجدد الديموقراطيquot; نسيب لحود فرأى فيها quot;انطلاقة جيدة نحو الحوار الموضوعيquot;، وشدد على ضرورة استكمالها quot;بانهاء الاعتصام فورا واستئناف المجلس النيابي لعمله بشكل طبيعيquot;.

التحالف الانقلابي

في المقابل، عكس quot;فيحquot; المواقف التي أطلقتها رموز وقوى في التحالف الانقلابي، محاولات التعطيل السورية للتخريب والتشويش على مساعي التسوية الجارية، واستكمال الحملة المركزة على الرئيس السنيورة.
quot;حزب اللهquot; وعلى لسان لسان رئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين رأى ان اعترافات رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت quot;أحرجت جنرالات 14 شباط وفضحتهم لانهم أسسوا كل تهمهم على اساس ان حزب الله هو الذي شنّ الحربquot;، فيما أمل عضو شورى الحزب الشيخ محمد يزبك أن يسفر لقاء بري shy; الحريري عن حل، معتبرا أن quot;أعداءنا يراهنون على سقوطنا لتبقى لهم الغلبة وأن يضربوا كل أمل في أمتناquot;.
رئيس quot;تكتل التغيير والإصلاحquot; النائب ميشال عون اتهم الرئيس السنيورة بالذي quot;قام بألف خطوة مخالفة للدستور (..) ما دام لا إحساس لديه بما يدور في دولتهquot;، واتهم الحكومة بالعصيان المدني، وقال quot;أعود وأكرر للرئيس السنيورة اذا دعمتك الولايات المتحدة الأميركية فلا تشعر أنك في حجمها، فحجمك سيعود الى بيروتquot;.
وخلال لقاء جمعهما، رأى الوزير السابق عبد الرحيم مراد أن دمشق هي quot;مفتاح الحل لكل القضايا العربيةquot;، معتبرا أن quot;أي حل لن يكتب له النجاح دون أن يمر في ساحة المرجةquot;، فيما رأى الوزير السابق وئام وهّاب أن الرئيس السنيورة quot;يتصرف كانتحاري، وهو يحاول اللعب بآخر أوراقه التخريبية لخربطة الحلولquot;، معتبرا أن مكانه السجن وليس رئاسة الحكومةquot;، مؤكدا أن quot;لا مبرر لأي تفاؤل بالنسبة للوضع الحالي لأن الفريق الآخر لا يملك قرارا شجاعاquot;.

quot;مجلس القضاءquot;

في غضون ذلك، ردّ مجلس القضاء الأعلى على تطاول الرئيس الممددة ولايته اميل لحود على الجسم القضائي، دون أن يسميه، وخصوصا اتهامه وزير العدل بالتدخل في التشكيلات القضائية، مستغربا اقحام القضاء quot;بما يسيء اليه في معرض السجال السياسيquot;.

واثر اجتماع استثنائي أشار رئيس المجلس القاضي انطوان خير الى أن التشكيلات وافق عليها المجلس بالاجماع وبالتالي فان مرسوم صدورها quot;يجب ان يكرس ما قرره المجلس ما يجعل صلاحية السلطة الاجرائية المختصة باصدار المرسوم المذكور صلاحية مقيدةquot;، لافتا الى أن التشكيلات القضائية quot;تتناول سلطة من السلطات الثلاث هي السلطة القضائية، وهي سلطة مستقلة، لا مجرد ادارة من الادارات العامةquot;، مؤكدا أنه هو quot;الذي يضع المعايير التي تجري في موجبها التشكيلات في معزل عن أي تدخل او تأثير، ولوزير العدل فقط أن يبدي ملاحظات يبقى المجلس حرا في ان يأخذ بها أو لا (..)quot;.