الثلاثاء 20 مارس 2007


rlm;عزة سامي ـ الأهرام

مشهد مقتل ديانا وصاحبها دودي الفايد في حادث سيارة بسبب مطاردة البابارتزي لهماrlm;..rlm; صورة فرانسوا ميتران علي فراش الموت التي كشفت صحيفة لوموند الفرنسية ان من التقطها وباعها إلي مجلة الباري ماتش هو واحد من اقرب المقربين لعائلة ميترانrlm;..rlm;

لقطات أخري التقطت لمشاهير في غرفة العناية المركزة بالمستشفيات وبيعت لإحدي المجلات الصفراء وأخيرا أربع عشرة صورة للمغني برترند منتتrlm;,rlm; وهو في زنزانته بالسجن والذي قرر رفع دعوي قضائيةrlm;..rlm; كل هذه المشاهد وغيرها جعلت من الصحافة الصفراء موضوع جدل عنيفا ومناقشات ساخنة بل وايضا دعاوي قضائية في المحاكم الفرنسية بتهمة انتهاك الحياة الخاصةrlm;,rlm; فهذه الصحف في اغلب الأحيان لا تحصل علي لقطاتها وأخبارها إلا بوسائل ابعد ما تكون عن مواثيق الشرف الإعلامي المعروفة في كل انحاء العالمrlm;.rlm;

فهل السبق الصحفي أو محاولة رفع معدلات التوزيع أو تحقيق شهرة إعلاميةrlm;...rlm; غاية تبرر الوسيلة في الصحافة؟rlm;!rlm; الإجابة عن هذا التساؤل قد تختلف علي حسب نوعية الصحيفة نفسهاrlm;...rlm; فالصحافة الفنية تسعي بالدرجة الأولي إلي جذب القراء بنشر صور وأخبار النجوم وتهتم بحياتهم الخاصة أكثر من اهتمامها بأعمالهمrlm;,rlm; فالنقد يندرج أكثر تحت تصنيف الصحافة الثقافيةrlm;,rlm; ومن ثم فإن النجم في هذه النوعية من الصحافة يعد بمثابة سلعة يمكن تسويقها لزيادة المبيعات ولا نعني هنا بالنجم العاملين فقط في مجال الفنrlm;,rlm; فالشخصيات العامة تثير أيضا اهتمام القراء خاصة إذا كان الأمر يتعلق بحياتهم الخاصة وأساليبهم في أداء أعمالهم وفضائحهم المالية أو العاطفية وغيرها من الأمور الغامضة ومن ثم فان قراءة الصحف الملتزمة لا تكفي لإشباع اهتمام القراء وفضولهم حتي في مجال السياسةrlm;.rlm;

ولكن أيا كانت نوعية الصحافة وسواء كانت فنية أو ثقافية أو سياسيةrlm;,rlm; فالقاريء دائما في حالة نهم لمعرفة ما يدور حوله وعادة لا يكتفي بما يقدم له من معلومات مسندة إلي مصدر رسمي إنما يحاول قراءة ما بين السطور والبحث عن الصحف التي يعتقد أنها قادرة علي كشف الاسرار والغموضrlm;,rlm; وهو ما يندر ان توفره الصحف الملتزمة التي تحاول توثيق اخبارها والتحقق من مصداقيتها من مصادر عدة وهو ما يمنعها من نشر اي خبر ان لم يكن موثقا ومؤكدة صحتهrlm;.rlm;

وفي ضوء عدم الشفافية الإعلامية سواء علي مستوي الدول الديموقراطية أو الدول الأخريrlm;,rlm; فإن كلمات المتحدث الرسمي أو تصريح يطلقه الوزير أو المسئول لا يكون كافيا لإجلاء الحقيقةrlm;,rlm; ولعل اقرب دليل علي ذلك ما صاحب حرب العراق من تلفيق وتعتيم وكذب في كل من أمريكا وبريطانيا لتبرير عملية الغزوrlm;,rlm; فإذا اكتفينا بالأحاديث الرسمية بدافع توخي الحذر وعدم الترويج لأخبار غير معلومة المصدر أو إثارة ما نسميه في مجتمعاتنا فتنا أو شائعاتrlm;,rlm; فإننا قد نعجز عن تقديم الحقيقة إلي القاريء بل ان ما يسميه المسئولون في الدولة بالشائعات يكون في أحيان كثيرة ذا صلة بالواقعrlm;,rlm; وبما يحدث خلف الكواليس وعليه فإن الصحافة المتحفظة في بعض الاحيان تكون غير قادرة علي تحقيق سبق صحفي بالمقارنة مع غيرها من الصحف التي تتمتع بقدر اكبر من الحرية ولا تلتزم حرفيا بما نسميه ميثاق الشرف الإعلاميrlm;,rlm; وهو الأمر الذي يأتي بانعكاسات سلبية علي معدلات توزيع الصحف المتحفظة بصورة أو بأخريrlm;.rlm;

علي أية حال فإن هناك فرقا كبيرا بين الصحافة الصفراء التي تسعي إلي جذب اكبر عدد من القراء عن طريق نشر أخبار وصور حصلت عليها بطرق غير مشروعة والصحف الأخري التي تعطي لنفسها هامشا من الحرية يسمح لها بنشر بعض الأخبار التي تحصل عليها من مصادر غير رسمية أو تتناول الشائعات بالنقد والتحليل في محاولة لإثبات صحتها أو خطئهاrlm;,rlm; الصحف الصفراء لا تهتم بالوسيلة التي حصلت بها علي محتويات الجريدةrlm;,rlm; فالمهم هو درجة الإثارة التي يحدثها المحتويrlm;,rlm; ففي فرنسا تتعامل الصحافة الصفراء بأسلوب الغاية تبرر الوسيلة فهي تحسب قيمة الخبر أو الصورة التي ستنشرها والتعويضات التي ستدفعها للمشاهير الذين تنتهك حرمة حياتهم الخاصة والمبيعات العالية التي ستحققها من جراء نشر مثل هذه الأشياءrlm;,rlm; فإذا وجدت العائد اكبر من التكاليف لم تتردد في عقد الصفقة مع البابارتزي وان لم يكن فإنها ترفض هذا ما يؤكده احد المحامين الفرنسيين المتخصصين في هذه النوعية من القضايا فرنسيس سبينرrlm;,

فعلي سبيل المثال نشرت مجلة شوك وترجمتها بالعربية الصدمة في يناير الماضي صور فيديو للمغنية اميل بنيت عارية تماما اثناء جلسة للعناية بالجمال في إحدي الدور المتخصصة في ذلك وهي الجلسة التي كان من الممكن أن تبقي سرا لولا اختفاء التليفون المحمول للنجمة الذي تم تصوير المشاهد عليهrlm;,rlm; إذن فالمشاهد حقيقية ولكنها انتهاك لحياتها الشخصيةrlm;,rlm; ومن ثم يمكن لها أن ترفع دعوي امام القضاء وتحصل علي تعويضrlm;,rlm; ولكن المكاسب أعلي بكثيرrlm;...rlm; آخرون لا يكتفون بتصوير ما يحدث بل يذهبون ابعد من ذلك كأن يقومون بتدبير حوادث مفتعلة هو ما حدث مع زوج أميرة موناكو الصغري استيفاني الذي تم تدبير مؤامرة للإيقاع به والتقاط صور له مع فتيات وهي الصور التي دفعت الأميرة لطلب الطلاق وانتهت حياتهما الزوجية بفضيحة لم تكن لتحدث ولولا البابارتزي ورئيس التحرير الذي لم يفكر في عواقب النشر بقدر ما كان يسعي لتحقيق سبق صحفي حتي ولو بطرق غير شرعيةrlm;.rlm;

الطرق غير الشرعية في مجال الصحافة الصفراء متعددة بل ان التكنولوجيا الحديثة كان لها دور فعلا في تنميتهاrlm;,rlm; فالصحفيون يلجأون إلي رشوة العاملين في شركات البريد الالكتروني للحصول علي كلمات السر الخاصة بالمشاهير لاختراق بريدهم الالكتروني والإطلاع علي اسرارهم الاكثر خصوصية بل انهم يحصلون بنفس الطريقة علي فواتيرهم التليفونية لمعرفة من الذي اتصل بهم طوال الشهر وينسجون القصص ويطلقون الشائعات وكله بثمنه ولا مانع من المثول أمام القضاءrlm;,rlm; ودفع التعويضات طالما ان التوزيع ارتفع والقراء يتهافتون علي شراء مثل هذه النوعية من الجرائد التي قد ترضي فضول البعض ولكنها أبدا لن تقدم لهم أية معلومة مفيدةrlm;!!rlm;

فهل معني هذا ان الغاية تبرر الوسيلة هذا ما ينفيه الصحفيون الملتزمون بميثاق العمل الصحفيrlm;,rlm; فلولا هذا العرف ما كتب الاستمرار للصحف التي تتحري المصداقية في أخبارها وتسعي وراء الخبر بالطرق المشروعة لتنشره بأسلوب موضوعي بعيدا عن محاولات التهويل والتضخيم التي تهدف إلي جذب القراء باخبار مثيرة معرفتها من عدمه لن يقدم أو يؤخر شيئاrlm;.rlm;