الأربعاء 21 مارس 2007
مراقبون يرون ولد داداه زعيم المعارضة المقبل
نواكشوط - المختار السالم
شهدت حملة الانتخابات الرئاسية الموريتانية قبيل خمسة أيام من الجولة الثانية يوم الأحد المقبل منعرجاً انتخابياً وسياسياً كبيراً، مع التحاق ldquo;حزب التحالف الشعبيrdquo;، وهو أحد أهم أحزاب ldquo;ائتلاف قوى التغييرrdquo; (معارضة سابقة) بمرشح الأغلبية الرئاسية السابقة سيدي ولد الشيخ عبد الله. وهو حزب يتمتع بوزن كبير في الساحة الموريتانية، فقد فاز في الانتخابات البرلمانية والبلدية بعدة بلديات في كبريات المدن وبمقاعد نيابية، وحصل رئيس الحزب مسعود ولد أبو الخير على 10% من أصوات الناخبين في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 11 الشهر الحالي.
وكان حزب التحالف من أشد معارضي نظام الرئيس السابق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع وأعداء الأغلبية الرئاسية السابقة، وعرف بخطابه الذي يوصف بالمتطرف حتى ضد المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية (الحاكم) في الفترة الانتقالية. وكانت غالبية زعامات قوى المعارضة تراهن على أداء الحزب في جولة الإعادة لصالح المعارضة. إلا أن موقف الحزب أدى لهزة عميقة على مستوى الرأي العام والشارع الموريتاني، ودفع بأغلب المراقبين إلى اعتبار أن المعركة الرئاسية حسمت لصالح المرشح سيدي ولد الشيخ عبد الله.
وإذا أخذنا الاعتبارات الميدانية، فلا شك أن ولد الشيخ عبد الله يتقدم كثيرا على ولد داداه، فهو مدعوم من ldquo;الميثاقrdquo; (18 حزبا وتشكيلا سياسيا)، وحصل على دعم 8 من مرشحي الجولة الأولى حصلوا مجتمعين على نسبة 93ر30%، وإذا أضيفت هذه النسبة إلى نسبة المرشح في الجولة الأولى تكون النتيجة هي 53ر55% في حالة التزام الناخبين بتوجهات قواهم السياسية في اقتراع الأحد المقبل.
وتراهن قيادات بارزة في حملة ولد الشيخ عبد الله على فوز مرشحها بنسبة كبيرة تتراوح بين 60-70% من الأصوات، وتشيع أن انقلابا كبيرا حدث في توجه الناخبين بناء على معطيات إدارة العمليات الانتخابية في حملة ولد الشيخ عبد الله، وتقول إن ldquo;مسالة الفوز أصبحت مسألة وقت لا غيرrdquo;.
وفي الجانب الآخر، ترى إدارة العمليات الانتخابية في حملة أحمد ولد داداه أن جمهور قوى التغيير أثبت معارضته، ومكّن أحزاب المعارضة من الحصول على أغلبية الأصوات في الانتخابات النيابية والجولة الأولى من الرئاسية، وبنسبة تجاوزت 60%. وتقلل قيادات إدارة حملة ولد داداه من شأن تأثير المرشحين الخارجين من الجولة الأولى الملتحقين بولد الشيخ عبد الله، وتقول إن النسبة التي حصل عليها المرشحون الخمسة الذين انضموا لولد داداه ثابتة.
ويراهن مستشارو ولد داداه على ldquo;ائتلاف قوى التغييرrdquo; وخصوصاً القوة الناخبة للتيار الإسلامي وتيار ldquo;الحرrdquo; واليسار وناخبي الأقلية الإفريقية وتنظيم فرسان التغيير الذي يقوده صالح ولد حننه.
وترى هذه الشخصيات أن المؤسسة العسكرية عملت وفق هذا السيناريو على قناعة بأن الوضع الداخلي في موريتانيا لا يحتمل إحداث تغيير شامل يؤدي لهزات اجتماعية غير معروفة النتائج، ومن ناحية أخرى يرى أعضاء في المجلس العسكري أن وصول رئيس قوي ونظيف إلى سدة الحكم سيقطع الطريق أمام أي رئاسة مدنية قادمة لأحد أعضاء المجلس. فولد داداه إذا وصل إلى الحكم لن يخرج قبل عشر سنوات (أقصى الفترة الدستورية) وهو ما لا تتحمله وضعية توجيه صفقات النفط والقطاعات الأخرى التي تمت في الفترة الانتقالية.
التعليقات