لندن تأمل بحل سلمي في أسرع وقت ...
واجتماعات قيادية ايرانية للبحث في قضية البحارة البريطانيين ...

طهران , موسكو، لندن - حسن فحص

اتهمت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت طهران بـ laquo;استعراض القوةraquo; في شأن البحارة البريطانيين الـ15 المعتقلين لدى إيران، في وقت أكد مصدر إيراني لـ laquo;الحياةraquo; في طهران ان اجتماعاً رفيع المستوى سيعقد بين الرئاسة الإيرانية وقيادة laquo;الحرس الثوريraquo; ومجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية للبحث في تفاعلات عملية الاعتقال.

وفيما تحولت الأزمة إلى اختبار قوة خطر، نقلت مجلة laquo;نيوزويكraquo; عن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قوله إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حذر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد لدى اجتماعهما في الرياض الشهر الماضي، من الاستخفاف بالتهديد الاميركي بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران بسبب رفض بلاده وقف تعليق عمليات تخصيب اليورانيوم.

ونقلت المجلة الأميركية عن الوزير السعودي قوله إن الملك عبدالله سأل نجاد laquo;لماذا تجازفون بذلك وتلحقون الأذى ببلادكم؟ لماذا انتم مستعجلون؟ لماذا انتم بحاجة (لتخصيب اليورانيوم) هذه السنة وليس السنة المقبلة او التي تليها؟ او حتى بعد خمس سنوات؟raquo;.

وأوضح سعود الفيصل ان خادم الحرمين laquo;يتحدث الى الجميع بصراحةraquo;، وأنه قال لنجاد: laquo;انكم تتدخلون في الشؤون العربيةraquo;، مضيفاً أن الرئيس الايراني استمع الى ما قاله الملك عبدالله، لكنه نفى اي تدخل لبلاده laquo;ولكننا قلنا سواء نفيتم ذلك أم لا فإن ذلك يخلق مشاعر سيئة تجاه إيران ويجب ان يتوقفraquo;. ووصف قضية البحارة البريطانيين بأنها بمثابة laquo;كارثةraquo; لإيران.

في غضون ذلك، نقلت تقارير روسية عن مصدر في الأجهزة الخاصة تأكيده أن الولايات المتحدة حددت لائحة بالأهداف المهمة في إيران، وأجرت تدريبات على خطة ضربها في المناورات الأخيرة.

وفي وقت بدا أن الخلافات بين معتدلين ومحافظين وبراغماتيين في النظام الإيراني عادت إلى الواجهة، ذلك أنه لم يتضح إذا كان اعتقال البحارة قراراً سياسياً متعمداً اتخذ على أعلى المستويات او قراراً اتخذه laquo;الحرس الثوريraquo; لأسباب خاصة، أكد مصدر إيراني مطلع لـ laquo;الحياة أن اجتماع القيادات الإيرانية المرتقب laquo;سيركز على سبل الموافقة على الوساطة التركية للخروج من الأزمة، إضافة الى البحث في إمكان منح أنقرة دوراً اكبر في الوساطة بين طهران وواشنطن في اي مفاوضات مباشرة محتملةraquo;.

وأشار المصدر إلى رغبة إيران في حل ازمة الرهائن قبل انتهاء عطلة عيد النوروز بعد غد الثلثاء، وقبل ان تصبح مضطرة لرفع القضية الى القضاء الإيراني، ما سيدفع الأزمة وطهران إلى مشكلة اكبر هي في غنى عنها.

وفيما نفى السفير الإيراني في موسكو غلام رضا انصاري تصريحه لوسائل إعلام روسية بأن بلاده بدأت إجراءات قضائية ضد البحارة المحتجزين وانهم سيعاقبون في حال إدانتهم، أكدت بيكيت ان laquo;استعراض القوةraquo; الإيراني لا يساعد القضية، وقالت إن بريطانيا ردت على المذكرة الإيرانية في شأن عملية الاحتجاز، بمذكرة مماثلة لم تلق رداً عليها، داعية الى حل سلمي في أسرع وقت.

ونددت الخارجية الايرانية في بيان بـ laquo;الموقف المنحاز للاتحاد الاوروبي وتدخلهraquo; في قضية الرهائن ودعمه laquo;غير المنطقيraquo; للندن، داعية الدول الاوروبية الى laquo;عدم الادلاء بتعليقات مندفعة وغير مسؤولةraquo;.

وعرض الرهينة البريطاني السابق في لبنان تيري ويت التوجه الى ايران كوسيط مستقل ومحاولة حل الأزمة. وقال ويت،الذي اعتقل لنحو خمس سنوات في لبنان عندما كان يتوسط في قضية رهائن يعتقد بأن تنظيما تابعا لايران وراءه، وأفرج عنه العام 1991، إن الغرب laquo;شوه سمعةraquo; إيران في السنوات الأخيرة لكن إبداء احترام لهذا البلد الإسلامي سيكون مهماً في تأمين الإفراج عن البريطانيين.