انتقلت من دمشق إلى الرياض للقاء الملك عبدالله ...

دمشقـ الرياض، ابراهيم حميدي


أسفرت زيارة رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي امس لدمشق، عن حصولها على laquo;وعدraquo; سوري بـ laquo;بذل اقصى الجهودraquo; لدى laquo;حماسraquo; و laquo;حزب اللهraquo; للوصول الى laquo;صفقةraquo; تتضمن مبادلة الجنود الاسرائيليين الثلاثة بأسرى عرب، وتكليف النائب نيك رحال كوسيط. كما حصلت بيلوسي على تأكيدات من الرئيس بشار الأسد ان سورية laquo;مستعدة لسلام شامل وعادلraquo; يتضمن استعادة الجولان السوري المحتل، وذلك رداً على رسالة في هذا الشأن نقلتها من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت.

ومن دمشق انتقلت بيلوسي الى الرياض المحطة الاخيرة من جولتها في الشرق الاوسط. وافادت مصادر ديبلوماسية ان بيلوسي التقت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وتجري محادثات مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قبل ان تغادر السعودية غداً الجمعة. ويتوقع أن يكون النزاع في العراق في صلب محادثاتها مع القيادة السعودية.

واعتبر مسؤول سوري رفيع المستوى، تحدث الى laquo;الحياةraquo;، أن زيارة بيلوسي، وهي الاولى لمسؤول اميركي على هذا المستوى منذ سنتين، laquo;كسرت الحاجز النفسيraquo; لدى الاميركيين وان laquo;أبواب الحوار شرعتraquo; بين دمشق والكونغرس مع laquo;الترحيب بانضمام الإدارة الى هذا الحوارraquo;.

وبدا واضحا، من خلال محادثات اعضاء الوفد الاميركي مع الأسد ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم، ان laquo;الخلافات ما تزال قائمةraquo; في شأن العراق و laquo;حماسraquo; و laquo;حزب اللهraquo; ولبنان. لكن بيلوسي كانت تتحدث مع الجانب السوري من laquo;ايحاء توصيات بيكر - هاملتونraquo; التي تربط بين كل القضايا في المنطقة.

وقال المعلم: laquo;من الطبيعي ان تكون خلافات بين سورية واميركا. هذه الخلافات تقوم إما بسبب فقدان الحوار أو لأن سورية تعيش في المنطقة وهي أدرى بمشاكلهاraquo;، منوها بـ laquo;شجاعة بيلوسي وتصميمهاraquo; على المجيء الى دمشق لـ laquo;جسر الخلافاتraquo;. لكن المسؤولة الاميركية شددت على انه laquo;ليس هناك انقسام بين الوفد (النيابي الاميركي الذي زار سورية برئاستها) والرئيس (جورج بوش) في شأن القضايا التي طرحناها مع الاسدraquo;.

وقالت بيلوسي في تصريحات صحافية أدلت بها بعد المحادثات: laquo;أعربنا عن قلقنا من اولئك الذين يتسللون عبر الحدود ويهددون الشعب العراقي والاميركيين. واعربنا عن قلقنا من علاقة سورية مع حماس وحزب الله. هذه أمور مهمة ليست في الحرب ضد الارهاب، بل أولوية لنا في شأن السلام في الشرق الاوسط. واعربنا عن اهتمامنا بتحقيق السلام، وأهمية لعب سورية لدور مع حماس لتشجيع حصول السلام مع اسرائيلraquo;.

لكن ناطقاً رئاسياً نقل عن الأسد قوله إن laquo;الحوار المباشر من شأنه ان يوضح الكثير من الوقائع ويعالج القضايا الرئيسية التي تهم البلدين وأمن المنطقةraquo;، مجدداً laquo;حرص سورية على السلامraquo; مع التنوبه بـ laquo;الدور الذى قامت به سورية والولايات المتحدة منذ انطلاقة عملية السلام في مدريد والمحادث التي اعقبتها وصولا الى تبنيها لمبادرة السلام العربية ما يثبت صدق توجه سورية السلمي كخيار استراتيجيraquo;. كما اكد الأسد ان laquo;التوافق بين اللبنانيين هو الأساس لمعالجة القضايا الأساسية التي تضمن عودة الاستقرار الى لبنانraquo;.

وتحدث عضو الوفد الاميركي النائب هنري فايسمان، فقال ان laquo;الاختبار هو حصول تغيير في سياسة سورية بوقف التسلل عبر الحدود الى العراق وتوقف دعم الارهابيين مثل حماس وحزب الله، والانخراط في حوار بناء مع دولة اسرائيل ومستعدة للعيش معها. واخيرا، نحن ندعم موقف اميركا نحن ندعم لبنان دولة حرة وديموقراطية. اذا حصلت خطوات في هذه الامور، هذا يعني ان زيارتنا أثمرتraquo;. لكن المعلم اكد على ضرورة عدم انحياز أي جهة لأي طرف في لبنان laquo;بل تشجيع جميع الاطراف للوصول الى حل لبناني يقوم على التوافق لأن لبنان لا يحكم الا بالتوافقraquo;، وان دمشق laquo;تتطلع لأفضل العلاقات مع لبنانraquo;، وانها laquo;تدعم استقرار لبنانraquo;، نافيا تهريب اسلحة اليه.

وعندما طالب احد اعضاء الوفد دمشق بـ laquo;علاقات عاديةraquo; مع لبنان، قال الجانب السوري ان laquo;العلاقات الطبيعية تحتاج الى اجواء طبيعيةraquo; وان دمشق laquo;تتطلع الى افضل العلاقات مع لبنان والوصول الى توافق لبناني لأن لبنان لا يحكم الا بالتوافقraquo;.