لندن
دانت منظمة laquo;العفو الدوليةraquo; في تقرير أمس ظروف الحبس الانفرادي لمعتقلي غوانتانامو في معسكر جديد نقلوا إليه، ووصفتها بأنها laquo;قاسية وغير آدميةraquo;. وكشفت أن المعتقلين يقضون 22 ساعة يومياً في زنازين انفرادية لا يدخلها ضوء النهار أو الهواء النقي، محذرة من تأثر سلامتهم العقلية. وطالبت بإغلاق المعتقل ومحاكمة المحتجزين أو إطلاقهم.
وأكد التقرير قلق المنظمة من تدهور ظروف احتجاز المعتقلين البالغ عددهم 385 شخصاً يتحدرون من 30 جنسية، منذ نقلهم إلى مجمعات جديدة مشددة الحراسة. وقال إن 80 في المئة من هؤلاء laquo;محتجزون في ظروف قاسية، وموضوعون إما في أقفاص أو زنازين انفرادية عليها حراسة بالغة التشديدraquo;، رغم تأكيد الولايات المتحدة بأنهم يحصلون على laquo;رعاية عالية الجودةraquo;. وأشار إلى أن laquo;علاوة على ذلك، فإن مرفقاً جديداً افتتح في كانون الأول (ديسمبر) 2006 يعرف باسم المعسكر الرقم 6، خلق أجواء عزلة أكثر قسوة واستمراراًraquo;. وأوضح أن laquo;المعتقلين يقضون 22 ساعة يومياً في زنازين انفرادية من الصلب تكاد تعزلهم تماماً عن أي اتصال بشريraquo;. وأضاف أن هذه الزنازين laquo;بلا نوافذ ولا يدخلها الضوء الطبيعي أو الهواء النقيraquo;، كما أن المحتجزين قد لا يرون ضوء الشمس لأيام، إذ يمنحون فترات الراحة ليلاً بين أسوار عالية ويتناولون طعامهم في الزنازين.
وأعربت laquo;العفو الدوليةraquo; عن اعتقادها بأن ظروف الاحتجاز في المعسكر الجديد laquo;تخرق المعايير الدولية للمعاملة الإنسانيةraquo; للمعتقلين، استناداً إلى صور فوتوغرافية وشهادات بعض المحتجزين ومحاميهم. واعتبرت نقل المعتقلين إلى المعسكر الجديد laquo;تراجعاً عن خطوات سابقة لتخفيف القيود عليهمraquo;، خصوصاً أن بعض الظروف الجديدة laquo;أكثر قسوة من أقصى المعايير تشدداً في السجون الأميركية، ما يتنافى والمواثيق الدولية لحقوق الإنسانraquo;.
وحضت الإدارة الأميركية على اتخاذ اجراءات فورية لتخفيف ظروف الاعتقال، laquo;لضمان معاملة انسانية لجميع المحتجزين وفق القانون الدوليraquo;. ودعت إلى إجراءات بينها laquo;ضمان عدم تعرض المعتقلين لفترات الحبس الانفراديraquo;، حفاظاً على سلامتهم العقلية، إضافة إلى السماح للمعتقلين laquo;بالاتصال المنتظم مع عائلاتهم ومنحهم فرصة للاتصال بأسرهم هاتفياً واستقبال زوارraquo;. وطالبت بتشكيل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق تمنح حق زيارة جميع مرافق المعتقل والتحدث إلى المحتجزين.
وضربت مثالاً بالمعتقل الجزائري في معسكر laquo;إيكوraquo; صابر الأحمر وزميله شاكر عامر، مشيرة إلى مخاوف من تأثر سلامتهما العقلية بسبب بقائهما في زنزانات انفرادية لأكثر من عامين. وأشارت إلى أن الأحمر رفض مغادرة زنزانته للقاء محاميه الشهر الماضي، laquo;ما يثير قلقاً عميقاً بشأن حاله العقليةraquo;، خصوصاً أن إدارة المعتقل رفضت السماح لمحاميه بلقائه في الزنزانة. وشددت على أن هذه الظروف laquo;فضلاً عن كونها غير آدمية، يمكن أن يكون لها تأثير سلبي خطير على الصحة النفسية والبدنية لغالبية المحتجزينraquo;.
التعليقات