الجمعة 6 أبريل 2007
سعد محيو
هل بدأ الديمقراطيون الأمريكيون ldquo;التمرد العامrdquo; على السياسة الخارجية العامة للرئيس جورج بوش؟ تمرد الكونجرس الأخير على الطريقة التي تشن بها الحرب على العراق، إضافة إلى زيارة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب، لسوريا والتي كادت تخرج بوش عن طوره، توحي أن هذه الثورة بدأت بالفعل.
لكن، ماذا يريد الديمقراطيون من هذه الثورة؟ هل الهدف فقط هو الوصول إلى البيت الأبيض العام ،2008 أم أنهم يمتلكون بالفعل استراتيجية جديدة وبديلة للسياسة الخارجية الأمريكية الحالية؟
الرئاسة هدف واضح ومشروع بالطبع، خاصة في دولة ديمقراطية كأمريكا يتمتع فيها الرئيس بصلاحيات تكاد توازي تلك التي كان يحوزها ملوك السلطة المطلقة في القرون الوسطى الأوروبية.
بيد ان الاستراتيجية البديلة موجودة أيضاً، على الأقل لدى من يسمي نفسه ldquo;الجناح التقدميrdquo; في الحزب الديمقراطي، الذي يتهم الرئيس بوش وكبار مساعديه في البنتاجون ب ldquo;قصر النظرrdquo; وسوء الحسابات، وأيضاً بالفشل في حشد القوى التقدمية في كل من الغرب والشرق الأوسط ضد ايديولوجيا يعتبرونها معادية للقيم الليبرالية وللمبادئ الإنسانية الكامنة في الإسلام الحقيقي.
وقد جاء في وثيقة نشرها هؤلاء مؤخراً، أن جمهوريي بوش كانوا عتاة، لكنهم لم يكونوا أذكياء. كما أن صيغة الأمن الخاصة بالهيمنة العسكرية والقائمة على ldquo;تحالفات المريدينrdquo; الظرفية والحروب الاستباقية، فشلت في جعل الأمريكيين أكثر أمناً او الجهاديين أكثر ضعفاً.
وبالتالي، يتعين على الديمقراطيين أن يبدأوا بإعادة التشديد على التزام حزبهم بالنزعة العالمية التقدمية، وعلى الاعتقاد بأن أمريكا يمكنها الدفاع عن نفسها بشكل أفضل من خلال بناء عالم آمن للحرية الفردية والديمقراطية.
من خلال تطبيق المبادئ المنظمة للعالمية التقدمية (القوة القومية، الفرص المتساوية، الديمقراطية الليبرالية، القيادة الأمريكية للأمن الجماعي) يمكن للديمقراطيين أن يهندسوا استراتيجية قادرة على هزيمة ما يسمونه ldquo;التطرف الإسلاميrdquo;. وهذه الاستراتيجية يجب أن تستند على وجه الخصوص إلى خمسة مستلزمات رئيسية:
1- حشد كل نواحي القوة الأمريكية، بدءاً من القوة العسكرية ولكن في ما يتعداها أيضاً، من أجل خوض الصراع المقبل.
2- إعادة بناء تحالفات أمريكا، لأن التضامن الديمقراطي هو احد اهم أرصدة أمريكا الاستراتيجية.
3- تزعم الديمقراطية الليبرالية بالأفعال وليس فقط بالأقوال، لأن عالماً أكثر حرية هو عالم أكثر أمناً.
4- تجديد الزعامة الأمريكية في الاقتصاد العالمي والارتفاع إلى مستوى تحديات التنافس العالمي.
5- استنفار روح جديدة من الوحدة الوطنية والتضحيات المتبادلة لدى الشعب الأمريكي، أفكار جديدة؟ أجل. لكنها خطيرة للغاية أيضاً.
كيف؟ لماذا؟
التعليقات