على هامش laquo;قمة النفط العالميةraquo; في باريس

باريسـ أبو ظبيـ رنده تقي الدين، شفيق الأسدي

قال رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وزير الطاقة الإماراتي محمد الهاملي إن الاقتصاد العالمي مستقر وأساسيات السوق قوية، مؤكداً على هامش قمة نفطية في باريس ان laquo;الأسعار المرتفعة ترجع إلى الوضع السياسي وليس لها أي صلة بأساسيات السوقraquo; التي وصفها بـ laquo;الجيدةraquo;.

وقال لـ laquo;الحياةraquo;: laquo;إذا كانت هناك ضرورة لعقد اجتماع استثنائي قبل المؤتمر العادي لأوبك فرئاسة المنظمة مخولة التشاور مع الوزراء لعقد اجتماع كهذا. لكنني أؤكد أنه لناحية أساسيات السوق ووضع العرض والطلب فالأمور جيدة ولا علاقة لتقلبات الأسعار بأساسيات السوق إذ أنها مرتبطة بالأوضاع السياسية في المنطقةraquo;.

ووفقاً للهاملي، laquo;إذا نظرنا إلى وضع السوق الآن، ما من داع لعقد اجتماع استثنائي في حزيران... لا يمكننا ان نعرف ماذا سيحصل في الأشهر المقبلة، لكن ان استمرت على ما هي عليه الآن، فلن يكون من داع لاجتماع طارئraquo;، مقدراً الطاقة الإنتاجية الفائضة في laquo;أوبكraquo; اليوم بنحو 2.5 إلى 2.7 مليون برميل يومياً ومتوقعاً ارتفاعها إلى 3.6 إلى 3.7 مليون برميل يومياً مع تعزز الطاقة الإنتاجية في أبو ظبي بحلول العام 2011.

وكان الهاملي لفت في كلمة له أمام laquo;قمة النفط العالميةraquo; التي نظمتها مجلة laquo;بتروستراتيجيزraquo; إلى ان دراسة أجراها قسم الأبحاث في laquo;أوبكraquo; قدرت حجم الاستثمارات اللازمة في قطاع النفط في الدول الأعضاء بنحو 50 بليون دولار حتى عام 2010 وبنحو 270 بليون حتى عام 2020.

وقال: laquo;نظراً إلى ضخامة هذه المبالغ، لا تبدي الدول المنتجة رغبة في الالتزام بها من دون ان تتوافر لها معلومات مؤكدة بأن عملية التوسع هذه ستكون مجديةraquo;. وقال laquo;إن الخروج من هذه المشكلة يتطلب شفافية في سياسات الطاقة الخاصة بالدول المستهلكة كما تتطلب تعزيز التعاون بين الدول المنتجة والمستهلكةraquo;.

ولفت إلى أن laquo;أوبكraquo; خلال اجتماعها العادي الأخير في فيينا قررت الإبقاء على الإنتاج على ما هو عليه بناء على توقعات باستمرار ثبات أداء الاقتصادي العالمي هذه السنة، إذ يتوقع ان يظل الطلب على إنتاج المنظمة من النفط الخام عام 2007 عند المستوى نفسه الذي كان عليه السنة الماضية أي laquo;نحو 30.4 مليون برميل في اليومraquo;.

لكن رئيس وكالة الطاقة الدولية كلود مانديل قال في المؤتمر: laquo;حتى إذا كنا سعداء بالزيادة في الاستثمارات في دول أوبك... فإننا نعتقد ان معدلات الاستثمار ونمو الطاقة في كل الدول المنتجة ليست كافية لتوفير النفط على المدى الطويلraquo;.

من ناحيته، قال نائب رئيس الحكومة وزير الطاقة القطري عبدالله العطية لـ laquo;الحياةraquo; laquo;إن ليس هناك أي نقص في العرض النفطي في السوق، وما حدث في الأسبوعين الماضيين، حيث ارتفع سعر النفط بشكل كبير جداً يعود إلى تطورات سياسية... إلى جانب تدخلات المضاربين الذين حاولوا الاستفادة من السوقraquo;.

وقال: laquo;أما اليوم، وقد استلمت السوق رسالة إيجابية من إيران بعد الإفراج عن البحارة البريطانيين، انخفضت أسعار النفط أكثر من دولارين، وهي مرشحة للهبوط أكثرraquo;.

وكانت أسعار النفط الأميركي استقرت بعد إطلاق إيران لسراح 15 بحاراً بريطانياً، حسبما أفادت laquo;وكالة الأنباء الألمانيةraquo; (د ب أ). وسجل خام غرب تكساس المتوسط 64.31 دولار للبرميل بانخفاض سبعة سنتات عن سعر الإقفال أول من أمس. وكـــانت الأسعار تجاوزت مطــلع هذا الأسبوع حاجز 66 دولاراً للبرميل ثم عادت للانخفاض أول من أمس أثناء التعاملات وسجلت بعض الأحيان أقل من 64 دولاراً للبرميل.

السعودية

وقال مصدر في قطاع النفط لـ laquo;رويترزraquo; ان إنتاج السعودية من النفط الخام هذا الشهر يبلغ 8.5 مليون برميل يومياً. ووفقاً لأحدث مسح أجرته laquo;رويترزraquo; لإنتاج laquo;أوبكraquo; بلغ إنتاج السعودية في آذار (مارس) 8.6 مليون برميل يومياً ملتزمة حصتها من تعهد laquo;أوبكraquo; خفض الإنتاج بواقع 1.7 مليون برميل يومياً.

وقال مستوردون إن السعودية التي تصدر نصف خامها لمصافٍ في آسيا خفضت السعر الرسمي لبيع خامها الخفيف فائق الجودة وتركت أسعار الخامين الخفيفين الآخرين من دون تغيير لكنها رفعت سعر الخام العربي المتوسط بمقدار 15 سنتاً والخام العربي الثقيل بمقدار 30 سنتاً.

وقال مستشار وزير النفط السعودي إبراهيـم مهنا laquo;إن التعريف التـقليدي للشركات الوطنية والعالمية لا يصلح في الــوقت الراهـــن لأن هـــناك تغيــيرات كبيرة حصلت. وهناك تداخل كبير بين هذه الشركات كما ان العلاقة بينها تكاملية وتعاونيةraquo;، مشيراً إلى ان النمو الاقتصادي الكبير في الصين والهند والبرازيل أدَّى إلى زيادة الطلب على النفط، متوقعاً استمراره.

مشاريع

إلى ذلك، وقع العطية مذكرة تفاهم مع شركة laquo;توتالraquo; الفرنسية لإقامة مشاريع مشتركة خارج قطر. ولم يتسن الاطلاع على تفاصيل المذكرة.

ونقلت وكالة laquo;رويترزraquo; عن العطية قوله انه لا يرى داعياً لرفع تقديرات الكلفة البالغة 3.5 بليون دولار لبناء laquo;خط أنابيب دولفين للغازraquo; الذي سينقل الغاز القطري للإمارات. وخط الأنابيب وهو الأول العابر للحدود في منطقة الخليج من المقرر ان يبدأ العمل به في شكل تجاري الصيف المقبل.

ومن المقرر ان ينقل خط الأنابيب دولفين 3.5 بليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي إلى الإمارات. ومن المقرر عام 2008 ان يبدأ الخط في نقل نحو 200 مليون قدم مكعبة إلى عُمان. وتملك شركة laquo;مبادلة للتنميةraquo; المملوكة لحكومة أبو ظبي حصة 51 في المئة في مشروع laquo;دولفينraquo; في حين تملك كل من شركة laquo;توتالraquo; الفرنسية و laquo;أوكسيدنتال بتروليومraquo; الأميركية حصة 24.5 في المئة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة laquo;رويال داتش شلraquo; إن شركة النفط لن تستثمر في العراق إلا إذا كانت واثقة تماماً من الإطار القانوني الذي يحكم مشاريع النفط والغاز.

وتبنت حكومة العراق مشروع قانون للنفط في شباط (فبراير) الماضي من شأنه تسهيل الاستثمار على الشركات الأجنبية ويعتبر مهماً لتنظيم تقسيم الثروة النفطية الكبيرة بين الطوائف والمجموعات العرقية.

غير ان رئيس laquo;شلraquo; جيرون فان دير فير قال إن شركته لا تزال تدرس القانون و laquo;تحتاج للاطمئنان إلى أنها لن تواجه إطاراً قانونياً مختلفاً قبل ان تغامر بأموالهاraquo;. كذلك قال فان دير فير إن احتمال مشاركة شركته في مشروع إيراني لإنتاج الغاز الطبيعي المسال ستتحدد على ضوء الاعتبارات السياسية. لكنه نفى وجود اعتبارات سياسية لعمل شركته في سورية.