صالح القلاب

كما في كل مرة، قبل أي انتخابات تشريعية أو بلدية، فإن إخواننا ''الإخوان'' لم يجدوا ما يستدرجون من خلاله عواطف الناس وأصواتهم سوى الظهور بمظهر الضحية وسوى ضرب الخدود وقدِّ الجيوب والبكاء والعويل والقول ان الحكومة، ليس فقط هذه الحكومة وإنما كل الحكومات، تستهدفهم وأنها تحاصرهم وتضايقهم وتنغص عليهم حياتهم وعيشهم.

وبالطبع والى جانب هذه '' العاشورائيات '' التي يفتعلها إخواننا ''الإخوان'' عشية أي موسم انتخابات تشريعية أو بلدية فإنهم يبادرون إلى رفع ''الدُّوز'' بالنسبة لشتم ''التطبيع'' وأهله ولعل ما يدعو إلى ما هو أكثر من الابتسامة أنهم لم يكتشفوا أن الدكتور عبدالسلام المجالي اقترن اسمه بإتفاقية ''وادي عربة'' إلاَّ بعد كل هذه الأعوام منذ 1994 وحتى الآن.

لا يجوز ألاَّ يجد حزب سياسي، لا يتوقف عن التأكيد على ان عمره من عمر الدولة الأردنية، ما يقدمه للأردنيين في مواسم الانتخابات سوى ''الْمسكنة'' والبكائيات وقصائد الشكوى من الاستهداف الحكومي ولا يجوز ألاَّ يجد بيرقاً يرفعه في هذه المواسم سوى بيرق حكاية ''التطبيع'' التي غدت مقززة ومضحكة ومملة والتي بات ينطبق عليها المثل القائل ''كالذاهبون إلى الحج والناس عائدون''.

كل الفلسطينيين الذين بقوا في وطنهم وتمسكوا به مطبعون وكل الذين شاركوا في آخر انتخابات تشريعية فلسطينية مطبعون و''حماس'' الداخل، التي خاضت هذه الانتخابات رغم أنها ابن شرعي لاتفاقيات أوسلو وفازت بها بجدارة مطبعة وألف مطبعة ثم وأن حكومة الوحدة الوطنية التي يرئسها المجاهد إسماعيل هنية ''مطبعة'' لأنه لولا هذه الاتفاقيات لما كانت هذه الحكومة، وكذلك فإن العرب كلهم مطبعون لأنهم تبنوا مبادرة السلام العربية في بيروت وعادوا إلى التأكيد عليها في قمة الرياض الأخيرة.

لم تعد هذه الحكاية، التي غدت كـ''قميص عثمان''، ترفع في وجوه الأردنيين في كل المواسم الانتخابية، مقنعة ثم وأن التطبيع الذي يمارسه الدكتور عبدالسلام المجالي، الذي يقترن اسمه ''والعياذ بالله''!! باتفاقية وادي عربة هو أهم اشتباك سياسي مع اليمين الإسرائيلي في ظل واقع كواقع هذا الصراع الشرق أوسطي المتداخل والمتعدد الجبهات.

أكثر بألف مرة يـُخيف ما يقوم به الدكتور عبدالسلام المجالي يخيف اليمين الإسرائيلي التلمودي والمتطرف والذي لا يريد للإسرائيليين النـزول من أبراج الدبابات أكثر بألف مرة من خَوْف هذا اليمين من رفع بيارق حكاية ''التطبيع'' في المواسم الانتخابية فالضباع الكاسرة تخشى من الذين يدخلون إليها في كهوفها وليس من الذين يملؤون شعاب البادية حداءً وصخباً وقلوبهم مرتفعة ونازلة !!.

الأفضل لإخواننا '' الإخوان '' أن يكفوا عن '' التخييط '' بهذه المسلة فـ''العيال كبرت'' والناس لم تعد تنطلي عليها هذه الألاعيب والناخبون يريدون برامج وخططاً لمعالجة مشاكلهم والإشكالات التي تواجههم وليس نواحاً وعاشورائيات وشكاوى مشفوعة بالدموع من قسوة قلوب الحكومات الأردنية.. الناس تريد برامج وتريد أفعالاً حقيقية فشتم '' التطبيع '' اللعين لا يقدم ولا يؤخر مادام ان قافلة هذه المنطقة تسير نحو هذا التطبيع ثم وأنَّ تَصيَّد الأخطاء وفبركتها لا يليق بحزب يقول ان عمره من عمر الدولة الأردنية.