إسلام آباد - جمال إسماعيل

قتل مسلحون مديرة ومالكة laquo;إذاعة السلامraquo; الأفغانية الخاصة التي تبث من بلدة جبل السراج في ولاية بروان شمال العاصمة كابول. واقتحم المسلحون منزل الإعلامية زكية زكي وأردوها بسبع رصاصات، أمام طفلها البالغ من العمر ثماني سنوات، كما أعلن عبدالجبار تقوي محافظ الولاية.

وفي محاولة لتفسير دوافع الجريمة، الثانية من نوعها خلال أسبوع، قال تقوي إن الإذاعة تحظى بتأييد السكان في ولايات بروان وكابيسا وفي كابول، إذ تقدم كثيراً من المعلومات إلى مستمعيها وغالبيتهم من النساء.

وأفادت مصادر إعلامية أفغانية تحدثت إلى laquo;الحياةraquo; عبر الهاتف من كابول، ان زكي التي كانت تعمل مدرّسة للفتيات قبل تأسيسها الإذاعة غداة انهيار نظام laquo;طالبانraquo; أواخر عام 2001، اتهمت بتلقي مساعدات غربية، وسبق ان شكت إلى الشرطة تلقيها تهديدات من زعماء ميليشيات محلية أخذوا عليها بثها أغاني وتطرقها إلى مواضيع اجتماعية، وهو أمر غير مألوف لدى أوساط أفغانية متزمتة.

وأثارت الجريمة مخاوف من تحول استهداف الإعلاميين ظاهرة، اذ جاءت بعد أيام على مقتل الإعلامية الأفغانية شكيبة سانغا أماج (21 سنة) التي كانت تقدم الأخبار في تلفزيون laquo;شمشادraquo; الذي يبث من كابول، وتملكه شخصيات أفغانية من منطقة جلال آباد. واتهم والد شكيبة اثنين من أقاربها بقتلها بالرصاص، كما كشف قائد شرطة العاصمة الجنرال علي شاه باكتيوال الذي أضاف أن إطلاق النار على شكيبة جاء من الخلف، ما يعزز فرضية ان القاتلين كانا يعرفان ضحيتهما. ويرفض كثير من العائلات والقبائل البشتونية ظهور بناتهم على شاشات التلفزيون، على رغم إقرار قوانين تضمن حرية العمل الإعلامي للنساء والرجال بعد سقوط نظام laquo;طالبانraquo;.

وكانت إعلامية أخرى تعمل في تلفزيون laquo;طلوعraquo;، أبرز المحطات الخاصة في كابول، قتلت على يد شقيقها قبل فترة، لرفضها التخلي عن ظهورها عبر الشاشة وعملها في الإعلام.

وعزا مراقبون قتل الإعلاميات في أفغانستان إلى التشدد، علماً ان الإعلاميين، رجالاً ونساء يواجهون مضايقات من جهات مختلفة، سواء أجهزة الأمن أو الجماعات القبلية المسلحة أو الأقارب. ووصلت تهديدات إلى العديد من الإعلاميات تنذرهن بالقتل إذا لم يقلعن عن ممارسة المهنة.