بوش وساركوزي يتعهدان دعم حكومة السنيورة ... لحود يشكل الحكومة الثانية بعد إجماع المعارضة ...

بيروت

أرخى اغتيال النائب وليد عيدو ونجله خالد ومرافقيه وعدد آخر من المدنيين، بظله على الأزمة السياسية في لبنان، خصوصاً أن من تداعياتها إصرار قوى 14 آذار على رد سياسي على الجريمة، يشمل دعوة الحكومة الهيئات الناخبة الى انتخاب خلفين للنائب عيدو والوزير والنائب بيار الجميل الذي أغتيل في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) 2006. وسيعتبر رئيس الجمهورية اميل لحود الدعوة الى الانتخاب غير دستورية كذلك بعض قوى المعارضة.

وفي وقت أرخت تداعيات الجريمة بظلها على المزاج الشعبي العام في لبنان، قلقاً متواصلاً من استمرار مسلسل الاغتيالات والتفجيرات الذي تعتبر الأكثرية ان من بين ما يستهدفه إضافة الى الرد على إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ورفاقه وسائر الجرائم المرتبطة به، انقاص عدد نواب الأكثرية، فإن المتابعة الدولية والعربية لهذه التداعيات، على أعلى المستويات لم تتوقف بعد 3 أيام على حصولها في ظل الوضع السياسي والأمني المتفجر في المنطقة، من العراق الى فلسطين.

وتلقى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة أمس اتصالين هاتفيين من الرئيسين الأميركي جورج بوش والفرنسي نيكولا ساركوزي. وجاء في بيان للمكتب الاعلامي للسنيورة ان بوش وساركوزي laquo;أكدا استنكارهما الجريمة الارهابية النكراء التي أدت الى استشهاد النائب وليد عيدو ورفاقه وعدد من المواطنين اللبنانيين. كما اكد الرئيسان دعمهما الثابت والأكيد للبنان والحكومة اللبنانية في المعركة التي تخوضها ضد الارهاب والارهابيين، لتثبيت سلطتها على أراضيهاraquo;.

وأضاف مكتب السنيورة انهما laquo;شددا على منح لبنان كل ما يريد من دعم ومساعدة ومؤازرة، والتشديد على الوقوف الى جانبه في وجه من يحاول ان يزعزع استقراره، اضافة الى التأكيد على تأمين كل الدعم الذي يحتاجه لبنان في هذه المرحلةraquo;. وأبدى بوش وساركوزي laquo;اعجابهما بشجاعة اللبنانيين وصبرهم وقوة إرادتهم في هذه الظروف الصعبة التي يمرون بهاraquo;.

في غضون ذلك واصل زعيم تيار laquo;المستقبلraquo; النائب سعد الحريري تقبل التعازي في دارته، بالنائب عيدو، الى جانب نجليه زاهر ومازن. واحتشد المعزون وفوداً شعبية وسياسية وسفراء أجانب، كان أبرزهم أمس السفير الروسي سيرغي بوكين الذي دان laquo;موجة الارهاب التي يتصدى لها لبنان اليوم قيادة وحكومة وجيشاً وشعباًraquo;. وقال ان الأوضاع laquo;المتأزمة والصعبة والمعقدة التي يعيشها لبنان اليوم لا يمكن لها ان تستغل من قوى خارجية أياً كانت، لأغراض تتعارض مع الأماني الشرعية لهذا البلدraquo;. واعتبر ان laquo;على المجتمع السياسي اللبناني ان يوحد الصف من أجل إقرار السلم الأهلي و laquo;لا بديل آخر للبنان اذا أردنا أن نراه سيداً مستقلاً ومستقراًraquo;.

ولم يقتصر الاهتمام الخارجي بالجريمة وتداعياتها على الجانب السياسي. فبعدما بدأت لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري المشاركة في جمع الأدلة منذ أول من أمس، إثر طلب الحكومة رسمياً من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ضم هذه الجريمة الى ملف الاغتيالات والتي تساعد في التحقيقات في شأنها، زار رئيس اللجنة سيرج براميرتز أمس موقع الانفجار الذي أودى بعيدو ونجله خالد وضحايا آخرين يرافقه القضاة اللبنانيون المولجون بالتحقيق.

ويشيع نادي laquo;النجمةraquo; لكرة القدم اليوم اثنين من خيرة لاعبيه فقدهما في الانفجار، بعدما تأخر التعرف الى جثتيهما اللتين تحولتا أشلاءً، وكذلك المحامي غسان داوود (28 عاما) الذي تأخر تحديد هوية جثته للأسباب نفسها، فيما استمرت التحقيقات لتحديد هوية أصحاب جثث أخرى من خلال الفحوص على الأشلاء التي اكتشفت.

وفيما أعلنت لجنة المتابعة لقوى 14 آذار ndash; الذي كان عيدو يمثل تيار laquo;المستقبلraquo; فيها ndash; تأييدها إجراء الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي وبيروت، وأكدت انها laquo;لن تخضع للتهويل بامكان الرد على هذه الانتخابات بتأليف حكومة ثانيةraquo;، من قبل الرئيس اميل لحود، فإن زواراً للحود نقلوا عنه انه لن يقدم على خطوة تأليف حكومة ثانية (تعتبرها الأكثرية تقسيمية) laquo;منفرداً وليس على استعداد لتحمل مسؤولية قرارات يقطف ثمارها غيرهraquo;، وانه يطالب قادة المعارضة بأن يتفقوا ويطلبوا منه laquo;رسمياً في زيارة للقصر الجمهوري اتخاذ الخطوات المقبلةraquo;.

وقال رئيس laquo;اللقاء النيابي الديموقراطيraquo; وليد جنبلاط أمس ان laquo;المسيرة طويلة جداً لكنها معمدة بالدم ونهايتها النصر للاستقلال، للعدالة وللجيش والدولةraquo;. وتابع اثناء تشييع النقيب في الجيش اللبناني خالد مرشاد الذي سقط في معارك الجيش مع laquo;فتح الاسلامraquo; في مخيم نهر البارد في الشمال: laquo;لن نسمح لأحد بأن يحوّل لبنان الى غزة أخرى ولا بمصادرة القرار الوطني المستقلraquo;.

وأعلن رئيس الهيئة التنفيذية في laquo;القوات اللبنانيةraquo; سمير جعجع ان اجراء الانتخابات الفرعية يقطع الطريق على المردود السياسي للاغتيالات ورأى ان كل الأدلة والبراهين... laquo;تدل للأسف الى ان النظام السوري وراء اغتيال عيدوraquo;. وأوضح ان لا اعتراض على اشتراك laquo;التيار الوطني الحرraquo; بزعامة العماد ميشال عون في الحكومة laquo;شرط عدم ربطها بأمور أخرىraquo;. ورأى ان laquo;هدفهم الاتيان برئيس للجمهورية مثل الرئيس لحود او تعطيل انتخابات الرئاسةraquo;. واعتبر ان لحود تصرف خلافاً للدستور (حين رفض توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لانتخاب بديل للشهيد بيار الجميل). وسأل: laquo;هل كان نواب حركة laquo;أملraquo; و laquo;حزب اللهraquo; ليقبلوا بعدم حصول انتخابات لملء المقاعد الشاغرة في حال تعرض أحدهم لحادث ما؟raquo;. وقال ان هذا الوقت laquo;هو الأكثر إلحاحاً من أجل ان نلتف حول بعضنا... في وقت عناصر الجيش يستشهدونraquo;.

وتوقعت مصادر مقربة من قوى 14 آذار ان تزور وفود منها السفارات العربية في بيروت لتسليمها مذكرات ضد السياسة السورية في لبنان. كما أشارت الى ان الأكثرية بحثت في تنظيم تحرك في الخارج أمام بعض السفارات السورية في بعض الدول laquo;ضد التدخل السوري في لبنانraquo;، على خلفية الأحداث الأمنية التي يشهدها البلد منذ أسابيع.


قوى الامن وlaquo;حزب اللهraquo;

وأمس حصل إشكال بين عناصر من laquo;حزب اللهraquo; وقوى الأمن الداخلي في ضاحية بيروت الجنوبية معقل الحزب. وصدر عن المديرية العامة لقوى الأمن بيان مساء جاء فيه: laquo;حوالى الساعة 13.30 وفي محلة أوتوستراد هادي نصر الله مقابل مطعم laquo;حرقوص تشيكنraquo; ونتيجة خلاف شخصي بين مدنيين مجهولي الهوية، حضرت دورية من مفرزة طوارئ الضاحية مؤلفة من ثلاثة عناصر وأوقفت اثنين من المتشاجرين، ولدى اقتيادهم على متن الآلية العسكرية الى مركز الفصيلة، تجمهر عشرات من المدنيين بينهم عناصر أمنية تابعة لـ laquo;حزب اللهraquo;، وعمدوا الى اعتراض الآلية ومنعها من التقدم، وإجبار رئيس الدورية بعد جدال على ترك الموقوفين، وتسليم سلاح العناصر واللحاق بهم الى مقر الأمانة العامة للحزب سابقاً في محلة بئر العبدraquo;.

وأضاف البيان: laquo;بوصولهم الى الباحة الخارجية كون المبنى مهدماً أخذوا أسماءهم ومن ثم حذّروهم من العودة الى تلك المحلة بعدما أعادوا اليهم السلاح بعد فترة من الوقتraquo;. وختم بيان قوى الأمن: laquo;أجريت إثر ذلك الاتصالات الفورية مع الجهات المعنية في laquo;حزب اللهraquo; لتسليم الأشخاص الذين قاموا بهذا العمل، الى الفصيلة المعنية في قوى الأمن للتحقيق معهم بإشراف النيابة العامة العسكرية التي أشارت بذلك ومن ثم مخابرتها على ضوء النتيجةraquo;.

وهي المرة الأولى التي تعلن القوى الأمنية حادثاً يحصل مع عناصر الحزب، وتطلب علناً تسليم الفاعلين للتحقيق معهم. واستنكرت قوى 14 آذار تجريد laquo;حزب اللهraquo; عناصر أمنية من سلاحها.


معارك نهر البارد

وتواصلت في مخيم نهر البارد المعارك التي تبلغ اليوم أسبوعها الرابع، وأكدت مصادر أمنية لبنانية وفلسطينية اصابة القائد العسكري الجديد لـ laquo;فتح الاسلامraquo; شاهين شاهين في الاشتباكات التي دارت خلال الأيام الماضية، في يده، فيما نعى الجيش اللبناني 4 عسكريين سقطوا في مبنى مفخخ دخلوا اليه بعد تقدم الجيش داخل المخيم، إضافة الى جرح 9 عسكريين. وافاد بيان للجيش انه تابع laquo;شل حركة ما تبقى من الارهابيين وإحكام السيطرة عليهم وقامت مجموعة من القوات الخاصة بتدمير مخزن أساسي للذخائر والاعتدةraquo;. وحذر الجيش laquo;العصابة من التمادي في تفخيخ ممتلكات الناس والمساجد والمؤسسات الانسانيةraquo;، ودعا عناصرها الى القاء السلاح.

وفي الاتصالات التي يجريها بعض الوسطاء، ما زال شرط تسليم من بقي من laquo;فتح الاسلامraquo; ومن المتهمين بارتكاب جرائم ضد الجيش في 20 أيار (مايو) الماضي محور التفاوض.

وأدت التطورات الحاصلة في غزة والضفة الغربية أمس الى لفت الانظار الى اوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان، خشية انتقال الصراع الفلسطيني ndash; الفلسطيني اليها. وفي مجال مساعدة النازحين الفلسطينيين في مخيم نهر البارد، أعلن السنيورة أمس في حضور السفير السعودي عبدالعزيز خوجة، منحة سعودية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بقيمة 12 مليون دولار، توزع على العائلات الفلسطينية النازحة الى مخيم البداوي نتيجة القتال في مخيم نهر البارد.