زهير اندراوس ـ الناصرة، القدس العربي

زعمت مصادر اسرائيلية ان ايران تمول عملية تسلح سورية بالصواريخ الحديثة، مشددة علي ان الايرانيين اشترطوا علي النظام الحاكم في دمشق ان يتم استعمال هذه الصواريخ ضد الدولة العبرية وضد اهداف تابعة للولايات المتحدة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط، وذلك في حال قيام امريكا بشن هجوم عسكري علي ايران للقضاء علي المنشآت النووية الايرانية، علي حد زعم المصادر ذاتها.
وقالت صحيفة يديعوت احرونوت الجمعة نقلا عن عوزي روبين، الذي وصفته بانه احد الخبراء في الصواريخ، والذي شغل منصب مدير دائرة الدفاع من الصواريخ في وزارة الامن، قوله ان السوريين يحصلون علي صواريخ بعيدة المدي من ايران، والتي بامكانها قصف كافة المناطق في اسرائيل.
وبرأي الخبير الاسرائيلي فان طهران تزود دمشق بعدد كبير من الصواريخ من طراز زلزال 2 والذي يصل مداه الي 250 كيلومترا، بالاضافة الي عدد كبير من صواريخ الفاتح110. وتابع ان الصاروخ زلزال 2 هو صاروخ غير دقيق، الا ان الصاروخ الفاتح 110 هو اكثر دقة، ويتميز بقدرته علي تدمير الاهداف التي يطلق باتجاهها، كما قال الخبير الاسرائيلي، الذي شدد ايضا في سياق حديثه علي ان صاروخ الفاتح 110 يحمل رأسا متفجرا تصل زنته الي نصف طن، اي ان حمولته هي ضعف حمولة صواريخ سكاد العراقية التي اطلقت علي اسرائيل في العام 1991، وسببت اضرارا جسيمة في الممتلكات، ولم تتمكن المنظومات الدفاعية الاسرائيلية من صدها انذاك. وتابعت الصحيفة الاسرائيلية قائلة نقلا عن نفس الخبير انه تم تطوير هذا الصاروخ في صناعات الاسلحة الايرانية، ويتم اطلاقه بواسطة منصة اطلاق مشابهة لمنصة اطلاق الصاروخ المضاد للطائرات الروسية من طراز سام 2 .
وتابع خبير الصواريخ الاسرائيلي قائلا انه بحسب اتفاقية الدفاع الموقعة بين ايران وسورية تعمل لجنة صواريخ مشتركة للدولتين، برئاسة وزيري الدفاع. وتشمل الاتفاقية المذكورة عدة بنود منها انه بامكان سورية نقل صواريخ ارض ـ ارض من طراز سكاد الموجودة بحوزتها الي ايران لتطويرها، وانه من الممكن ان تحصل سورية علي صواريخ حديثة مقابل كل صاروخ، وذلك من اجل ضمان الحفاظ علي القدرات الصاروخية السورية، علي حد تعبيره..
في نفس السياق قال الخبير الاسرائيلي ان الانباء التي تناقلت مؤخرا ونسبت الي مصادر في هيئة الامم المتحدة، والتي بموجبها تحصل سورية علي صواريخ من طراز شهاب 3 من ايران، هي غير منطقية. وبحسب الخبير روبين فانه لا يوجد ما يفعله السوريون بصواريخ يصل مداها الي اكثر من 1000 كيلومتر.
ومضت الصحيفة الاسرائيلية قائلة ان مصادر في الامم المتحدة تؤكد ان عملية نقل الصواريخ الايرانية الي سورية هي جزء من الاستعدادات التي تقوم بها طهران مقابل هجمات عسكرية متوقعة علي منشآتها النووية من قبل الولايات المتحدة الامريكية او اسرائيل، علي حد تعبيره.. وزاد الخبير الاسرائيلي قائلا ان كل الدلالات تشير الي تعزيز ملموس للقوة الصاروخية قصيرة المدي وبعيدة المدي لدي سورية في الفترة الاخيرة. وبحسبه فان الانطباع هو ان السوريين يبنون قوة صاروخية كبيرة يمكن استخدامها ضد اسرائيل في حال قرروا فتح معركة عسكرية من اجل استعادة السيطرة علي ارض هضبة الجولان العربية السورية المحتل. وشدد الخبير الاسرائيلي في سياق حديثه لـ يديعوت احرونوت علي ان السوريين وقفوا علي مدي فاعلية صواريخ حزب الله خلال الحرب الاخيرة علي لبنان، وانهم توصلوا الي نتيجة انه في غياب سلاح جو متطور فان امكانية الصواريخ تعتبر منطقية بالنسبة لهم، علي حد تعبيره. يشار الي ان الدولة العبرية واقطابها يتهمون ايران بانها تقوم بتزويد حزب الله بصواريخ بعيدة المدي بامكانها اصابة مدينة بئر السبع في جنوب اسرائيل.