أنور صالح الخطيب

عدد ضحايا الديمقراطية في كينيا التي شهدت انتخابات رئاسية وبرلمانية قبل أيام وصل حتي الآن إلي 84 قتيلا سقطوا في أعمال العنف التي اجتاحت البلاد قبل وبعد إعلان فوز الرئيس الحالي quot;كيباكيquot; لفترة ولاية ثانية.

اللافت في ردود الفعل علي النتائج الانتخابية كان تهنئة واشنطن السريعة للرئيس الفائز وتشكيك الاتحاد الأوروبي والمراقبين الدوليين للانتخابات الكينية في نتائجها؟

بعيدا عن الغرق في تفاصيل ما حدث في كينيا والذي يتكرر تقريبا في معظم دول العالم الثالث التي تسعي جاهدة للحاق بموضة الديمقراطية فان تساؤلات عديدة يطرحها المشهد الانتخابي في كينيا كما سبق وان طرحها المشهد الانتخابي في الباكستان وقبلها في لبنان -وكل هذا أمثلة - حول جدوي الديمقراطية التي تدرج بدماء المواطنين أو بدماء قادة المعارضة؟

كيف يستطيب لأي زعيم أن يتلذذ بالجلوس علي كرسي الحكم الذي يقول انه جلس عليه بأصوات الناخبين ومشاهد القتلي والجرحي من مواطنيه تحيط فيه وبكرسيه من كل جانب أو إحاطة السوار بالمعصم.

ما يجري في دول العالم الثالث التي تشهد انتخابات بين الفينة والأخري جريمة حقيقية ضد مباديء الديمقراطية وضد حقوق الإنسان وضد كل شريعة سماوية أو قانون ارضي كما أن انهار الدم التي تهرق والأرواح التي تزهق توضح بلا لبس أن قضية الديمقراطية التي كانت العنوان الأبرز للعشرية الأخيرة في القرن الماضي والسنوات الأولي من القرن الجديد قضية حق أريد بها باطل ووصفة جري ترويجها وتعميمها والضغط علي الحكومات والشعوب لتطبيقها ليس إيمانا بمباديء الديمقراطية نفسها بل لتحقيق مصالح الدولة التي ترفع شعار نشر الديمقراطية وإظهار الأنظمة التي تحكم في دول العالم الثالث بمظهر ديمقراطي غير حقيقي كي تستكين الشعوب وتكف عن المطالبة بأبسط حاجاتها الإنسانية حق الحياة والأمن والمأكل والملبس والحياة الحرة الكريمة.

لست من أنصار الحكم الديكتاتوري المستبد ولست من أنصار الزعيم الملهم الذي يظل إلي الأبد قابعا علي قلوب وعقول شعبه لكن قصة الديمقراطية في العالم الثالث كما تشير الأحداث في أكثر من بلد ليست أكثر منquot; ضحك علي اللحيquot;لأنها اختصرت في عملية الانتخابات رغم أن الانتخابات جزء بسيط من مبادئها علي فرض أن الانتخابات كانت نزيهة وهو أمر مشكوك فيه تؤكده انهار الدم التي تصاحب الانتخابات في العالم الثالث.