لا يرى إيران خطراً حالياً ويحذر من انعكاسات استهدافها عسكرياً على باكستان

فيينا - غسان شربل

قال الدكتور محمد البرادعي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنه تنفس الصعداء بعد التقرير الأخير للاستخبارات الأميركية بشأن البرنامج النووي الايراني. ودعا الى الاستمرار في خيار التفاوض وبناء الثقة محذراً من ان أي عمل عسكري ضد ايران قد يرتب انعكاسات خطيرة في باكستان المجاورة.

جاء ذلك في حديث أدلى به الى laquo;الحياةraquo; في منزله في فيينا، وتطرق فيه الى الطموحات النووية وما تثيره من مخاوف فضلاً عن مخاطر وقوع أسلحة مدمرة في أيدي مجموعات ارهابية.

وقال البرادعي: laquo;نحن في الوكالة لم نر برنامجاً فاعلاً قائماً لصنع سلاح نووي في ايران. بناء على ما نراه وعلى عمليات التفتيش المتعددة لم نر منشأة تحت الأرض تخصب اليورانيوم. ولم نر دلائل أو معلومات من أي جهاز استخباراتي على ان هناك عمليات تصنيع لسلاح نووي. كنت دوماً أقول ان هناك مسائل على ايران حلها كي تتضح لنا الرؤية. انما في الوقت ذاته لا يمكنني القول ان ايران هي خطر حالي وطارئ وبالتالي يجب ان نفكر في استخدام الحل العسكري. وكان يزعجني أن اسمع الحديث عن محرقة نووية وحرب عالمية ثالثة...raquo;.

ورأى ان محاولة الوكالة إعادة بناء فهمها للبرنامج النووي الايراني منذ العام 1985 حتى الآن حققت نجاحاً كبيراً laquo;لكن لا يزال هناك الكثير من المسائل على ايران ايضاحها لنا عن طريق التعاون الشفاف والكامل معنا. وسيكون الشهر أو الشهران المقبلان حاسمين في هذا المجال لأن ايران قررت أخيراً ان تتفق معنا على خطة عمل لتوضيح هذه المسائل كافةraquo;.

وأعرب عن قلقه من المحاولات المتكررة لتهريب مواد مشعة، محذراً من ان جماعات ارهابية قد تلجأ الى تفجير مصدر مشع laquo;في منطقة سكنية أو في عاصمة كبيرة حيث سيحدث انتشار للمواد المشعة. وسيموت المئات أو الآلاف، وهو أمر ستكون له انعكاسات اقتصادية بعيدة المدى. هذا عمل إرهابي تريده الجماعات المتطرفة وهو احتمال أكبر بكثير من احتمال حصولها على سلاح نوويraquo;. وأضاف ان تفجير مواد مشعة في عاصمة كبرى laquo;سيكون بالتأكيد أخطر من اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) في الولايات المتحدةraquo;.

وكشف البرادعي ان شبكة العالم الباكستاني عبدالقدير خان laquo;كانت شبكة متعددة الأطراف موجودة في أكثر من ثلاثين دولة، وكان عبدالقدير خان بمثابة laquo;رئيس مجلس الإدارةraquo;. وأوضح ان شبكة خان ساعدت ليبيا وايران وربما كوريا الشمالية ايضاً، لافتاً الى ان عوامل ايديولوجية أو عقائدية قد تكون حركت العالم الباكستاني، اضافة الى العوامل التجارية.

وقال البرادعي ان البرنامج الليبي laquo;كان في المراحل التمهيدية. عندما ذهبت الى ليبيا في نهاية 2003 رأيت اجهزة غير كاملة في حاويات. وكانت هناك أجزاء أساسية لم تصلهم بعدraquo;. وأكد ان لا معلومات لدى الوكالة عن برنامج نووي لدى سورية. واعتبر القصف الاسرائيلي الذي استهدف موقعاً عسكرياً سورياً laquo;سابقة ليست طيبةraquo;، معرباً عن أمله بأن تسمح سورية للوكالة بتفقد المكان الذي استهدف!