جهاد الخازن

كنت أتوقع وأنا أقول للقراء laquo;رأيي هو التالي، والرزق على اللهraquo; أن أجد من يعترض على هذا الرأي أو ذاك، وقد حدث هذا، إلا أنني فوجئت بأن نسبة القراء الذين اتفقوا معي كانت أعلى كثيراً.
غير أنني أريد قبل أن أتناول آراء القراء أن أسجل تصحيحاً، فالمقال ذكر اسم محمد الحكيم وابنه عمار، والصحيح هو عبدالعزيز الحكيم وابنه عمار، وقد كتبت عن الأب والابن مرات في السابق، ولا أعرف هل الخطأ مني أو من التصحيح، فقد أرسلت المقال الى بيروت للطباعة، والنص الأصلي ليس معي.
كان بين من وافقني الرأي من القراء الأخوة أحمد عبداللطيف وأبو طارق اللبناني وناصر طباع وأحمد شكر وعبد البكر نور وأياد أبو عاصي وعبد النبي قيّم.
في المقابل، القارئ علي حمدان يقول ان مشروع فؤاد السنيورة لا يمكن أن يلتقي مع مشروع المقاومة. ومثله رأياً، ولكن دونه تهذيباً، خضر خليل الذي يتهم رئيس وزراء لبنان بمحاولة تفتيت المقاومة ونزع سلاحها، ثم يتحدث عن العمالة والانبطاح. ومرة أخرى، لا أفهم لماذا لا يستطيع لبناني، أو أي عربي، أن يؤيد فريقاً من دون تخوين الفريق الآخر، خصوصاً أن الجميع في بيوت من زجاج.
القارئ حسن حمود لم يجد في المقال سوى أن يسألني من يمول laquo;الحياةraquo; ليقول لي laquo;ما سياستهاraquo;، وأقول له ان laquo;الحياةraquo; لا يمولها أحد على الإطلاق، وإنما يملكها الأمير خالد بن سلطان وحده ويخسر من جيبه الخاص أو يربح.
الأخ محمد خليفة يقول انني مدحت الجميع، أو الملوك، أو الخليجيين. ولم أمدح ولا أمدح، ولكن فضلت بعضاً على بعض، وأنا أقول ان جميع الدول العربية من دون استثناء غير ديموقراطية، فلم يرَ هذا وانما اختار أن يفهم ما يريد.
أما القارئ طولبا فيعترض على قولي ان الشعب الأميركي أطيب شعب عرفته، ويقول انه يقيم في أميركا منذ 40 سنة، ويجد الأميركيين أسوأ شعب. لماذا لا ترحل يا أخ؟
وتلقيت رسالة ممتازة من الأخ محمد المفتاح، وهو سوري يقيم في الرياض، وآراؤه أكثر جرأة مما سجلت، من الحكومات الى المعارضة، وتحديداً لبنان والعراق.
كنت قبل أن أتبرع للقراء بآرائي كتبت عن حال الأمة، وكيف ان الكل في المعارضة والحكومة يريد أن يحكم وحده، وانتهيت بالعبارة laquo;مفيش فايدةraquo;.
القارئة الدكتورة منى تشكرني ولا تتشاءم بالمستقبل ودليلها صغار يحفظون القرآن الكريم، ويتقنون الانكليزية واستعمال الكومبيوتر، ويعرفون الحلال والحرام، ويطلبون العلم والمعرفة.
القارئ كمال ساري (أو سري) أيضاً يتفق معي الا أنه يرى الإدارة الأميركية أسوأ من القاعدة، والقارئ أبو خالد مثله، إلا انه يعود بالأطماع الأميركية في العراق الى بوش الأب، ثم يتحدث عن قطاع غزة ويدافع عن إجراءات حماس فيه.
كان هناك أيضاً تأييد من رامتان، ومن الدكتور كمال أبو الحمد، أما القارئ كمال سابا فيتبع موافقته بالسؤال عن الخطوة المقبلة ورأيي. وأقول من دون تواضع فارغ ان هناك ناساً أكثر خبرة مني يفترض أن يخططوا للمستقبل. وفي المقابل، فالقارئ جاسر عبدالكريم يعتقد بأن الوضع سيستمر ما لم تنشأ طبقة عربية مثقفة متنورة تؤمن بالعلوم العصرية والنمو والتقدم. أما القارئ زياد أبو عاصي فالحل عنده ثورة شعبية.
أشكر القراء فؤاد السيوفي والدكتور سرويل والأخ أسامة صلاح (قرأت قصيدة فؤاد جويدة) وصادق. إلا أنني لا أشكر قراء يبدون رأياً قليل التهذيب في بلد، أو شعب، ثم يختارون لأنفسهم أسماء فنية، فالواحد من هذا النوع يجمع بين السفاهة والجبن، وعلى سبيل المقارنة، فجميع كتاب laquo;الحياةraquo; يكتبون بأسمائهم الحقيقية، ولا يختبئون وراء أسماء فنية أو وهمية.
أتوقف هنا لأعود بالقراء الى صيف 2006. فبعد حرب اسرائيل على لبنان كتبت في هذه الزاوية انني أسحب اعترافي الشخصي بإسرائيل الذي يعود الى التسعينات وعملية السلام التي اعتقدنا بأنها ستوصلنا جميعاً الى بر السلام. وتلقيت بضع مئات من الرسائل كلها أيدني أو هاجمني لأنني اعترفت بإسرائيل أصلاً، ولا يزال عدد تلك الرسائل هو الرقم القياسي لما تلقيت عن موضوع واحد.
الأسبوع الماضي دعوت الى استفتاء للشعب المصري وسؤال واحد: هل يسحب اعترافه بإسرائيل الى أن تقوم دولة فلسطينية مستقلة. وفي حين ان الردود كانت بالعشرات، وليس المئات، فإنها ذكرتني بصيف 2006، لأن جميع القراء إما أيدوني، أو زايدوا علي، وبعضهم يقول ان رفض اسرائيل سيكون 99 في المئة، أو مئة في المئة، وقد أعلن بعضهم صراحة أنه يكره اسرائيل، وعدّد الأسباب التي نعرفها جميعاً.
كل ما سبق لا يعني أن القراء تهمهم السياسة فقط، فالمقال الخفيف لا يزال يحظى باهتمام قراء كثيرين بعضهم يطلب مني ألا أكتب في السياسة لأنها تنكد العيش.
غير أنهم يعرفون ان النكد باقٍ حتى لو تجاهلت السياسة وأسبابها.