اعتبرته المحكمة laquo;ارهابياً متزمتاًraquo; ومخططاً لقتل أكبر عدد من الناس ...

برلين، بيروت - اسكندر الديك، مالك القعقور

أتمت السلطات القضائية في مدينة دوسلدورف الالمانية أمس، الجزء الثاني من فصول محاكمة اللبنانيين يوسف محمد الحاج ديب وجهاد حمد اللذين اتهما بمحاولة تفجير قطارات في ألمانيا، بإصدارها حكماً بالسجن مدى الحياة على الحاج ديب، بعد زهاء عام من إصدار القضاء اللبناني حكماً مماثلاً بحق حمد وتخفيفه إلى السجن 12 سنة أشغالاً شاقة.
فالشابان اللبنانيان اللذان جمعتهما مقاعد الدراسة في ألمانيا وصفة التدّين وارتياد المسجد، لم يتوانيا عن المشاركة في تظاهرة احتجاجاً على الرسوم الدنماركية المسيئة. لكنهما ذهبا أبعد من ذلك فخططا لـ laquo;الانتقامraquo; من الغرب وتعلما من الانترنت كيف يصنعان قنبلة، فصنعا اثنتين ووضعاهما في قطارين، وسافرا إلى لبنان. لكن العبوتين لم تنفجرا، وعاد الحاج ديب إلى ألمانيا لتلقي السلطات القبض عليه وتقود اعترافاته إلى زميله حمد في لبنان فتوقفه السلطات اللبنانية.
وبعد تحقيقات في ألمانيا ولبنان، وتعاون قضائي وأمني بين البلدين في هذه القضية منذ 31 تموز (يوليو) 2006، صدر في لبنان الحكم على حمد في كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي، بينما صدر أمس الحكم الألماني على الحاج ديب.
وأفادت مصادر في بيروت أن laquo;السلطات اللبنانية التي كانت تتعاون مع السلطات الألمانية أثناء زيارة وفود أمنية وقضائية لمتابعة التحقيق ومطابقة الأقوال، وضعت بجو ألماني بأن حكماً قاسياً سينزل بالحاج ديب، خصوصاً بعدما ثبت ضلوعه في العملية إضافة إلى تقديمه إفادات متناقضة وكان يحاول تضليل التحقيقraquo;. وهذا أيضاً ما جرى مع حمد الذي وقع أثناء استجوابه أمام محكمة الجنايات في بيروت بتناقضات عدة، علماً أن 3 آخرين كانوا يحاكمون في هذه القضية، لكن القضاء اللبناني برّأهم، غير أن اثنين هما أيمن حوا وخليل البوبو، لا يزالان يلاحقان أمام القضاء العسكري بتهمة الانتماء الى تنظيمات أصولية.
لكن يبدو أن الملف لن يقفل تماماً، لأن وكيل الحاج ديب المحامي الألماني برند روزن كرانتس قال عقب إصدار محكمة دوسلدروف العليا حكمها أمس، إن موكله laquo;بريءraquo; وإنه laquo;سيستأنف الحكمraquo;. وهذا ما رآه أيضاً في بيروت وكيل حمد المحامي فواز زكريا، مرجحاً أن laquo;يخفض الحكم في مرحلة الاستئنافraquo;. وقال: laquo;الحكم جاء قاسياً جداًraquo;، مشيراً إلى laquo;وجود قرار سياسي في هذه القضيةraquo;،
وكان لافتاً أمس، أن الحاج ديب لم يصدر عنه أي رد فعل أو تعليق حين تلي الحكم في حقه، لكن الأمر لم يكن سهلاً على عائلته في لبنان خصوصاً أنه كان laquo;متفوقاًraquo; في دراسته وبنت عليه آمالاً وأرسلته إلى ألمانيا ليتعلم... فرأته على شاشة التلفزة مكبلاً.
المشهد كان قاسياً على الأب والأم اللذين لم يبق لهما من أولادهما العشرة سوى واحد يعيش معهما، أما البقية فتوعزوا بين قتيل وسجين ومهاجر يخشى العودة. إذ استشهد لهما ابن في الجيش أثناء حرب تموز (يوليو)، ثم قُتل ولدها صدام مع من قُتل من تنظيم laquo;فتح الإسلامraquo; في أحداث نهر البارد، وسجن لهما اثنان بتهمة الانتماء إلى تنظيمات أصولية.
وقال رئيس قضاة المحكمة أوتمار برايدلينغ خلال إعلان نص الحكم إن laquo;هيئة المحكمة تأكدت بالدليل القاطع بأن اللبناني البالغ الرابعة والعشرين من العمر كان يتوخى الوصول إلى سفك للدماء لا سابق له، من طريق وضعه مع شريكه الآخر اللبناني جهاد حمد المسجون حالياً في لبنانraquo;. وأضاف: laquo;المجزرة لم تحصل بفضل الخطأ التقني الذي ارتكبه اللبنانيان في تجهيز القارورتين... ولو حصل التفجير بالفعل لكانت ألمانيا واجهت نتائج تشبه نتائج الاعتداءات التي تعرضت لها لندن وقبلها مدريد على ايدي إرهابيين إسلاميينraquo;. وتابع أن هيئة المحكمة laquo;تبنت مطلب النيابة العامة اعتباره (المتهم) من الإسلاميين المتزمتين الذين يعتبرون الإرهابيين الدوليين أسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي مثالين لهمraquo;.