عبدالله ناصر الفوزان
بعض إخواننا في لبنان وبالذات الموحدون الدروز يعتقدون بالتقمص والتقمص نسبة للقميص.. فهم يعتبرون بدن الإنسان قميصا لروحه.. ويقولون إن الذي يموت ويبلى هو البدن.. أي القميص.. أما الأرواح فهي لا تموت ولا تفنى.. ولا حتى تصعد للسماء.. في حالة الوفاة.. بل تغير قمصانها.. وهذا هو كل شيء.. أي إنها عند الوفاة تنزع قميصها الذي أدركه البلى وأصبح غير صالح للاستخدام وترتدي قميصا جديدا.. أي إنها تنتقل من قميص بارد انتهت صلاحيته إلى قميص جديد حار خرج للتو من الفرن.. أي من رحم أمه.
يا سلام.. يعني أن كمال جنبلاط على سبيل المثال عندما اغتاله نظام حافظ الأسد quot;كما يقول ابنه وليدquot; لم يمت في الواقع ولكن قميصه هو الذي مات برصاص السوريين، أما روح كمال جنبلاط فقد غادرت القميص الذي مزقه الرصاص إلى قميص آخر ربما يكون من أحفاد حافظ الأسد.. أو ربما من أبناء سماحة السيد حسن نصر الله.. أو ربما من أبناء أو أحفاد الجنرال عون.. أما ذلك القميص الذي كان يسمى رفيق الحريري فتمزق بذلك الانفجار الرهيب، ولذلك خرجت روحه تبحث عن قميص آخر.. وربما تكون الآن في قميص لأحد أحفاد أو أبناء الرئيس الإيراني نجاد أو ربما المرشد الإيراني خامنئي.
عماد مغنية قال حزب الله.. ولا أحد غير حزب الله.. إن إسرائيل قد اغتالته.. أما الأخبار فقالت إن سيارة صغيرة في أحد أحياء دمشق الراقية حيث يسكن أحد القادة الأمنيين السوريين الكبار.. قد انفجرت.. نعم تم سماع الانفجار.. ولا أحد رأى حقيقة ما حصل بعد ذلك رأي العين.. قيل إن مجموعة من الضباط والجنود أحاطوا بالسيارة.. ومنعوا المارة من الاقتراب منها.. وقيل إنهم أخرجوا جثة.. قيل.. فقط قيل.. وقيل.. وقيل.. ولم ير أحد ذلك المشهد.. ولم تصوره وكالات الأنباء.. فقط بعض المحطات الفضائية بدأت تتحدث عن أنه تم سماع صوت انفجار في دمشق.. ولا تعرف ماهيته.. وفجأة بعد عدة ساعات أعلن حزب الله أن إسرائيل قد اغتالت قائده العسكري عماد مغنية.. أو على الأصح الشيخ رضوان.. وعندئذ بدأت كل المحطات الفضائية الإخبارية تتحدث عن ذلك نقلا عن حزب الله.. كما أعلن حزب الله أنه سيتم تشييع الشهيد يوم الخميس.. نفس يوم الاحتفال الكبير الذي كان مقررا أن تقيمه جماعة 14 آذار إحياء لذكرى الشهيد الحريري.. واختلطت الأوراق والأرواح والقمصان أيضا.
ذلك القائد العسكري الكبير لحزب الله كان اسمه عماد مغنية.. وقام بعمليات كبيرة بالغة الخطورة منها اختطاف طائرات وتفجير مقرات.. وتدبير عمليات فاشلة لاغتيال قادة.. وكان بعضها في بيروت وبعضها في الكويت وغير الكويت.. وأصبح quot;قميصهquot; مطلوبا من دول كثيرة ومنظمات وشخصيات أكثر.. فأصبحت الحاجة ماسة لتغيير هذا القميص.. ليس بالطبع على طريقة الإخوة الدروز.. ولكن على طريقة الإخوة في حزب الله وإيران.
تم تغيير قميصه مرة في إيران بعملية جراحية غيرت معالم وجهه quot;ونقلت روحهquot; لقميص آخر سموه الحاج رضوان.. ويقال إنه تم التعرف على قميصه الجديد.. فذهب مرة أخرى إلى إيران وارتدى قميصا جديدا.
الآن يقول الإخوة في حزب الله إن إسرائيل قد اغتالت قائده العسكري الحاج رضوان.. ولم يقولوا حتى متى ولا أين وكل ما قالوه أن ذلك تم خارج الأرض اللبنانية.
بصراحة.. نحن لا ندري.. لا نستطيع أن نقول نعم ولا لا.. لم نره ولم يره أحد لا قبل ولا بعد.. لم ير أحد لا عماد مغنية.. قبل تغيير قميصه.. ولا الحاج رضوان في القميص الجديد.. تماما مثل كمال جنبلاط بعد تغيير قميصه.. هل رأى أحد منكم كمال جنبلاط.. أو رفيق الحريري.. في القميص الجديد.. بالتأكيد لا.. ولا شك أن الإخوة الشيعة لا يعتقدون بالتقمص مثل الإخوة الدروز.. ولكنهم يمارسون تقمصا من نوع آخر.. مثل كل المنظمات العسكرية التي تمارس السرية والتخفي والتمويه.. واستخدام كل الحيل في سبيل تحقيق أهدافها.. أي إن كل شيء جائز.. ربما قتل الحاج رضوان.. وربما في غير دمشق.. ربما لم يقتل ولكنه ارتدى قميصا جديدا تماما مثلما حصل عندما تم تغيير قميص عماد مغنية بقميص الحاج رضوان.. أي ربما أنه تم الآن تغيير قميص الحاج رضوان بقميص حاج آخر.. أو سيد آخر.. ربما .. ربما.. فكل شيء جائز.
- آخر تحديث :
التعليقات