الكاردينال دلي ينتقد صمت المراجع الدينية وإخفاق المالكي في حماية المسيحيين

لندن ــ الزمان

انتقد الكردينال عمانوئيل الثالث دلي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والمراجع لالتزامهم الصمت ازاء الاضطهاد الذي يتعرض له المسيحيون في العراق من المليشيات التابعة للاحزاب الدينية الحاكمة وعدم تنفيذ الحكومة لوعودها بتوفير الحماية لكنائسهم ومؤسساتهم الدينية من عنف الجماعات المسلحة وفي مقدمتها القاعدة وجاء انتقاد الكريدنال رداً علي صمت الحكومة علي خطف كبير اساقفة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية المطران بولس فرج رحو في الموصل ثاني اكبر مدن العراق قبل اربعة ايام من دون ان تحرك السلطات ساكناً أو تبذل جهداً حقيقياً للعثور عليه. وقال مسؤولون في عمليات نينوي: ان اختطاف المطران رحو سيكون دافعاً لاتمام عملية تطهير الموصل من القاعدة وسط تعاطف أهالي المدينة مع القوات العسكرية التي رأوا فيها خلاصاً لهم من العنف والدمار واستهجنوا المساس بالتسامح الديني عبر قرون في الموصل وكان قد امتنع الكاردينال دلي عن التعليق علي اختطاف رحو في اتصال (الزمان) معه مكتفياً بقوله انه يصلي من اجله . فيما ابلغ الخور أسقف فيليب نجم المعتمد البطريركي الكلداني لدي الفاتيكان quot;الزمانquot; امس ان آلاف المسيحيين قد تلقوا تهديدات بالقتل من المليشيات والجماعات المسلحة وجري اغلاق كنائسهم ومؤسساتهم الدينيةquot;.
وكشف نجم عن ان حوالي 25 في المائة من المسيحيين البالغ عددهم 1.5 مليون قد هاجروا من العراق بسبب تهديدات بالقتل قد تلقوها من مليشيات وجماعات مسلحة.
واضاف لقد تم دفع فديات لاطلاق 10 كهنة جري خطفهم من بغداد ومدن عراقية اخري. واوضح انه تم قتل 3 كهنة آخرين لاسباب تتعلق بانتمائهم الديني . وقال ان رحو هو ثاني مطران يجري خطفه باعتباره المرجع الاكبر للمسيحيين. واكد ان هدف التهديدات والتفجيرات التي تعرضت لها العديد من الكنائس في بغداد ومدن عراقية اخري وعمليات الخطف تستهدف اجبار المرجع الديني للكلدان في جميع انحاء العالم ومقر الكرسي البطرياركي المقيم في بغداد علي مغادرتها لكنه اكد ان ذلك لن يتحقق لان العراق هو بلدنا ونحن لا نغادره.
وشدد نجم في حديثه لــ (الزمان) علي ان عمليات الخطف والقتل والرعب يتعرض جميع العراقيين لها وليس المسيحيون وحدهم. واكد ان علي الحكومة ان تقدم الحماية للجميع. واوضح ان الكنائس المسيحية في العراق قد تلقت وعوداً بالحماية من الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي لكن للاسف جميع هذه الوعود لم تنفذ. وحول اسباب خطف رحو قال نجم ان آخر المعلومات تشير الي وجود اهداف سياسية وراء هذه العملية.
واكد نجم ان البابا ممتعض من تدهور وضع المسيحيين في العراق وعدم تقديم الحماية الكافية لهم.
من جانبه قال المالكي في وقت لاحق من اختطاف رحو انه يعطي اولوية للافراج عن كبير اساقفة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية بشمال العراق.
وقال مكتب المالكي في بيان ان رئيس الوزراء اصدر أمراً لوزير الداخلية ومسؤولي الأمن في محافظة نينوي بمتابعة القضية وبذل كل جهد للافراج عن رحو في اقرب وقت ممكن.
ودعا مبعوث الامم المتحدة الي العراق ستافان مستورا الحكومة العراقية الي quot;مضاعفة جهودهاquot; لحماية الاقليات الدينية في العراق.
واضاف مكتب المالكي ان رئيس الوزراء العراقي كتب للكردينال معربا عن اسفه العميق لخطف المطران مؤكدا انه يتابع الموقف عن كثب.
واضاف المالكي في بيانه ان الطائفة المسيحية في العراق هي من العناصر الاساسية في المجتمع العراقي ولا يمكن عزلها عن شعبها وحضارتها وان الاعتداء علي ابنائها هو اعتداء علي كل العراقيين.
وفي حزيران الماضي قتل مسلحون الكاهن الكاثوليكي رغيد عزيز كني وثلاثة من مساعديه في الموصل بعدما اوقفوا سيارته قرب كنيسة في الجانب الشرقي بالمدينة.
واجبر المهاجمون كني ومساعديه علي الخروج من السيارة وقتلوهم بالرصاص في هجوم ادانه البابا بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان.
وخطف أسقف الموصل السابق باسيل جورجس كاسموسي تحت تهديد السلاح في عام 2005 غير انه افرج عنه بعد يوم من اختطافه وقال انه لم يتم دفع فدية.
وخطف رحو بعد ان غادر كنيسة رأس فيها القداس في حي النور بالموصل.
ولم تعط الشرطة العراقية تفاصيل عمن يعتقد انه وراء حادث الخطف في الموصل.