مـرسي عطـا الـلـه

أرجو ألا يفهم أحد كلامي فهما خاطئاrlm;,rlm; عندما أقول إن شعار المرحلة الحالية يجب أن يكون من عنوان واحد وأساسي هو لا للفوضي والخروج علي النظام العام تحت أي مسمي خصوصا بعد أن اختلطت الأوراق في منطقة الشرق الأوسط بأسرها ولم يعد من السهل تحديد هوية القوي والتنظيمات التي تتحرك في الظلام لضرب الأمن والاستقرارrlm;,rlm; وهل هي امتداد لتنظيمات معروفة أم أنها من صنع عملاء محترفين لأجهزة استخبارية لها سجل في العبث بأمن الأوطان واستقرارها؟rlm;!rlm;

ومع التسليم بأن الأجواء المضطربة في المنطقة بسبب ذلك الذي يجري في العراقrlm;,rlm; وعلي أرض فلسطين توفر أفضل فرصة للراغبين في إحداث الفوضي علي هامش المشاعر الملتهبة بالاستياء والغضب إلا أن أكثر ما يسمم الأجواء ويوفر قدرا من الغطاء لحركة هذه الجماعات والتنظيمات هو غياب الخطاب الصحيح القادر علي مجاراة المشاعر والقادر أيضا علي ترشيدها بالفهم الصحيح لكل ما يجري حولنا وما يراد استدراجنا إليهrlm;!rlm;

وربما يكون ذلك مدخلي إلي الدعوة للتوافق حول خطابين إعلامي وديني مستنير يكونان بمثابة الركيزة التي تؤدي إلي تفعيل شعارrlm;:rlm; لا للفوضي وتحويله إلي واقع وسلوك من أرضية القناعة بأن كل أحلام وطموحات الإصلاح والتحديث وتحسين أحوال المعيشة تظل مجرد أحلام غير قابلة للتطبيقrlm;,rlm; ما لم يكن الوطن مؤمنا ضد كل الأخطارrlm;,rlm; وما لم يكن الشعور بالأمن هو احساس كل مواطن عملاrlm;,rlm; وليس قولاrlm;!rlm;

وعندما أقول بخطاب إعلامي صريح فإنني لا أقول بضرورة أن نعزف جميعا لحنا واحدا يلغي تعددية الآراء وحرية الاجتهاد بما يجعل من كتاب السياسة مجرد كورس يردد مقاطع محفوظةrlm;,rlm; وإنما أقول بخطاب سياسي يستند إلي كل الحقائق وليس بعضها يخاطب العقل بدلا من الاكتفاء بدغدغة المشاعر والأحاسيس الملتهبةrlm;...rlm; وأيضا فإنني عندما أقول أيضا بخطاب ديني مستنير فإنني أدعو إلي خطاب ديني يتجاوز حدود التلقين وينطلق إلي آفاق الاجتهاد التي لا تتعارض مع الثوابت الأساسية للفكر الإسلامي الذي يرفض أي عمل يعرض حياة الناس وممتلكاتهم للخطرrlm;.rlm;

ولست أجنح إلي التشاؤم إذا قلت إن خطر محاولات ضرب الاستقرار ليست بعيدة عناrlm;,rlm; وإن الارتكان للجهد الأمني وحده ـ اعتمادا علي ما حققه الأمن من نجاحات ـ يمثل استخفافا بخطر ينبغي أن يحتشد الجميع لمواجهته قبل أن يقع وينتشر رذاذهrlm;!rlm;

وإذا كنا في مصر قد نجحنا بحمد الله في إفشال كل محاولات اختراق الجبهة الداخلية وهز الاستقرار بجهود أمنية تستحق كل التحية وكل التقدير علي مدي السنوات الأخيرةrlm;,rlm; فإن ذلك لا يعني أن الخطر قد زال تماماrlm;,rlm; أو أن من يريدون احداث الفوضي وهز الاستقرار قد رفعوا راية الاستسلامrlm;..rlm; ومن ثم فإن المسئولية الوطنية تفرض علينا أن نرقب ما يجري حولنا علي امتداد المنطقة وألا نخدع أنفسنا بأننا بعيدون عن ذلكrlm;,rlm; ولسنا في مرمي نيرانه وبالتالي فإن البروجي العام للوطنية المصرية عليه أن يطلق نوبتي صحيان لاستدعاء أقصي درجات اليقظة والتأهبrlm;!rlm;

ولقد قلت ما قلت وكتبت من أرضية الثقة في أننا قادرون ـ شعبا وحكومة ـ علي حماية هذا الوطن من مخاطر الفوضي التي يراد إلباسها بالباطل ثياب المشروعيةrlm;,rlm; بعيدا عن قنوات التعبير الشرعية في الصحف وتحت قبة البرلمان ومن خلال العمل الحزبي تحت مظلة الاحتكام للدستور والقانوrlm;,rlm;ن واقتداء بآليات ووسائل الممارسة الديمقراطية السليمةrlm;.rlm;

ومصر العظيمة أكبر من أن تقتدي بديمقراطية الاحتكام للشارع من نوع ما ذهبت إليه بعض دول المنطقة مثل لبنان التي تحولت من بلد حي وجاذب للسياحة والاستثمار إلي بلد طارد لأبنائهrlm;,rlm; بعد أن استحكم الفراغ وأصيبت شرايين الدولة بالشللrlm;!rlm;