لميس ضيف
لدينا جميع أنواع الزواج: raquo;زواج مصياف.. زواج عرفي.. زواج مسيار.. زواج شرعي.. زواج متعة.. زواج فريند.. لكل الأعمار وبجميع المواصفاتlaquo;.. هذا الإعلان raquo;الهامlaquo; هو نموذج صغير لتجارة رائجة للترويج للعلاقات الجنسية بمسميات شرعية، اقتطعته لكم من موقع من بين آلاف المواقع الإلكترونية العاملة في هذا المجال نظير أجور raquo;وساطةlaquo; تبدأ من ٠٥ ريالاً وتصل إلى ٠٠٥ ريال raquo;يا بلاشlaquo;. وليست المواقع الإلكترونية وحدها بطلة هذه الموجة.. فهناك قنوات تلفزيونية مختصة في ترتيب تلك العلاقات السرية.. قبل أيام فقط قضيت زهاء الساعة أتابع باندهاش وتركيز شديدين واحدة من تلك القنوات في محاولة لرصد نمط للطلبات والمواصفات المطلوبة. خلال تلك الساعة؛ مرت عشرات الطلبات لفتيات تبدأ أعمارهن من الـ ٨١ raquo;للأسفlaquo; وتتزايد صعوداً؛ طلباتهن متشابهة لحد بعيد.. يردنه رومانسياً وحنوناً وميسور الحال وكثيرات أردنه قبلياً، بطناً وظهراً(!!!).. اللافت في الأمر أن السواد الأعظم من أولئك النساء كنّ يطلبن زواجاً شرعياً.. أما الرجال فلم أجد سوى رجلين من جنسية عربية يريدان الزواج بشكل شرعي.. أما الباقون - كلهم - فكانوا يطلبون الزواج بالمسيار.. وكيف لا وأغلبهم متزوج أصلاً ومن الواضح أنه لا يبحث سوى عن علاقة عابرة..!! قد يبدو الأمر برمته ظريفاً بالنسبة للرجال بشكل خاص؛ ولكنه ليس كذلك أبداً.. ففي مقابل طلبات النساء التي تفوح منها رائحة اليأس - والاستماتة - لأي علاقة جادة.. لا تشم من طلبات الرجال إلا رائحة الرغبة؛ وهو بذاته مؤشر خطر ومزعج.. ونحن لا ننوي هنا نقاش شرعية هذه الزيجات ولا السبب الذي جعلها تطفو وتروج، الآن فقط؛ لأن تلك أمور شرعية لا قيمة فيها لصوت المنطق أمام أصغر فتوى من أصغر عالم دين.. ولكننا سنوجه سؤالاً - بريئاً - واحداً.. عندما تشدد علماء السلف والخلف في تحريم زواج المتعة فقد فعلوا بدعوى أنه raquo;زواج بنية الطلاقlaquo; وهذا النوع من الزواج باطل عند أهل السنة. أما الآن فيقول الفقهاء إن عقد النكاح صحيح إذا نوى الزوج التوقيت ولم يصرح به أو يشترطه في صيغة العقد.. وسؤالنا هو: أليس هذا الكتمان؛ خداع وغش وأجدر بالبطلان من العقد الذي يشترط فيه التوقيت بالتراضي بين الرجل والمرأة ووليها..؟! إننا لا نقول إن في زواج المتعة خير.. فهو وكل تلك الزيجات - عبث - برابطة من أعظم وأقدس الروابط البشرية.. وحتى لو كانت تلك الزيجات محللة شرعاً بشكل ما، وبصيغة ما.. فلن تكون بالتأكيد بهذه الصيغة المسفّة الضارة المهينة للمرأة وللشرع ولمؤسسة الزواج.. فعرض النساء والرجال لأنفسهم بهذا الشكل والمساومة فيما بعد على الأسعار raquo;كما أكدت خاطبة للعربية نتlaquo; أمرٌ لا يختلف - لا في شكله ولا مضمونه - عن خدمة المواعدة أو البغاء الموجودة بالغرب!! إن جلّ ما نتمناه من الفتيات والسيدات اللواتي ينكببن على هذا النوع من الزواج أن يَعين - سلفاً - ما هنّ مقبلات عليه.. من تلجأ لهذه الزيجات لمقتضيات مادية تعرف ملياً طريقها ولا شأن لنا بها، أما من نشفق عليهن حقا فهنّ اللاهثات وراء علاقات سرية كهذه أملاً في أن تكون بوابتهنّ للهروب من العنوسة.. فبعضهنّ تعتقد - صدقاً - أن الرجل سيتعلق بها ولن يقوى على فراقها بعد ان raquo;يجربهاlaquo;.. بيد إن الحقيقة بعيدة عن ذلك بعد المشرقين..!
- آخر تحديث :
التعليقات