الرياض، لاهاي - عضوان الأحمري، فكرية أحمد

اعتبر مختصون شرعيون إصدار فيلم مضاد للفيلم الهولندي quot;الفتنةquot; بالطريقة نفسها تصرفاً غير مسؤول وغير عقلاني ويخالف النهج الإسلامي في السماحة وحسن التعامل.
وكان شخص يدعى رائد السعيد ويقال إنه سعودي قد أعد فيلما مدته 5 دقائق وأسماه quot;الانشقاقquot; وعرضه على شبكة quot;يوتيوبquot;. وجاء إنتاج الفيلم حسب رأي معده للتدليل على إمكانية توظيف نصوص معينة من الكتب السماوية والعمل على تفسيرها على نحو غير الذي وردت لأجله للتدليل على أنها تدعو للعنف والحرب.
وشدد الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية ماجد المرسال على خطورة أن يكون الرد على الإساءة بصورة عشوائية غير منضبطة. أما القاضي بديوان المظالم الشيخ عبداللطيف القرني فيرى أن الرد الحقيقي يكون بتوضيح سماحة الإسلام وحقيقته.
واللافت للنظر هو غياب معلومات موثقة عن رائد السعيد الذي قيل إنه سعودي. كما كان من المثير للانتباه قيام شبكة quot;يوتيوبquot; برفعه سريعاً من الموقع والاعتذار عن الاستمرار في عرضه، في الوقت الذي أبقت فيه على فيلم quot;الفتنة المسيء للإسلامquot;.

- التفاصيل

أكد اثنان من المختصين في الشريعة الإسلامية على وجوب أن تكون ردود الفعل تجاه أية إساءة للإسلام منضبطة وعقلانية وأن quot;الإساءة لا تواجه بالإساءة في المنهج الإسلاميquot;.
واعتبرا ما قام به شخص عربي quot;قيل إنه سعوديquot; من إصدار فيلم quot;مضادquot; للفيلم الهولندي quot;الفتنةquot; تصرف quot;غير عقلاني وذلك لمخالفته المنهج النبوي في السماحة وحسن التعاملquot;.
وكان quot;الفيلم المضادquot; الذي جاء تحت عنوان quot;الانشقاقquot; عرض لمدة 6 دقائق يوم الخميس المنصرم على quot;يوتيوبquot;، واحتوى على نصوص من الإنجيل تدعو للحرب، وهو من إنتاج شاب عربي (قيل إنه سعودي) يدعى رائد السعيد.
وجاء إنتاج الفيلم ـ حسب رأي السعيد ـ للتدليل على إمكانية توظيف نصوص معينة من الكتب السماوية والعمل على تفسيرها على نحو غير الذي وردت لأجله للتدليل على أنها تدعو للعنف أو الحرب.
وشدد الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية ماجد المرسال على ضرورة quot;التأني في ردود الفعل وتركها للعقلاء من دعاة وعلماء وقادة وألا تتم هذه الردود بصورة عشوائية غير منضبطةquot;.
وأضاف في حديثه لـ quot;الوطنquot;: ردود الفعل حين تكون بصورة شرعية ستؤدي الصورة الحسنة التي يمثلها الإسلام وتمثلها أفعال وأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم أما ردود الأفعال غير المنضبطة كالشتم والسب والنيل من مقدسات الآخرين فليس من الاحتساب الشرعي فالله تعالى يقول (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) وهذا ما يقوم به بعض الجهال من سب الديانات الأخرى أو شتم الكتب المقدسة وفجأة تجد أن الوضع تأجج بين الديانات بسبب بعض المستعجلين الذين يريدون أن يحسب لهم الاحتساب أمام الناس وهذه الأفعال غير المنضبطة تخالف عقيدة المسلمين قبل أن تكون في صالح المسلمين.
وأكد المرسال أن الحوار يجب أن يكون هو السياسة العامة للدعاة والعلماء وغيرهم في الحديث مع الآخر وخصوصاً فيما يتعلق بالإساءة للمقدسات.
أما القاضي بديوان المظالم الشيخ عبداللطيف القرني فقال: إن الرد الحقيقي يكون بتوضيح سماحة الإسلام وحقيقته، وليس أفعالا غير مدروسة يكون أثرها السلبي على الإسلام والمسلمين أكثر.
وأضاف: الردود المستعجلة ترضي مطامع من لديهم عواطف عنف، فهذه التصرفات تخدم المتطرفين من الطرفين والله خلق الأرض فيها الحق والباطل منذ القدم ولو أراد سبحانه أن يمحو الباطل لمحاه بكلمة واحدة ولكنه يريد أن يظل الحوار وتعمر الأرض.
وأثار فيلم quot;الانشقاقquot; ردود فعل مسيحية خصوصا في هولندا تؤكد رفضها quot;ربط الإنجيل بالعنفquot;. وقال اتحاد الكنائس الهولندية: لا يجب السير وراء إثارة العداء أو الكراهية وربط الكتب السماوية بدعوات العنف أو الحرب، فكما سبق وأن رفضت الكنيسة توصيف القرآن بالتحريض على العنف، ترفض أيضا ربط الإنجيل بهذه المعاني، فقلة من الأشخاص ليسوا هم كل المسيحيين، كما أن قلة من المسلمين تسيء للدين الإسلامي ليسوا هم كل المسلمين.
فيما أكد باحث علم اللاهوت سيلاس فان دير فين لـ quot;الوطنquot;، أن اختيار نصوص بعينها من كتب الديانات دون أخرى أو دون استكمال معناها، يمكن تفسيره على نحو خاطئ، لذا يجب أخذ النصوص بجملتها والمضمون الذي تهدف إليه وقت وجود هذه النصوص.
وأدت ردود الأفعال المسيحية الرافضة والغاضبة من quot;الفيلمquot;، إلى قيام شبكه quot;يوتيوبquot; برفعه بصوره سريعة من الموقع، والاعتذار عن الاستمرار في عرضه بزعم أنه لم يعد متاحا للعرض، فيما أبقت الشبكة على فيلم quot;الفتنهquot; متاحا بالصور.
وعقدت منظمة اتحاد الشباب المسيحي برئاسة quot;روجير هافيلارquot; جلسة مباحثات مساء الخميس حول فيلم quot;الفتنةquot;، وما ورد به من اتهامات ضد الإسلام، وتم فتح مناقشات حول أفكار quot;الفيلمquot;، حيث حذر هافيلار من خلط العادات والثقافات السلبية التي يمارسها بعض المسلمين وإلصاقها بالقرآن، وأكد أن هناك ثقافة مكانية مرتبطة بأماكن يتواجد بها المسلمون، وليس لها صلة بالقرآن أو الإسلام الحقيقي ـ حسب قوله ـ مثل عادة ختان الإناث وجرائم الشرف،ورغم ذلك يتم إلصاقها بالإسلام. وأضاف : هناك قلة تحاول استغلال الإسلام لتنفيذ أهداف راديكالية وأيديولوجية سياسية باسم الإسلام، وهذا يشكل خطأ كبيرا، فليس للعالم أن يتصور أن الإسلام أو القرآن يدعو للراديكالية.