مدرّسة استرالية تحمل دكتوراه في السحاقيات العربيات تدرس الثقافة الجنسية
مسلمو اوروبا واستراليا قلقون من تدريس الشذوذ واوضاع الجماع للمسلمات

ايلاف - جريدة الجرائد

تواجه الاسر المسلمة في اوربا واستراليا مشكلة حقيقية تتعلق بسياسات الاندماج الاجبارية في تلك الدول والتي تتضمن فيما تتضمن دروسا في الجنس وطرق المضاجعة وتعليمها للاطفال ، وفي هولندا والمانيا لم تنجح اعتراضات الاسر المسلمة على تضمين المنهج الدراسي هذه المواد التي تعدها تلك الاسر اباحية ومعارضة للعرفين الاسلامي والعربي .وأثار تدريس جامعة استرالية بارزة لمقرر يتضمن نصائح عن أوضاع الجماع، وضعها رجل دين مسلم، إضافة إلى أحاديث حول معاشرة الرسول ( صلى الله عليه وسلّم ) لزوجاته، استياء طلاب وعلماء مسلمين في البلاد، معتبرين أنه يقدم صورة سلبية عن النساء في الاسلام خاصة أن المقرر يحمل اسم quot; النساء في الأدب العربي والإسلامي quot;.

الجدير بالذكر انالشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي بالأزهر اباح تدريس مادة الثقافة الجنسية لتلاميذ المدارس الأجنبية ما دام ذلك لا يتعدي الأمور العلمية والتعليمية لكنه شدد علي ضرورة أن يتم تقديم المعلومات الجنسية بالطرح العلمي مع تجنب الإثارة التي تفرضها الثقافة العلمانية في بث القيم الهابطة والخاطئة كعرض أفلام وصور فاضحة تصور عملية الجماع وغيرها لأن الحياء لم يمنع النساء في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم من التفقه في الدين .

من جانبه وقال رئيس quot;مجلس الأئمة الفيدرالي الاستراليquot; لـquot;العربية.نتquot; إن المقرر جمع معلومات من كتب جنسية غير معتبرة، أو أحاديث دينية تم اقتطاع ما يتعلق منها بالعلاقة الخاصة للرسول (ص) وزجته السيدة عائشة، وذلك بهدف رسم تصور سيء عن الاسلام والرسول. بدوره قال رئيس جمعية الصداقة الاسلامية الاسترالية لـ quot;العربية.نتquot; إن سبب احتجاج المسلمين هو اعتبار الجامعة لهذا الكتاب نموذجا للنساء في الأدب الاسلامي، مشيرا إلى أن مدرّسته أنجزت رسالة دكتوراه عن السحاقيات في العالم العربي. أما أستاذة المقرر فترى الجدل حول المسألة quot;سخيف لا يستحق الردquot;، فيما اكتفت جامعة quot;ويسترن سيدنيquot; بالقول إنها تراجع المقرر. يُشار إلى أن الجامعة أحدثت العام الماضي المركز الوطني المميز للدراسات الاسلامية بتمويل حكومي، وذلك بهدف إلقاء الضوء على أهم قضايا الاسلام والمسلمين في الوقت الحاضر، ومقرر quot;النساء في الأدب العربي والاسلاميquot; من المقررات التي يدرّسها المركز.

طرق الجماع في quot;الروض العاطرquot;

ويتضمن المقرر معلومات من كتاب (الروض العاطر في نزهة الخاطر) الذي ترجم إلى الإنكليزية بعنوان: The Perfumed Garden وهو كتاب من تأليف الشيخ عمر بن محمد النفزاوي، المولود في نفزاوة الواقعة جنوب تونس. وُضع الكتاب في نهاية القرن الخامس عشر، ويتضمن نصائح حول أوضاع الجماع وعن كيفية نيل الرجل أكبر لذّة ممكنة في الجماع. كما يشمل مجموعة من الحكايات المليئة بالتصوير quot;الحيquot; للمضاجعات، ومنها تلك التي تتم بين مهرج البلاط وزوجة الوزير حمدونة التي تطارحه المتعة. وترجم الكتاب إلى الإنكليزية عام 1886 بحسب تقرير العربية نت .

عريضة تنديد للمسلمين

وفي ردّ على المقرّر، أطلق quot;مجلس الأئمة الفدرالي الاستراليquot; عريضة دعا المسلمين والجمعيات الاسلامية للتوقيع عليها، مطالبين جامعة quot;ويسترن سيدنيquot; بالتراجع عن تدريس المقرّر الذي رأى المجلس أنه يتضمن quot;عبارات جنسية صريحة وإساءات للقرآنquot;. وقال رئيس المجلس الشيخ معز النفطي لـquot;العربية.نتquot;: أتاني بعض الطلبة والطالبات المسلمين من الجامعة يشتكون من مقرّر quot;المرأة في الأدب العربي والاسلاميquot;، وأنه مليء بآراء مناهضة لموقف الاسلام من المرأة. وعندما قرأت المقرر تبين وجود صور غير صحيحة عن موقف الاسلام من المرأة، أو المرأة عند العرب. وأضاف: المقرر هو معلومات منتقات من مجموعة من المراجع التي لا تصلح لتمثيل موقف الاسلام من قضية المرأة، مثل كتب نوال السعداوي وفاطمة مرنيسي وأمينة داوود. ومع أنهن أحرار في إبداء الرأي، إلا أنهن لا يمثلن موقف الاسلام من المرأة.

وأشار الشيخ النفطي إلى أن المقرر اقتطع من صحيح البخاري أمورا تتعلق بالعلاقة الخاصة للرسول وزوجته السيدة عائشة ومعاشرته لها في الحيض، في محاولة لرسم صورة غير صحيحة عن موقف الاسلام من المرأة، في حين اعتمد كتبا تقرأ على سبيل الأدب والطرفة مثل طوق الحمامة أو النفزاوي. وأكد إن كتاب الشيخ النفزاوي ليس من الكتب المعتبرة أو المراجع المتداولة، حيث نجد فيه فقرات تتحدث عن العلاقة الخاصة بين الرجل والمرأة وتصف العلاقة بطريقة تخدش الحياء، مؤكدا إخراج حديث البخاري من سياقه، ووضعه مع بعض الفقرات الأخرى عن الجنس، يرسم في الذهن تصورا سيئا جدا عن الاسلام وموقفه من المرأة، وعن الرسول وموقفه من المرأة.

استاذة متخصصة بالشذوذ

أما الأمر الآخر الذي أثار غضب المسلمين، وفق الشيخ النفطي، هو أن استاذة المقرر(الدكتورة سمر حبيب) التي تحمل دكتوراه عن quot;الشذوذ الجنسي في الشرق الأوسطquot;، وهو اختصاص لا علاقة له بموضوع المرأة في الأدب العربي والاسلامي، كما يقول. وأضاف : quot;الأسوأ من المقرر نفسه هو تعليقات المحاضرة حبيب، حيث تقول إن الحجاب ليس من الاسلام، وأن الحديث النبوي هو عبارة وشوشة صينية (همس) انتقلت من شخص لشخص، ولذا أتساءل من الذي خولها أن تتحدث باسم الاسلام؟quot;.

وأكد النفطي أنه لا يعارض تدريس الكتاب الذي تحدث عن الأوضاع الجنسية على مستوى أكاديمي، وquot;نحن لسنا ضد حرية الرأي بعيدا عن المغالطات، ولكن اعتراضنا هو أنه لا ينبغي أن يقحم هذا الأمر في مقرر مخصص لتدريس الاسلام والمرأة وهو إقحام فيه هبوط وكلام عن الجنس بطريقة غير علميةquot;. وبخصوص التواصل مع الجامعة بهذا الخصوص، قال الشيخ النفطي للعربية.نت: كتبنا عريضة احتجاج ونظمنا جبهة معارضة والخبر وصل للجامعة التي أبدت تجاوبا ولم يصلنا شيء رسمي منهم . وشعرنا بالتجاوب من خلال ما صرحت به للصحافة هنا، حيث أكدت أنها لم تتلق اعتراضا رسميا ولكن بدأت بإعادة النظر بالمقرر قبل وصول الاعتراض، وهو ما اعتبرناه تجاوبا. وتابع: quot;الاعتراض وصلهم الآن، ولكن إلى أي مدى سيتم إعادة النظر بالمقرر لا نعرف، ولكن موقفهم هذا إيجابي ونتمنى أن يستمرquot;.

كتاب جنسي

بدوره قال رئيس جمعية الصداقة الاسلامية الاسترالية قيصر طراد لـquot;العربية.نتquot; إن جامعة (ويسترن سيدني) حصلت العام الماضي على منحة من الحكومة الاسترالية لإنشاء مركز مميز للدراسات الاسلامية، ولاحقا اكتشف بعض التلاميذ أن الكتاب الذي يُدرس لهم هذا العام هو كتاب عن الجنس، ويُدرس تحت عنوان المرأة في الأدب العربي والاسلامي. وأضاف طراد، وهو مساعد سابق لمفتي استراليا الشيخ تاج الدين الهلالي، أن quot;هناك نماذج كثيرة أخرى عن المرأة في الأدب العربي والاسلامي؛ وحتى لو بدأنا مثلا بالقرآن الكريم، لدينا سورة مريم، عن حياة السيدة مريم العذراء وهذا نموذج عن المرأة في الأدب الاسلامي، فلماذا يدرّسون كتابا عن الجنس كنموذج عن المرأة العربية والمسلمةquot;. وتابع quot;ليس لدي مانع أن يُدرّس الكتاب كنموذج عن الكتابات الجنسية ولكن ليس نموذجا عن الأدب العربي والاسلامي، واختيار الكتاب لهذا المقرر هو اختيار خاطئquot;.

quot;الكاما سوتراquot;

كما انتقد قيصر طراد الربط بين هذا الكتاب وكتاب quot;الكاما سوتراquot;. وقال: quot;الكاما سوتراquot; كتاب هندي، وهو جنسي وإباحي جدا. والبعض هنا قال إنه يتم تدريسه كنموذج للأدب الهندي، ولذلك يصح تدريس كتاب الشيخ النفزاوي كنموذج للأدب العربي وهذا خطأ لأن تدريس الكتاب الأخير كأدب عربي يسيء للمسلمينquot;. وquot;كاما سوترا quot;، هو من quot;كاماquot; اله الحب عند الهندوس وquot;سوتراquot; كلمة معناها دليل وبهذا يكون معنى الكتاب quot;دليل الحبquot;.

نشر السحاق

وفي سياق الموضوع، شنّت جمعية اسلامية أخرى، هي quot;مسلمون من أجل السلامquot; في استراليا، هجوما على المركز الذي أسسته الجامعة ووصفته بأنه quot;مركز للشرquot;، كما اتهمت الدكتورة سمر حبيب التي تدرّس مقرراته بأنها quot;تنشر السحاقquot;. وقالت الجمعية إن حبيب تسعى لنشر السحاق، خاصة أنها أنجزت رسالة دكتوراه عن السحاقيات في الدول العربية والاسلامية، كما كتبت مقدمة لرواية سحاقية اسمها quot;أنا أنتquot;. وجمعية quot;مسلمون من أجل السلامquot; في استراليا تدعو لنشر مبادئ الاسلام من خلال ما تسميه مواجه الظلم معتبرة أن الجهاد يكون بمواحهة ونبذ الاستبداد.

حبيب: سخافة لا تستحق الرد

وفي مراسلات لـquot;العربية.نتquot; مع الدكتورة سمر حبيب، عبر البريد الالكتروني، حيث رفضت التحدث عبر الهاتف، اعتبرت حبيب أن ما نشرته الصحافة الاسترالية حول هذه القضية quot;سخيفquot;، واكتفى بآراء المتطرفين والهدف منه النيل من سمعة المسلمين. وقالت: ما نشرته صحيفة quot;استرالينquot; سخيف ولا يستحق الرد. وأضافت: الجالية المسلمة في استراليا تتعرض لهجوم من قبل وسائل الاعلام التي تحاول إبراز صورة سلبية لهم كلما سنحت لها الظروف، وبأنها جالية لا تتقبل تعدد الآراء، ولهذا السبب قامت صحيفة quot;استرالينquot; بنشر تقرير لشخص لديه آراء متطرفة دائما يهاجم جامعتنا. وتابعت quot;الآراء الواردة في الصحفية شائعات ومجرد اداعاءات كاذبة ولا تعكس كلها المجتمع المسلم المتنوع هنا، وما قالوه عن المقرر يشوه الحقيقة عما يتم تدريسه في الجامعةquot;. وزادت quot;أعتقد أن هذا التقرير هو دعاية هدفها القول إن المسلمين غير قادرين على التعايش مع التعددية المدنية، وهذا تشويه للحقيقةquot;. وكانت quot;العربية.نتquot; طلبت من حبيب، في 9 مايو، توضيح موقفها أكثر بخصوص اتهامها بنشر السحاق وآرائها حول الحجاب والاسلام، ولم يصل رد على هذا التساؤل.