نورة عبدالعزيز الخريجي

شيخنا الفاضل / أعلم أنك تستحق كل عبارات الثناء والتقدير من شخصي الضعيف وهي لا تعني لكم شيئاً بعد أن قالها كبار المسؤولين وترجموها فعلاً باختيارهم لكم بشرف تولي منصبين هامين سيذكران عند كتابة تاريخ هذه البلاد وأولهما شرف رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وثانيهما رئاسة الحوار الوطني وفي هذا دليل على سعة صدركم على تقبل الرأي الآخر ومناقشته دون حساسية أو غضب لأنه مخالف لمعتقداتكم.
وأتقدم بطلب موافقتكم على لقائكم مع بعض سيدات المدينة المنورة -وأنا إحداهن - ليشرحن معاناة ومطالب الزائرات - وما كتبتُ إليكم الآن إلا بعد أن تحدثتُ مراراً مع الأخوات المسؤولات داخل المسجد دون جدوى ومنذ بداية كتابتي في الصحف عام 1418 وأنا أكتب رفقاً بالمسلمات الزائرات للحرمين وأخص المسجد النبوي لفضل الله عليَّ بشرف الصلاة فيه وكتب غيري، ولكن للأسف الأوضاع في الأقسام النسائية تزداد سوءاً وتعقيداً وتزمتاً حتى أصبحت مثار إزعاج وضيق من الزائرات بل البعض منهن خاصة اللاتي يعملن بمناصب قيادية في بلادهن سمعتهن يقلن أين هيئة حقوق الإنسان من معاناة النساء في الدخول للمسجد والتضييق عليهن فيه؟ أين التوقيع بعدم التمييز العنصري ضد النساء؟ وإليكم بعض هذه المعاناة.
1-أتمنى من أحد المسؤولين أن يشاهد منظر تكدس النساء عند أبواب المسجد قبل الصلوات وأخص الجمعة والمغرب والفجر -لمعاناتي بها - وأتمنى من إحدى الصحف أن يلتقطوا صوراً عن بُعد للمنظر المخجل وأخص الجهة الشرقية عند باب 25 أو عند بابي 29و30 وإن كانا الآن مغلقين لمشروع توسعة الساحات، لكن الوضع ازداد سوءا فقد تم تعويضهما بباب من أبواب الرجال باب أبي ذر والساحة أمامه ضيقة لأنه باب داخلي متصل بجدار المبنى، ولكم أن تتخيلوا المآسي التي تحدث في سبيل الدخول خاصة إذا أُقيمت الصلاة والسبب هو التعنت والتشديد لتفتيش النساء وأغراضهن الشخصية من قِبل حارستين فقط، وكم طالبنا أن يتم فتح بعض أبواب الملك عبدالعزيز السبعة المجاورة ولكن دون جدوى، وشخصياً اضطررت أن أصلي في الساحة الضيقة لعدم استطاعتي الدخول للمسجد مع الزحام على الباب. وفي هذا الأسبوع زحفت أعمال التوسعة لهذا الباب وبعض أبواب الملك عبدالعزيز وفُتح اثنان منها وبقي اثنان منها مغلقين، لماذا لا يفتحان ليخف الزحام؟ وكيف سيكون الوضع في شهر رمضان المبارك؟ والتدافع على الأبواب في الصيام وقعه أشد خاصة قبل المغرب والصائمات يحملن معهن فطورهن، وكتبنا سابقاً عن مأساة الأطفال مع أمهاتهم في اختناق الدخول؟
والسؤال الذي لم يجد إجابة؟ لماذا التفتيش بهذه الدقة عند أبواب المسجد النبوي ولا يوجد ذلك عند المسجد الحرام ولماذا كاميرا الجوال ممنوعة هنا ومسموحة هناك؟ أليس هناك أيضاً مصلى للنساء ممكن تصويرهن فيه؟ ولماذا الممنوعات للنساء فقط وليس للرجال كالسجائر والشفرة والسكين؟ سمعنا عن شق جيوب الرجال بالسكين بهدف السرقة.
2-في القسم الخاص بالنساء بدون أطفال وبه الحواجز التي تفتح لزيارة الروضة الشريفة والقبر الشريف كان يُقَسَّم إلى جزأين بممر عريض ليس عليه سجاد وعلى طوله توضع حافظات ماء زمزم للشرب وفي رمضان يوضع مزيد من الحافظات من جميع جوانب القسم وبالتالي يسهل ملء الكاسات البلاستيكية عند الإفطار حسب القرب من الحافظة إلا أنه قبل ثلاث سنوات تم وضع الحافظات في نهاية القسم بحيث كل ثلاث حافظات وراء بعض مع إفراغ ما أمامها من السجاد الكبير وبعرض القسم، وتخيل إذا فرغت الحافظة الأولى من الماء ولم توجد عاملة نظافة لكي تحملها للأخير حتى تصبح التي بها ماء في الواجهة وتذمر العاملات ومزيدا من التخيل خاصة في رمضان عند الإفطار، التي في الصفوف الأولى تريد كأس زمزم، والأدهى عندما تحمل إحداهن عدة كاسات مملوءة بيديها أو بقطعة كرتونية لتوصلها لمقرها ومع أي اهتزاز ينسكب الماء على المصليات، رفقاً بالمصليات يا مسؤولين؟ وليست كل المصليات يحضرن معهن سجادات للصلاة وبرد مدينتي معروف.
3-في الجزء الذي أمام الحاجز ومنذ عدة سنوات تم إفراغ المكان من السجاد الكبير وسألت إحداهن لماذا؟ فأفادت حتى لا تتزحلق النساء أثناء هرولتهن للدخول للزيارة وليس هناك حاجز محدد للفتح !! مزيد من الاستهتار بالمصليات؟ وحسب علمي أن الرخام يساعد على الزحلقة أكثر من السجاد وصبراً يا حبيبات النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم.
4- لم يجف مداد الكاتبات والكُتَّاب ولم تبح الأصوات المطالبة بتحسين وضع زيارة النساء للروضة الشريفة والقبر الشريف الممنوعة حالياً.