دمشق - حكم البابا
rlm; rlm;
يحدث اليوم للمسلسل الذي يتناول حياة المطربة السورية الأصل 'أسمهان' ماسبق وحدث قبل عامين وبنفس الحدة rlm;تقريباً للمسلسل الذي تناول حياة الشاعر 'نزار قباني'، ويكاد سياق الأحداث المتشابهة بين المسلسلين يعيد نفسه بشكل rlm;متطابق تقريباً، بدءاً من غضب أقرباء الشخصيتين بسبب عدم استئذانهم أو اعتراضاتهما على الطريقة التي تم عبرها rlm;تناول الشخصيتين العامتين، وهما بالتالي يريدان فرض نوع من الرقابة والفلترة على الأحداث التي سيتناولها العمل rlm;الفني، أو بسبب تجاهلهما مادياً باعتبار أن صلة القربى والدم تمنحهما حقوق احتكار حياة الشخصيتين الشهيرتين، rlm;والحصول على مقابل مادي في حال موافقتهما على انجاز عمل فني يتناول حياتيها، وصولاً إلى تبادل الاتهامات rlm;الاعلامية ورفع الدعاوى القضائية على الجهة المنتجة، وهما بالمناسبة جهتان انتاجيتان مختلفتان لكنهما متطابقتان في rlm;ردة الفعل التي تكاد تكون واحدة على أقرباء الشخصيتين، بدءاً من تذرعهما بحجة أن تناول حياة الشخصية العامة rlm;مباح ومتاح للجميع انطلاقاً من كونها شخصية عامة لم تعد ملكاً لعائلتها، وانتهاء بأن العمل الفني الذي قاموا بانتاجه rlm;هو محاولة لتقديم صورة فيها كل الاحترام للشخصية العامة التي يتناولون سيرة حياتها. مشكلة مسلسل 'أسمهان' ومن rlm;قبله مسلسل 'نزار قباني' أنها تحتمل الجدل، فبطريقة ما كلا الفريقين ـ أقرباء الشخصية العامة والجهة المنتجة للعمل rlm;الفني الذي يتناول سيرتها ـ يملكان منطقاً قادراً على الاقناع، ويستطيع أن يؤثر في جزء من الجمهور، فمن حق أقرباء rlm;أسمهان كما كان من حق أقرباء نزار قباني معنوياً أن يؤخذ رأيهم في حياة المطربة والشاعر، لأنهم كانوا أقرب الناس rlm;إليهما وبالتالي فهم الأكثر قدرة على تقديم الصورة الأكثر شبهاً بشخصيتيهما الحقيقيتين، ويستطيعان إغناء العمل rlm;الفني بتفاصيل عن سلوكهما، وتقديم التفاسير الأقرب للواقع لكل أفعالهما، لكن بالتأكيد من دون أن يعني ذلك التدخل rlm;لحذف أو إضافة صفات أو علاقات غير حقيقية تخص المطربة والشاعر، في محاولة منهما لتكبير وتوسيع هالة rlm;القداسة التي تحيط بالشخصيتين وشطب أية مساحات سوداء أو يخيّل لأقربائما بأنها سوداء من حياتيهما، كنفي علاقة rlm;أسمهان الملتبسة بعالم السياسة والمخابرات، أو حذف دنجوانية نزار قباني على سبيل المثال.rlm;
ومن حق أقرباء أسمهان كما كان من حق أقرباء نزار قباني أن يحصلوا على تعويض مادي مجز يناسب الأجور التي rlm;تدفع في الانتاج التلفزيوني، مثلهما مثل أي صاحب رواية تتحول إلى نص تلفزيوني إن لم يكن أكثر، فجزء كبير من rlm;سهولة تسويق المسلسل يعتمد على اسم وشهرة صاحب الشخصية التي يصور حياتها، ولأن العمل التلفزيوني هو rlm;عمل تجاري وربحي بالدرجة الأولى وإلاّ ماكان تجار اللحوم وباعة البطيخ قد دخلوا ميدانه واستثمروا أموالهم فيه، rlm;ومادفعوا الملايين إلاّ ليحصلوا على أضعافها، وفي هذه النقطة يختلف المسلسل التلفزيوني عن كتاب يؤلف عن حياة rlm;أو في نقد شخصية عامة ما، ويستطيع كاتبه نشره دون استئذان أقرباء تلك الشخصية أو الالتزام بأية حقوق مادية rlm;تجاهها.rlm;
ما لاتعترف به جهات الانتاج الفنية التي تقدم على انتاج مسلسل عن شخصية عامة عادةً هو الحقوق المعنوية والمادية rlm;rlm;(وهذه الأخيرة هي الأهم) لأقرباء تلك الشخصية، ورغم إدعاءاتها على الشاشات وفي الصحف بأنها اختارت انتاج rlm;مسلسل عن شخصية عامة ما من منطلق احترامها وتقديرها لقيمة ومكان وانجازات هذه الشخصية، إلاّ أنها وعند أول rlm;نقطة خلاف مع أقرباء الشخصية، والذي غالباً مايكون مادياً، تكشّر عن أنيابها في وجوههم، وتفرش لهم الملاية وتبدأ rlm;بالردح واللطم، بدون أدنى اهتمام أو احترام على الأقل لصلة القرابة التي تجمعهم بالشخصية التي يروي سيرتها rlm;المسلسل.rlm;
في النهاية ورغم أي خلاف بين جهة انتاج تقدم مسلسلاً عن شخصية عامة وأقرباء تلك الشخصية ما يهم المشاهد هو rlm;رؤية عمل فني مميز، مثل الذي كتبه محفوظ عبد الرحمن عن 'أم كلثوم'، وعندها لن يهمه ماإذا كان أقرباء السيدة أم rlm;كلثوم قد اختلفوا مع الجهة الانتاجية أو المؤلف أو المخرجة، لكن عندما يعرض عمل بالسوء والرداءة اللذان عومل rlm;بهما شاعر كبير كنزار قباني، على يد كاتب سيناريو من الدرجة العاشرة كقمر الزمان علوش ومخرج مفكك كباسل rlm;الخطيب (وكلاهما يملكان تصوراً مزيجاً بين السياحية والعدوانية عن البيئة الدمشقية) في المسلسل الذي حمل اسم rlm;rlm;'نزار قباني'، يصبح الحديث عن الخلاف بين عائلة نزار قباني والجهة المنتجة للمسلسل أهم وأكثر صخباً من الحديث rlm;عن المسلسل نفسه، وهو مالا أرجوه لمسلسل 'أسمهان'! ملائكة وشياطين أول فكرة خطرت لي وأنا أتجول في دراما rlm;رمضان الدينية هي أنه إذا كان سكان هذه المنطقة من الأرض بالسمو الأخلاقي والصفات الملائكية والنبل الفروسي rlm;التي تقدمهم بها المسلسلات الدينية، فلماذا خص الله منطقتنا بعدد كبير من الأنبياء والرسل وبثلاثة أديان سماوية rlm;تحوي كمّاً كبيراً من أوامر النهي والزجر والتحريم، ومايفوقه من صيغ التهديد والترهيب والوعيد، وما يزيد عنهما rlm;في وصف أشكال وأنواع وطرق التعذيب والعقاب، ولماذا حدثت بين أبناء البطن الواحد والدين الواحد معارك طاحنة rlm;ومخزية واجه فيها الابن أباه، وصفّت الأم ابنها، وقتل الشقيق شقيقه، ليس في سبيل نشر الدعوة، أو إعلاء كلمة الله، rlm;وإنما بحثاً عن مغنم، أو طموحاً إلى سلطة، أو رغبة في حكم. وأول سؤال وجهته لنفسي وأنا أمرّ على دراما رمضان rlm;التاريخية هو أنه إذا كان أعداء العرب روماً أو فرساً أو أتراكاً في مسلسلات التاريخ البعيد، أم أوروبيين أو rlm;إسرائيليين في مسلسلات التاريخ القريب، يظهرون في الدراما العربية شخصيات كاريكاتورية تستحق الرثاء، rlm;مضحكة وماجنة لا همّ لها إلا شرب الخمر وملاطفة النساء ، فكيف تسنى لهم على اختلاف أنواعهم احتلال منطقتنا rlm;وحكم شعوبها لعقود (وبعضهم لقرون)، وإذا كانوا فعلاَ بهذه الصورة الكاريكاتورية التي يظهرون بها في مسلسلاتنا rlm;واستطاعوا حكمنا فما الذي كانت عليه صورتنا الحقيقية إذاَ!rlm;