مطلق مساعد العجمي

نهايات العام المنصرم 2008 كانت laquo;مش ولا بدraquo;، بل كانت مأساوية وكارثية، ولشدة بعض كوارثها فإن هذه الكوارث سترافقنا لعدة أيام وأسابيع، وربما لعدة شهور خلال رحلة العام الجديد، ففي الربع الأخير من ذلك العام اجتاح العالم (تسونامي) الأزمة المالية العالمية التي تحولت بسرعة إلى كساد عظيم وركود اقتصادي قد يستمر لعدة أعوام، وقد يقول بعضكم (فال الله ولا فالك)، ما علينا مسامحكم، والمسامح كريم، وفي الأسابيع والأيام الأخيرة من العام 2008 انهمرت ورُفعت laquo;الجواتيraquo; وlaquo;القنادرraquo;، ودخلت لغة السياسة من جديد بدءاً بقنادر الزيدي، مرورا laquo;بجوتيraquo; النائب وليد الطبطبائي، وانتهت برفع النعال والقنادر والجواتي في المظاهرة التي سارت في طهران قبل ثلاثة أيام احتجاجا على عدوان إسرائيل على غزة المغدورة!!

وأعتقد أن أهم ما سجله العام المنصرم laquo;بالصرماياتraquo; أو laquo;القنادرraquo; هو فشل ثلاثة مجاميع من الخبراء والمحترفين في العالم ولدينا، وهي مجموعة خبراء المال والاقتصاد، ومجموعة خبراء السياسة، ومجموعة خبراء الطقس والمناخ. فقد فشلت المجموعة الأولى في التنبؤ بأحوال العالم المالية والاقتصادية، ولذلك وجد هذا العالم نفسه -وفجأة- في قلب الإعصار أو الزلزال المالي، ودون سابق إنذار واضح ومبكر، ما دفع بعض الكتاب والمحللين للمطالبة بسحب جوائز laquo;نوبلraquo; ممن حصلوا عليها في علوم المال والاقتصاد!

وفشلت المجموعة السياسية في تحقيق السلام في الشرق الأوسط فتناسلت كوارثه في السودان والصومال، وظهر القراصنة الصوماليون من جديد ليهددوا بعض شرايين العالم البحرية، ويستولوا على بعض السفن والبواخر، ويحققوا من وراء ذلك مكاسب بعشرات الملايين، حتى أصبح فارس أحلام الفتاة الصومالية هو القرصان، وجاءت أحداث laquo;مومبايraquo; المأساوية وأثارت التوتر الشديد بين الهند وباكستان، والذي مازال قائما وينذر بالانفجار في أي لحظة، والحرب والعنف مازالا قائمين في أفغانستان، وفي أواخر أيام ذلك العام المرقم 2008 laquo;انفجرتraquo; إسرائيل في غزة كالقنبلة الموقوتة، فقتلت المئات وجرحت الآلاف ودمرت وماتزال تقتل وتدمر، وقد وفرت قيادة حماس العديد من الذرائع لإسرائيل لكي تخنق غزة حتى الموت، وإن كانت اسرائيل خبيرة في اختلاق الذرائع متى ما شاءت، ولا نملك إلا أن ندعو الله جلت قدرته بأن يرفع البلاء عن أهل غزة الذين لا ناقة لهم ولا جمل في ألاعيب السياسة!!

أما المجموعة الثالثة من الخبراء laquo;الفاشلينraquo; خلال العام 2008 فهم خبراء الطقس والمناخ والتنبؤات الجوية في الكويت، الذين بشرونا بموسم مطير وربيع وفير، ولكن تنبؤاتهم ذهبت مع الغيوم التي تطل علينا، ثم تذهب لتمطر في العراق وإيران كما قال الخبير الدكتور صالح العجيري!