الحوادث كانت من نصيب ماجد المهندس ومنة شلبي.. والإشاعات طالت عادل إمام وإلهام الفضالة

شريف صالح - النهار الكويتية


انتهى العام 2008 فما الذي يبقى في الذاكرة منه؟ أفراحنا وأحزاننا الخاصة أم ما قرأنا ورأينا في وسائل الإعلام؟ هل حصاد العام هو كشف حساب بالغث والسمين أم تسليط الضوء مرة أخرى على ما كان مدوياً وصاخباً؟ هل زواج فنانة أو طلاق فنان حدث فني يستحق الذكر؟ لا بأس أن يتقمص المرء أحياناً دور المؤرخ ويرصد ما يراه جديراً بالتدوين في صفحة التاريخ. وعلى عكس ما درجت عليه وسائل الإعلام في الاستعانة بأرشيفها ورص أكبر قدر ممكن من المعلومات والأخبار الفنية، دعونا ننظر من مجهر مختلف إلى ما أصبح ماضيا.. عبر حوار متخيل بين قارئ ومؤرخ فني.


ما أبرز حدث فني؟

قتل المغنية اللبنانية سوزان تميم واتهام رجل الأعمال البارز هشام طلعت مصطفى.. فكونها مطربة شابة والخبر جاء مفاجئا وصاعقا والمتهم شخصية سياسية واقتصادية من الوزن الثقيل. كتبت آلاف المقالات عن الحادثة وأسرارها وثالوث: السلطة و المال والجمال. بالإضافة إلى الطابع الدولي للجريمة حيث لعبت مدن كثيرة دورا في اللغز أو كشفه خصوصا دبي والقاهرة وبيروت ولندن. الجريمة وقعت في دبي أواخر يوليو الماضي ووجدت فيها وسائل الإعلام مادة خصبة لعرض صور وتخيلات عن كيفية تنفيذها باستخدام laquo;السكينraquo; وما قيل عن تشويه جثتها وفصل رأسها عن جسدها. كما أشعل سوق النشر الخلافات العائلية بين زوجها وأهلها.. ومازال المنفذ الضابط السابق محسن السكري والمحرض رجل الأعمال محبوسين على ذمة القضية. ويبدو أن الرصاص مزعج في تنفيذ جرائم القتل أو أن المسدسات ليست متوافرة بما يكفي مقارنة بالسكين التي ظهرت في جريمة أخرى مروعة وقعت في نوفمبر الماضي وراح ضحيتها ابنة المغنية المغربية ليلى غفران وصديقتها. ووقعت الحادثة المروعة في مدينة ستة أكتوبر.. وكالعادة أفاضت وسائل الإعلام في تشريح الجريمة وما فعله الجاني بالسكين من بقر ونحر، مع الغمز من سلوك الضحيتين كنوع من التوابل والبهارات.

والطريف أن المتهمين في القضيتين قبض عليهم في زمن قياسي، وكشفت تصريحات أجهزة الشرطة ارتكاب أخطاء فادحة في التنفيذ. لكن ثمة كلام أن العامل المتهم اعترف تحت ضغوط بجريمة لم يرتكبها، وآخر كلام أن الحمض النووي يثبت تورطه في قتل الفتاتين مقابل مئتي جنيه أو عشرة دنانير سرقها بعد الجريمة.

طبعا، هاتان الحادثتان المروعتان، ليستا حدثاً فنيا بالمعنى الدقيق، لكن الفن كان طرفا مهماً، وهما ما شغلا الوسط الفني في الشهور الماضية وحتى هذه اللحظة. كما شغلتا بالدرجة نفسه الرأي العام في العالم العربي كله.

جائزة العام؟

طبعا في كل عام يثار الجدل حول جائزة laquo;الميوزيك أوردraquo; وما تدفعه أليسا وغيرها مقابل الفوز بالجائزة التي ذهبت هذا العام إلى نانسي عجرم.. طبعا هناك عشرات الأسئلة الجديرة بالنظر: لماذا لا يفوز بها سوى نجوم روتانا ولم يفز بها مثلا محمد منير؟ ولماذا كل مطرب يفوز بجائزة في أيامنا هذه يقيم المؤتمرات ويوزع التصريحات بأنه laquo;لا يشتري الجوائز مثل غيره؟raquo; على طريقة laquo;يكاد المريب أن يقول خذونيraquo;. لكن أهم جائزة فنية هذا العام كانت حصول المسلسل الأردني laquo;الاجتياحraquo; على جائزة إيمي العالمية كأفضل مسلسل درامي طويل متفوقاً على أكثر من 500 عمل، وهو من إخراج شوقي الماجري وبطولة عباس النوري وعرضته LBC قبل عامين لكن لم ينل حظه من الاهتمام.

وفي سياق الجوائز، في الكويت، فازت القديرة حياة الفهد بجائزة الدولة التقديرية ومحمد المنيع بالتشجيعية وناصر كرماني بتشجيعية الإخراج.

أخطر تصريح فني؟

هناك الكثير من التصريحات العنترية التي يتبارى الساسة والإعلاميون والفنانون العرب في إطلاقها على مدار الساعة.. ولا تخلو من طرافة وغرابة أحيانا.. على سبيل المثال نقيب الفنانين في سورية صباح عبيد ترك شؤون النقابة وتخصص في متابعة مطربات الفيديو كليب أمثال أليسا وهيفاء وهبي.. ومنع هذه أو تلك من دخول سورية.. وبعد أن أصبح مادة يومية في وسائل الإعلام اختفى فجأة من منصبه وقيل إنه استقال أو أقيل.

لكن التصريح الأقوى الصادر على لسان فنان كبير كان من نصيب فنان العرب محمد عبده حين استضافه نيشان في laquo;العرابraquo; على MBC وقال في معرض الفخر بوطنه إن laquo;النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- سعوديraquo; ثم عاد واعتذر موضحاً مع تركي الدخيل في laquo;إضاءاتraquo; على شاشة العربية وقال إن laquo;الأمر مجرد خطأ في التعبيرraquo;!

كما تواصل ميادة الحناوي ظهورها المتقطع في بعض البرامج الفنية وإطلاق تصريحاتها المثيرة للجدل مثل هجومها على وردة وعبدالله الرويشد. وقد يكون الأمر من أعراض الشيخوخة كما قال البعض أو بحثا عن الضوء المفقود. وأخيراً من الضروري التنويه بتصريح الفنان الشاب أحمد الفيشاوي واعترافه الصريح بابنته لينا بعد سنوات من الفضائح والمحاكم.. وهو اعتراف شجاع لو قام به منذ البداية لوفر على نفسه وعلى الطفلة المسكينة الكثير من المهازل!

أهم مسلسل عربي؟

هناك أعمال كثيرة جيدة لكن أرشح منها للمشاهدة laquo;أسمهانraquo; وlaquo;أبوجعفر المنصورraquo;. وهناك أعمال كثيرة أثارت ضجة ونالت شهرة لا تستحقها من الأفضل ألا نذكرها.. وأعمال اشتهرت ولم نرها بسبب منعها قبل العرض أو بعد بث الحلقات الأولى منها laquo;سعدون العواجيraquo; وlaquo;فنجان الدمraquo; وكلاهما من الأعمال البدوية. بالنسبة للدراما الكويتية كان هناك ما يشبه الإجماع على تميز laquo;الفطينraquo; وlaquo;عيون الحبraquo;. وبدرجة أقل laquo;فضة قلبها أبيضraquo; وlaquo;التنديلraquo; وlaquo;الدايةraquo; وlaquo;لاهوبraquo;. والسؤال الجدير بالنقاش أين ذهب laquo;طاش ما طاشraquo; هذا العام؟! ومع نهاية العام أعلن إتحاد المنتجين العرب القائمة الذهبية لأفضل مائة مسلسل عربي ضمت أكثر من عمل كويتي أبرزها laquo;درب الزلعةraquo; و laquo;عرس الدمraquo; و laquo;الفطينraquo;.

أفضل فيلم عربي؟

في الكوميديا فيلم laquo;آسف على الإزعاجraquo; للفنان الشاب أحمد حلمي. وفي التراجيديا الفيلم الجزائري laquo;مسخرةraquo; أو الفلسطيني laquo;ملح هذا البحرraquo;. كما يستحق الفيلم السعودي laquo;مناحيraquo; التنويه حيث عرض في جدة والطائف بعد أكثر من 30 سنة على إيقاف السينما

في المملكة على الرغم من عدم وجود نص قانوني يمنعها.

والفيلم بطولة فايز المالكي وترعاه روتانا.. لكن للأسف الجمهور العربي سيظل مشغولا أكثر بالفيلم الإباحي المنسوب إلى المغنية اللبنانية هيفاء وهبي والذي قيل إن موقعاً فرنسياً يبثه مقابل دولارين، أي أرخص من تذكرة السينما.. وطبعا اتهمت هيفاء خصومها وعلى رأسهم الصحافية اللبنانية نضال الأحمدية بفبركة الفيلم وترويجه.

أفضل أغنية أو كليب؟

هناك ألبومات كثيرة صدرت لكل النجوم حيث تحول إطلاق الألبومات إلى عادة سنوية، وهناك كليبات لا حصر لها على عشرات القنوات.. لكن الحقيقة لا يوجد أغنية واحدة أو كليب تحول إلى ظاهرة مثلما حدث مع laquo;حبيبي يا نور العينraquo; أو laquo;كامنناraquo; أو laquo;أخاصمك آهraquo;.. أو laquo;شخبط شخابيطraquo;.. بالعكس معظم اهتمامات المطربين والمطربات كانت بعيدة عن الغناء نوعا ما، مثل اتهام راغب علامة بالتهرب الضريبي، وانشغال عمرو دياب بسيرته الذاتية وهل ستعرض في برنامج أم فيلم سينمائي.. ورد كارول سماحة على اتهامها بالرقص الجريء والمبتذل في مصر حيث قالت إن ما قدمته هو رقصة التانغو المعروفة.. وهناك مجموعة كبيرة جداً من القضايا المتعلقة بالنقابات الفنية وشركات الإنتاج أبطالها شيرين، ميريام فارس، نيكول سابا، وخالد سليم.

لكن الكليب الذي أثار جدلاً هو غناء ورقص المغني الشعبي سعد الصغير مع فتاة مغمورة في فرح شعبي.. وتم القبض عليه واتهامه بالقيام بفعل فاضح خصوصاً بعد تصوير الكليب وبثه على الانترنت والهواتف المحمولة.. لكن سعد دافع عن نفسه بأن الفرح قديم قبل أن يدخل عالم الشهرة والثراء!!

قضية فنية تستحق النقاش؟

علاقة الفنانين بالمخدرات وlaquo;الحشيشraquo;.. ففي كل عام تثار قضية أو أكثر حول تورط مطرب أو ممثل في قضية مخدرات والتهمة غالبا هي laquo;التعاطيraquo; وليس laquo;الترويجraquo;! فهلا هناك علاقة بين الغناء والتمثيل وتدخين الحشيش وlaquo;سحب الأنفاسraquo;؟! الموضوع يحتاج إلى دراسة نفسية واجتماعية عميقة.. وآخر من وجهت إليه هذه التهمة المغني المصري شعبان عبدالرحيم أو laquo;شعبولاraquo; بعدما ضبطت الشرطة في جيب معطفه قطعة حشيش لكن شعبان نفى التهمة عن نفسه وتنكر للمعطف كله.

أما المتهم الثاني فهو المطرب السوري جورج وسوف أو الوسوف الذي سافر كي يغرد في أوروبا ثم فوجئنا بخبر القبض عليه في السويد ثم الإفراج عنه بعد أيام، ورغم كل ما نشر لكن أبعاد القضية ليست واضحة تماما.

لقطة العام؟

اللقطة الفنية التاريخية والمشهد السينمائي الذي لن يُنسى.. هو مشهد قذف الصحافي العراقي منتظر الزيدي الرئيس الأميركي جورج بوش بحذائه. وبغض النظر حول الموقف السياسي والقانوني لهذا الفعل، وتأييده أو معارضته.. لكنه لقطة فنية بامتياز وأقرب إلى الكوميديا الهزلية العفوية سواء في سرعة رد فعل بوش ولياقته العالية في تفادي laquo;الفردةraquo; الأولى أو محاولة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في صد laquo;الثانيةraquo;. ويكفي أن موقع يوتيوب وحده وضع أكثر من رابط للمشهد، وبعضها حظي بأكثر من مليوني متفرج. بالإضافة إلى ما دبج من مقالات ونكات وقصائد وقصص أدبية بل وألعاب على الانترنت مستوحاة من المشهد.

نجم العام؟

النجومية تقاس بالقيمة والأداء أم بالشهرة؟ بغض النظر عن الإجابة فإن أبطال مسلسلي laquo;نورraquo; و laquo;سنوات الضياعraquo; لميس ويحيى ومهند ونور.. يستحقون جميعا لقب laquo;نجم العامraquo; في العالم العربي قياسا إلى نسب المشاهدة التي حظيت بها فضائية MBC بعد عرض هذين العملين التركيين مدبلجين باللهجة السورية.. وقياسا إلى حجم الإعلانات والدعوات والمؤتمرات والمقالات على شرف هؤلاء الأربعة الذين لا نعرف أسماءهم التركية بقدر ما تحولت صورهم وأسماءهم الدرامية إلى ماركة مسجلة ومطية للشهرة لكل من يريد. بل ما أكثر التحقيقات الصحفية عن تأثير وسامة مهند على النساء أو سحر نور على الرجال!

أجمل اشاعة؟

الاشاعات تكون أحيانا قاتلة ومميتة أو ثقيلة الظل مثل اشاعة وفاة عادل إمام، وسعيد صالح ومحمد عبده وإلهام الفضالة.. لكن اشاعات الزواج وقصص الحب هي الأكثر حضوراً.. وأبرزها تزويج سمية الخشاب مرتين بمجرد الإعلان عن طلاقها من رجل الأعمال الخليجي الذي لم يعلن عن اسمه حتى اليوم.. مروجو الإشاعات زوجوا سمية من المنتج كامل أبو علي ومن المخرج خالد يوسف. ولا ننس إشاعة طلاق ليلى علوي من زوجها رجل الأعمال منصور الجمال. وزواج إلها شاهين من صاحب محل حلويات.

البرلمان الأكثر نشاطاً في متابعة القضايا الفنية؟

من واقع ما ينشر في وسائل الإعلام يأتي البرلمان المصري ثم الكويتي في المقدمة عربياً، حيث قيل إن أكثر من قضية نوقشت أو كادت أن تناقش في البرلمان وتقدم بشأنها استجوابات.. مثل رقصة دينا المثيرة للجدل في إحدى المدارس، وتصوير هيفاء مشاهد من فيلمها laquo;دكان شحاتةraquo; في مدرسة أخرى.. وهجوم إحدى الفتيات على تامر حسني أثناء حفلة له في الكويت، وطبيعة الضوابط الخاصة بإقامة الحفلات ومنع جولات برامج مثل laquo;ستار أكاديميraquo;.

ماذا عن أحوال القلب والزواج والطلاق؟

هذا العام كان حافلاً بإعلان الارتباط والخطوبة والزفاف.. وأبرز المنضمين إلى القفص الذهبي نانسي عجرم التي تزوجت طبيبا شابا، أمل حجازي وارتبطت بـ laquo;جواهرجيraquo; معروف، ملحم زين وتزوج من ابنة الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، راشد الماجد ومضيفة مغربية، هند صبري ورجل أعمال مصري، شريف رمزي ومنة ابنة حسين فهمي وميرفت أمين، نهى نبيل وأمل العوضي وتردد أن شرط الزواج اعتزالهما للعمل الفني، ميرنا وليد خطف شاب يعمل طيارا قلبها، وأيضا المطرب حمادة هلال دخل القفص الذهبي مع نهاية العام. لكن بعض المشاهر زوجوا أبناءها بدلاً من أن يتزوجوا مرة أخرى.. منهم محمود سعد الذي احتفل بزفاف ابنته على نجل مدير التصوير محمود عبدالسميع وزفاف ابنة عزت العلايلي على رجل أعمال، ونجل السينارست المعروف محمد جلال عبدالقوي.

أما أشهر المنضمات إلى نادي المطلقين والمطلقات فهم: دوللي شاهين، نوال الزغبي، رويدا عطية، هنا شيحة، أنغام، ونهال عنبر بعد زواج دام ثلاثة أشهر فقط، ومشاعل الزنكوي. كما فسخت خطوبة كل من ديانا كرازون وبدرية أحمد.

ماذا عن دفتر الموت والمرض والحوداث؟

هذا الدفتر كان حافلاً بالأحزان والأسى، ففي الكويت غيب الموت ثلاثة فنانين كبار هم خليل إسماعيل وعلي المفيدي والملحن خالد الزيد، بعد صراع مع المرض. وفي القاهرة رحل المخرج الكبير يوسف شاهين، الممثلة زيزي مصطفى بطلة فيلم laquo;البوسطجيraquo; والفنانة سعاد حسين والسينارست أنور عبدالله وهما والدا الفنانة سماح أنور والمخرج ياسين إسماعيل ياسين. وفي سورية ولبنان رحل رواد كبار منهم ليلى كرم، محمود جبر، ومحمد خير الحلواني.

وهناك عدد كبير من الفنانين تعرضوا لأزمات صحية متفاوتة في خطورتها على رأسهم: عبدالكريم عبدالقادر، عاد إمام، داود حسين، ميرفت أمين، عمر الحريري، أبوبكر سالم، ووديع الصافي.

أشهر المصابين في الحوادث هذا العام المطرب العراقي ماجد المهندس وتعرض لحادث مروع في باريس، والملحن المصري محمد رحيم، والممثلة منة شلبي.