اتصالات سليمان شملت أمير الكويت

السنيورة حدّد laquo;خريطة طريقraquo; لإنهاء العدوان على غزة

بيروت - ليندا عازار

... في اليوم الثالث على بدء الهجوم الاسرائيلي البري على غزة، بقيت بيروت laquo;على سلاحهاraquo; السياسي والديبلوماسي، تواكب وتشارك في الاتصالات laquo;العالميةraquo; الباحثة عن laquo;مكوناتraquo; حلّ دولي عربي اقليمي يتيح إطفاء laquo;نار غزةraquo;، وتستنفر أجهزتها الأمنية لمنع اي laquo;ضغط على الزنادraquo; من بوابة جنوب لبنان الذي تضع تل ابيب laquo;عيونهاraquo; عليه فيما laquo;يداهاraquo; تفتكان بالقطاع الذي laquo;قطعتهraquo; شطريْن.
وعلى وقع تماسُك داخلي لا يزال laquo;صامداًraquo; وتصاعُد وتيرة التحركات في الشارع الذي تُبذل جهود حثيثة لإبقائه laquo;ممسوكاًraquo; بعدما شهد امس صداماً جديداً بين القوى الامنية ومتظاهرين على تخوم السفارة الاميركية عوكر (المتن)، وفيما عزز الجيش اللبناني وقوة laquo;اليونيفيلraquo; الإجراءات جنوباً خوفاً من تحول المنطقة laquo;دفرسوارraquo; لتخفيف الضغط عن غزة، رصدت بيروت laquo;الاندفاعةraquo; الديبلوماسية الدولية التي برزت على أكثر من صعيد سواء في اتجاه المنطقة مع وصول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليها امس على ان يزور لبنان اليوم، او في أروقة مجلس الامن في محاولة لإنضاج صيغة تنهي laquo;حرب غزةraquo; وتراوح الأفكار المطروحة في سياقها بين laquo;حدّيْنraquo; هما:
* ابتكار تفاهم شبيه بـ laquo;تفاهم ابريل 1996raquo; (عقب عملية laquo;عناقيد الغضبraquo; الاسرائيلية) الذي أُبرم على قاعدة امتناع laquo;حزب اللهraquo; والمنظمات الفلسطينية كما اسرائيل عن مهاجمة المدنيين وشكّل اول اعتراف laquo;دوليraquo; بحق laquo;حزب اللهraquo; بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، علماً ان هذا التفاهم راقبه فريق ضمّ أعضاء من سورية ولبنان وفرنسا والولايات المتحدة واسرائيل.
* اما الحدّ الثاني فهو صدور قرار laquo;1701 فلسطينيraquo;، على غرار الـ 1701 الذي صدر في 11 اغسطس 2006 في أعقاب laquo;حرب الـ 33 يوماًraquo; بين laquo;حزب اللهraquo; واسرائيل التي بدأت في 12 يوليو من العام نفسه، وهو القرار الذي أنهى العمليات العسكرية ونص على وقف دائم لإطلاق النار (لم يُعلن بعد) على قاعدة إنشاء منطقة خالية من أيّ عناصر مسلّحة وعتاد وأسلحة بين laquo;الخط الأزرقraquo; (الحدود اللبنانية مع اسرائيل) ونهر الليطاني، وتعزيز قوة laquo;اليونيفيلraquo; في الجنوب وتطوير مهماتها (كالرقابة البحرية وقواعد الاشتباك) ومنع مرور اي سلاح الى لبنان إلا بإذن حكومته، ووضع اقتراحات لنزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان وترسيم حدوده الدولية.
وفيما يبدو ان حركة laquo;حماسraquo; يناسبها laquo;تفاهم ابريلraquo; فلسطيني laquo;تنتزعraquo; عبره اعترافاً بشرعيتها، فان اسرائيل لن ترضى بأقلّ من laquo;1701 فلسطينيraquo; ينهي خطر الصواريخ laquo;الغزاويةraquo; ويحظى بضمانات ومراقبة دولية على الأرض، علماً ان هذين الحدّين سبق لفرنسا ان كانت من المساهمين الرئيسيين في التوصل اليهما. ولعلّ هذا ما يجعل زيارة الرئيس ساركوزي للمنطقة التي بدأها امس من مصر ثم الضفة الغربية فاسرائيل ذات دلالات مهمة. علماً ان محطته في بيروت، التي يصلها اليوم بعد زيارة لسورية، كانت مقررة قبل التطورات في غزة، وهذه المرة الثانية التي يحلّ فيها ضيفاً على العاصمة اللبنانية في غضون ستة أشهر اذ كان زارها بعيد انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية في 25 مايو الماضي.
وعشية وصوله الى المنطقة كان لافتاً تأكيد ساركوزي، الذي ترأس بلاده مجلس الامن الدولي لهذا الشهر والذي يفترض ان يلقي اليوم كلمة مهمة في جنوب لبنان خلال تفقد وحدة بلاده العاملة في laquo;اليونيفيلraquo;، تنديد فرنسا وشركائها الاوروبيين بالهجوم البري الاسرائيلي على غزة laquo;لانه يجعل فرص السلام أبعدraquo;، كما ندد laquo;بالشدة نفسهاraquo; بمعاودة حركة laquo;حماسraquo; اطلاق الصواريخ على اسرائيل وحملها laquo;مسؤولية كبيرة عن آلام الفلسطينيين في غزةraquo;.
وقال الرئيس الفرنسي في مقابلة مع ثلاث صحف لبنانية: laquo;يجب ايجاد الوسيلة للوصول في اسرع وقت الى وقف اطلاق النار وتوفير فرصة العودة الى عملية السلام. ولهذا السبب انا اليوم هنا للمساعدة على ايجاد حلraquo;.
وعبّر عن ارتياحه البالغ لما تم حتى الآن بين لبنان وسورية حيث من المتوقع ان يتبادلا التمثيل الديبلوماسي قريباً، معتبراً أن هذه الخطوة تشكل laquo;مرحلة تاريخيةraquo; لا رجعة فيها في عملية التطبيع بين البلدين لكنه قال laquo;مع ذلك فإنني لست ساذجا، وأُدرك أنه ما يزال هناك العديد من المراحل التي ينبغي قطعهاraquo; بين البلدين، مؤكداً انه سيكون حازماً في شأن تنفيذ التزامات البلدين المتعلقة laquo;بترسيم الحدود وتسوية ملف المفقودين المؤلمraquo;.
ووجّه رسالة إلى الشعب اللبناني مفادها laquo;تابعوا الجهود التي بدأتموها، وتابعوا التقدم في طريق الحوار والمصالحة، وتابعوا بناء لبنان السيد الحر والديموقراطي الذي يتطلع إليه كل اللبنانيين، فأنتم تنجزون معاً شيئاً خارقاًraquo;.
وكشف أن فرنسا ستسلم لبنان في الفصل الأول من هذا العام أسلحة وزورقاً فرنسياً للبحرية، laquo;أما من حيث توفير التجهيزات، فالطلبات التي تعبر عنها السلطات اللبنانية تُدرس دائماً باهتمام كبيرraquo;.
وأعلن laquo;ان فرنسا تتحمل مسؤولية خاصة، هي مسؤولية المجازفة من أجل المساعدة على إيجاد حل وإعادة فرصة الأمل بالسلام في المنطقة، وقال إن من لا يجازف بالفشل يحرم نفسه من فرصة النجاحraquo;.
وفيما وضعت بيروت اللمسات الاخيرة على التحضيرات لاستقبال ساركوزي الذي سيلتقي نظيره اللبناني ورئيسيْ البرلمان نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة، واصل المسؤولون اللبنانيون مشاوراتهم مع الدول العربية والغربية، فيما غادر وزير الخارجية فوزي صلوخ الى نيويورك حيث انضمّ الى وفد جامعة الدول العربية برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي يفترض ان يكون باشر امس اتصالات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون وممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والأعضاء الآخرين سعياً الى قرار من المجلس عن الأوضاع في غزة.
وبدا واضحاً تركيز الرئيس اللبناني على وجوب رأب الصدع في الجبهة العربية التي تكرّس laquo;تفسّخهاraquo; على خلفية الحرب على غزة وأدى الاستقطاب الحاد بين الدول الرئيسية فيها الى laquo;تطييرraquo; القمة الطارئة التي يزداد الضغط في اتجاه عقدها بمعزل عما يدور في اروقة مجلس الامن الذي لن يتوصل الى قرار بوقف النار في غزة الا ضمن laquo;سلة كاملةraquo; ومتكاملة تكرّس موازين القوى التي فرضتها اسرائيل على الأرض بقرار لن تقبل تل ابيب ومعها الولايات المتحدة بأقلّ من ان يضمن ما تعتبره الدولة العبرية laquo;أمنها وحقها في الوجودraquo;.
ومن هنا ركّز الرئيس اللبناني في اتصالاته على ضرورة القيام بعمل عربي مشترك وعاجل للتضامن مع الشعب الفلسطيني والنظر في السبل العملية الكفيلة بوضع حد فوري لهذا العدوان، لافتاً الى ان المدخل لهذا العمل العربي يكون من خلال عقد قمة طارئة وعاجلة لا يزال مكان انعقادها عقدة في ذاته.
وكانت اتصالات سليمان شملت كلاً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، الرئيس السوري بشار الأسد، الرئيس المصري محمد حسني مبارك، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أمير دولة الكويت الشيخ صباح الجابر الأحمد الصباح، أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي تشاور معه مرتين في السبل الكفيلة بوضع حدّ فوري للعدوان على غزة والتوافق على موقف موحّد لاعتماده في مجلس الأمن والجامعة العربية.
في غضون ذلك، رأى السنيورة ان تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة وتحوّله غزواً برياً laquo;يؤشر إلى أن إسرائيل ماضية في مخططاتها العدوانية، ضاربة بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدولية، وهي بدل أن تتعظ وتستوعب الدروس من محاولة غزوها الفاشلة للبنان، ها هي تعود لارتكاب ذات الأخطاء والجرائم بحق إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزةraquo;.
وقال السنيورة في تصريح له: laquo;إن هذا الأسلوب لن يوصل إسرائيل إلى أي نتيجة، بما في ذلك عدم ضمان أمنها، لكنه يؤدي إلى تعميق المآسي لدى الشعب الفلسطيني ويضر بقضيتنا الكبرى في فلسطين. إلا أنه ومع ذلك نؤكد أنه قد سبق لهذه التجارب أن فشلت وهي ستفشل كذلك في كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإصراره على التمسك باسترجاع حقوقه السليبةraquo;.
وكرر تمسك لبنان laquo;بالمبادرة العربية، باعتبارها محل إجماع عربي، ورفضنا لكل المحاولات التي تعمل على فرض إرادات أو برامج خارج هذه المبادرة أو من خلال اختلاق المعارك الوهمية أو الجانبية أو بث الفرقة بين الفلسطينيين أو بين العرب فيما بينهم. لأنها المبادرة التي يمكن أن تؤمن إنشاء الدولة الفلسطينية وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينيraquo;.
ودعا laquo;للعمل عربيا ودوليا على تحقيق النقاط التالية وبأسرع وقت:
أ - العمل على وقف إطلاق النار فورا ورفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر.
ب - انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها.
ج - الشروع في محادثات بإشراف الأمم المتحدة ومشاركة الجامعة العربية، لتنفيذ المبادرة العربية موضع الإجماع، لاستعادة الشعب الفلسطيني حقوقه وتثبيت الاستقرار في المنطقة مع التشديد على وجوب أن يلحظ أي قرار يمكن أن يتخذ في مجلس الأمن الحرص على بقاء أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية في غزة والضفة متصلة وواحدة وموحدةraquo;.
وبقيت بيروت على تواصل مع نيويورك لمواكبة المشاورات التي تسبق انعقاد جلسة مفتوحة لمجلس الأمن عن الأوضاع في غزة مبدئياً اليوم.

كتاب إلى ساركوزي عن تجاوُز الاتحاد الأوروبي
ملف المعتقلين في سورية

عشية وصول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى دمشق وبيروت وجّهت مؤسسة laquo;حقوق الانسان والحق الانسانيraquo; وlaquo;لجنة عائلات المعتقلين في السجون السوريةraquo; كتاباً مفتوحاً اليه طالبته فيه بتوضيح اسباب تجاوز الاتحاد الاوروبي قرار التوصية الصادر عن البرلمان الاوروبي في 12 مارس 1998 الذي ادرج قضية المعتقلين في صلب اي اتفاق شراكة بين دمشق والاتحاد.
واعتبر الكتاب الذي تم الإعلان عنه في مؤتمر صحافي laquo;ان تجاوز هذه التوصية يعد اخلالا بالتعهدات التي قطعها الاتحاد الاوروبي على نفسه لجهة احترام قضايا حقوق الانسان في منطقة حوض البحر المتوسط وفي منطقة الشرق الاوسط تحديداraquo;.
واعرب عن laquo;القلق البالغ من مدى التزام الاتحاد الاوروبي احترام حقوق الانسان في الشرق الاوسط ولبنان، وتحديدا قضية المعتقلين في السجون السورية، التي سبق وتعهدت الادارة الفرنسية وفي اكثر من مناسبة العمل على حلهاraquo;. وقال: laquo;خشيتنا تنبع من توقيع الاتحاد الاوروبي وبالاحرف الاولى على اتفاق الشراكة مع الجمهورية العربية السورية من دون الاخذ في الاعتبار الوعود التي قطعها الاتحاد ومؤسساته على هذا الصعيد لجهة تحرير المعتقلين وتبيان مصيرهمraquo;.
وطالب الكتاب الرئيس ساركوزي والاتحاد الاوروبي بتقديم laquo;ايضاح الى الرأي العام اللبناني ومؤسسات حقوق الانسان المعنية عن سبب هذا التراجع في مواقف الاتحاد الاوروبي، علما ان قضية المعتقلين في سورية لم تجد حلا لها استنادا الى مقررات البرلمان الاوروبي والتزامه العلني الصادر في 12 مارس 1998raquo;.

اعتصام laquo;إعلاميraquo; على بوابة فاطمة

بيروت - laquo;الرايraquo;

نفذ مندوبو وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة في قضاءي حاصبيا ومرجعيون (الجنوب) ظهر امس اعتصاماً رمزياً على بوابة فاطمة الحدودية في كفركلا، للتعبير عن تضامنهم مع زملائهم في غزة وlaquo;استنكارا لما يتعرض له الشعب الفلسطيني في القطاع من قتل وتدمير وتنكيل من العدو الاسرائيليraquo;.
وجرى الاعتصام وسط اجراءات مشددة من الجيش اللبناني وعناصر من قوى الامن الداخلي، ومراقبة دقيقية من الجنود الاسرائيليين المتمركزين في الموقع المطل على بلدة كفركلا.
وألقى الزميل علي ضيا كلمة باسم المعتصمين استنكر فيها laquo;العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة وما يرتكب بحقه من مجازر وحشيةraquo;.