جهاد الخازن

اسرائيل تقتل الفلسطينيين في بيوتهم وفي الحقول وفي المساجد، تقتل أسراً بكاملها، أطفالاً مع أمهاتهم، والدول العربية تستطيع لو أرادت أن تسحب مبادرة السلام العربية، إلا أن هذه الدول فقدت الإرادة لذلك تواصل آلة الحرب الإسرائيلية قتل الفلسطينيين.

حكومة اسرائيل التي تضم بقايا النازيين في العالم تحاول عصر آخر قطرة فائدة من إدارة بوش قبل رحيلها، والدول العربية تستطيع، لو أرادت مرة أخرى، أن تضغط على الإدارة الأميركية بألف وسيلة متوافرة لها، غير أنها لا تفعل، والسبب هو فقدان الإرادة إياها.

الفلسطينيون مسؤولون عن الوضع المأسوي في القطاع قبل العرب، فالانقسام زادهم ضعفاً على ضعف، وسياسة حماس أدت الى قتل أكثر من 500 فلسطيني في تسعة أيام مشؤومة.

غير أنني بدأت بمسؤوليتنا حتى لا يقال إنني أنكرها، قبل أن أكمل بمسؤولية الآخرين، ففي الجريمة المستمرة يبرز دور اسرائيل كدولة نازية عسكرية توسعية، لا حق لها بالوجود في الشرق الأوسط.

تسيبي ليفني وأيهود باراك ارهابيان. هي ارهابية وابنة ارهابي وارهابية من عصابة أرغون التي استوردت الإرهاب الى فلسطين والشرق الأوسط. وقد عملت في الموساد مكملة إرهاب أسرتها، وأصبحت تقول الآن إن كل ما تريد اسرائيل هو وقف صواريخ حماس، وهي أيضاً حجة باراك الذي مارس الإرهاب جندياً ولا يزال يمارسه وزيراً، والاثنان يقولان إن الحرب على غزة لا علاقة لها بانتخابات الشهر المقبل، ما يعني أن لها علاقة حتماً.

ثم هناك أكبر كذاب في اسرائيل أو غيرها، أي laquo;الرئيسraquo; شمعون بيريز الذي سمعته يقول: laquo;إن اسرائيل تملك أقوى سلاح في العالم... العدالةraquo;، والله العظيم هكذا حرفياً.

اسرائيل دولة نازية لا تملك حق الوجود سعى الى إقامتها الغرب المسيحي الذي حاول التكفير عن جريمته على حسابنا. واسرائيل صغرى أو كبرى لم توجد يوماً، فالتاريخ التوراتي خرافة وليس تاريخاً، وعدالة بيريز من نوعه.

جورج بوش الذي وعد بدولة فلسطينية مع نهاية 2008 وكذب أو فشل شريك كامل في جريمة اسرائيل، وإدارته قتلت مليون مسلم في ثماني سنوات، لذلك ليس صعباً عليه أن يؤيد قتل 500 فلسطيني أو ألف. وهو اتهم حماس بالإرهاب، مع أن الإرهابي هو اسرائيل بمساعدته، ثم قال إن حماس لا تريد خدمة الفلسطينيين. مَن يريد خدمتهم؟ هو أم نائبه ديك تشيني؟

تشيني سمعته يقول الحقيقة مرة نادرة في حياته فقد أعلن أن اسرائيل لم تطلب أذناً من الإدارة الأميركية لمهاجمة غزة، ولماذا تفعل والإدارة في جيبها وتشاركها حربها على العرب والمسلمين. غير أن تشيني، زعيم عصابة الحرب، لا يستطيع أن يصدَُق طويلاً فهو أكمل بالقول إن اسرائيل عضو في الأمم المتحدة تهاجمها منظمة إرهابية. والصحيح عكس كلامه تماماً، فاسرائيل دولة ارهابية لا يحق لها عضوية أي منظمة دولية، وحماس حركة تحرر وطني، والصحيح الآخر أن تشيني مجرم حرب مطلوب للعدالة.

وأزيد على ما سبق غوردون براون ونيكولا ساركوزي، فكلاهما مع وقف إطلاق النار، إلا أن رئيس وزراء بريطانيا يؤيد الإدارة الأميركية في النهاية، أما الرئيس الفرنسي فيقول شيئاً ويفعل غيره. وعشية الهجوم على غزة أعطيت اسرائيل عضوية في الاتحاد الأوروبي أراها أفضل من عضوية الدول الست الأصلية التي بدأت بالسوق الأوروبية المشتركة في روما. فإسرائيل منحت كل الامتيازات، ولكن من دون أي مسؤولية مالية أو غيرها تجاه الاتحاد الأوروبي. وكانت فرنسا قائدة الحملة في هذا الاتجاه مع أن تشيكيا حملت المسؤولية عمداً، وساركوزي يسلمها رئاسة الاتحاد الأوروبي، ثم يأتي إلينا للتوسط.

وهكذا، وبعد هذه السياحة مع الإرهاب الإسرائيلي والتواطؤ الأميركي - الأوروبي أعود الى مسؤولية الفلسطينيين والعرب، فنحن من العجز ألاّ نستطيع الفوز في مواجهة عسكرية بل إننا لا نربح مواجهة إعلامية، فإسرائيل تحتل وتقتل وتدمر منذ أربعة عقود، ومع ذلك نجحت في التركيز على صواريخ حماس، وعتمت على الاحتلال النازي الذي لولاه ما وجدت حماس أصلاً، ولم يسأل أحد ماذا تتوقع اسرائيل بعد طول الاحتلال؟ أن يرميها الفلسطينيون بالورد أو رز الأعراس؟

إسرائيليون كثيرون، بمن فيهم ليفني، عادوا الى الترانسفير، أو تهجير الفلسطينيين، ونحن بالمقابل نطالب بترانسفير اسرائيلي فيعودون الى البلاد التي أتوا منها، ولا يبقى سوى اليهود العرب الأصليين الذين كانوا في البلاد قبل قيام اسرائيل.

ما أحاول القول هو أن التطرف يغذي التطرف، وإذا كان هناك تطرف فلسطيني ورفض فلأن تطرف الطرف الآخر ألغى حجة المعتدلين من الفلسطينيين والعرب الآخرين، وجعل طالب سلام مثلي يطلب سحب المبادرة العربية.