تتسع لـ6 آلاف موظف وتضم 21 مبنى تحيطها جدران بارتفاع 15 متراً...

بغداد - الحياة

لا يشبه مبنى السفارة الأميركية الذي افتتح رسمياً في بغداد أمس مبنى أي سفارة أخرى في العالم، خصوصاً المبنى القديم الصغير في حي الكرادة الذي شغلته السفارة حتى منتصف الثمانينات.

ويعكس التفاوت في حجم المبنيين ومساحتهما وطريقة بنائهما اختلافا جذريا في الدور الذي تنوي الولايات المتحدة الاضطلاع به في العراق منذ افتتاح اول قنصلية لها في هذا البلد عام 1889.

وأقام السفير رايان كروكر حفلة استقبال ضخمة، صباح امس، في باحة أمام مكتبه، دعا إليها كبار المسؤولين العراقيين، وحضرها نائب وزيرة الخارجية جون نيغروبونتي، للاحتفال برفع العلم على السفارة الجديدة، بعد مرور ايام على تسليم الحكومة العراقية مبنى القصر الجمهوري الذي استخدم كسفارة، طوال السنوات الخمس الماضية. وافتتحت السفارة الجديدة، في خطوة ترمز إلى تحول الولايات المتحدة من قوة احتلال الى حليف لحكومة عراقية ذات سيادة.

وفي الاسابيع الاخيرة انتقل ديبلوماسيون اميركيون بشكل تدريجي الى المجمع الذي شيد حديثا وكلف 592 مليون دولار وهو اكبر مبنى لسفارة اميركية في العالم تاركين القصر الذي شغلوه منذ اطاحة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003.

وكان سياسيون عراقيون اشتكوا من خلل بروتوكولي رافق اجراءات رفع العلم العراقي على مبنى القصر، إذ لم يحضر أي مسؤول اميركي هذا الاحتفال، كما ان الجانب الاميركي رفض انزال العلم واختار ان ينزله قبل إخلائه بيوم واحد ومن دون مراسم.

وكانت اعمال بناء السفارة الجديدة التي تمتد على مساحة 42 هكتاراً على ضفاف دجلة استغرقت اربع سنوات كان خط نقل بغداد - الكويت سالكا خلالها لنقل مواد البناء الخاصة التي جلبت لهذا الغرض.

وقال الرئيس العراقي جلال طالباني خلال الاحتفال إن laquo;التاريخ الأميركي سيفخر بتحرير العراق الديموقراطي الاتحادي المستقل الذي سيكون مثلاً لشعوب الشرق، ومثالاً يقتدى به وعامل استقرار وأمن وسلام بين الشعوب في المنطقةraquo;، فيما اكد نيغروبونتي ان laquo;هذا اليوم يسجل صفحةً جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة والعراق (...) فيقف البلدان جنباً الى جنب، باعتبارهما ندّين قويين واثقين، يعملان معاً بروح الصداقة من أجل هدف مشتركraquo;، معرباً عن أمله في laquo;بناء شراكة لآجال طويلة على أرض العراق العظيمraquo;.

من جهته، اكد كروكر التزام بلاده تعهداتها في اتفاق سحب القوات من العراق والاتفاق الاستراتيجي بين البلدين.

وتختلف تقديرات كلفة بناء السفارة التي انتقل إليها رسميا نحو 1500 موظف، وقد أنشئت لتستوعب 6000 موظف. ويؤكد موظفو السفارة ان الكلفة الأولية للبناء قدرت بـ590 مليون دولار، لكنها وصلت في المراحل النهائية الى 730 مليوناً للمبنى الرئيسي المحاط بـ21 مبنى آخر للسكن والاجتماعات وقاعات سينما وملاعب تنس ومسابح وصالات رياضة داخلية وقاعات احتفالات ومتنزهات.

لكن الشاغل الأمني بدا واضحاً على الشكل الخارجي الذي اختير من ثلاث طبقات بنوافذ عمودية صغيرة ليتماشى مع المتطلبات الأمنية التي استدعت ايضاً انشاء شبكة حديد حول البناء لصد الهجمات الصاروخية، تليها جدران من الإسمنت المسلح. بالاضافة الى اختيار البناء الافقي. وأحيط كل ذلك بجدار اسمنتي ارتفاعه 15 متراً مزود أجهزة تحسس وكاميرات مراقبة وحراسة مشددة.