فاتح عبدالسلام

ليس هناك وضع أسوأ للعرب مما هم عليه الآن، قمة في الرياض تستقبل محمود عباس رئيساً للسلطة وقمة في الدوحة تكاد تمنح حماس مقعد رئاسة دولة مع سبعة فصائل ويغيب عنها رئيس السلطة الفلسطينية.وقمة في الكويت ارادها بعضهم تبريراً لأجندته السياسية من دون أن يدري القائمون عليها.
لم نكن خلال الساعات الأخيرة سوي أمام تجاذب بين زعماء فرقاء يقودون الي مزيد من الاغراق في الأزمات. يبدو انهم وجدوا في الانقسام الفلسطيني تنفيساً لانقساماتهم. والمستفيد الوحيد بامتياز هو اسرائيل.
غير ان أي حل لايقاف الحرب لن يكون عبر قمة تعقد في الرياض او الدوحة أو الكويت وانما سيكون بين خطين ممتدين من مجلس الأمن الي القاهرة التي ماتزال تري فيها اسرائيل الجانب الأقرب لأفكارها في وسط هذه الحرب التي خسرت اسرائيل فيها سمعتها الاعلامية والسياسية التي نسجتها بصعوبة في خلال عقدين علي الاقل. في حين حققت مكاسب عسكرية عبر آلة الحرب المتفوقة التي تملكها وهي مكاسب تدميرية غير حاسمة.
وفي الوقت ذاته، خسرت القاهرة معنوياً غزة، التي كانت طوال سنوات بعيدة تعيش في الكنف المصري، وحتي لو كانت الصلات مازالت قوية بين القاهرة وحماس الاّ ان سمعة الحكومة المصرية لم تعد كما كانت عليه لدي الشارع الفلسطيني، لاسيما ان هناك اكثر من سبعة فصائل فلسطينية تعمل من خلال دمشق ولها رؤية مخالفة لما تتبناه القاهرة من مبادرات للحل.
يبدو انَّ فكرة عقد قمة للعرب باتت سبباً للانقسام بغض النظر عن الأفكار التي ستناقشها وهذا هو مؤشر علي مدي فداحة الخلل في النظام العربي الرسمي. وغزة لم تكن أبداً تحتاج الي قمة لولا الفشل المتكرر في داخل البيت الفلسطيني طوال سنتين.