تفخر بأصولها العربية
سلمى حايك : السينما العربية جديرة بالمشاهدة
القاهرة - تهاني هشام ومحمود مختار
لم تكن دعوة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وتكريمه لهما، هما السمتين الوحيدتين اللتين جمعتا بين نجمتي هوليوود سلمى حايك ولوسي لو، لكن أصولهما الشرقية ورفض تسييسها أضيفت كسمتين جديدتين للنجمتين، فالأولى من أصول عربية (لبنانية) وإن كانت مكسيكية الجنسية، أما الثانية فمن أصول صينية (تايوانية) وإن كانت قد وُلدت في نيويورك وعاشت فيها وتألقت، والاثنتان رفضتا تسييس هذه الأصول، في ندوتين مهمتين ضمهما المهرجان، عبر سؤالين عن الاشتراك في أفلام عربية أو حول وضعية المرأة الصينية في بلادها.
وطارت حايك الأربعاء الماضي، غير أن حضورها ما زال فاعلا في أحاديث الشارع المصري أو في جنبات المهرجان، وزادت ملابسها هي وابنتها فيولينا المحتشمة من جاذبيتها؛ حيث كانت تسرق الأنظار والكاميرات في كل مكان تذهب إليه سواء في حفل الافتتاح أو خلال ندوة أدارتها التونسية هند صبري قبل مغادرتها القاهرة.
وحكت سلمى، في أثناء الندوة، بطلاقة تغلب عليها روح الدعابة، عن انطباعاتها عن القاهرة، وقالت إنها اصطحبت ابنتها فيولينا ابنة الـ20 ربيعا لتستمتع معها بسحر هوليوود الشرق ولم تخجل عندما أعلنت أن عمرها 43 عاما.
وكشفت عن أنها تعرضت لعملية اختطاف بمنطقة الأهرامات منذ سنوات في أثناء زيارتها الأولى إلى مصر بصحبة والدتها على يد عجوز (80 عاما) استأجرت منه جملا، وقالت إنها شعرت من نظراته أنه يغازلها ومعجب بها وأنه انطلق بالجمل بأقصى سرعة وتم إنقاذها بأعجوبة عندما صرخت والدتها وكانت هي أيضا تصرخ من هول الصدمة، ورغم ذلك تؤكد عشقها لمصر.
وأضافت أنها تعرضت في بداية ذهابها لأميركا لكثير من المضايقات وحدث الأمر نفسه في المكسيك؛ حيث كان المكسيكيون يتعاملون معها على أنها عربية؛ حيث إن والدها لبناني الجنسية، كما تعامل معها الأميركيون على أنها مكسيكية، وتابعت قائلة إنه من الطريف أنها عندما ذهبت إلى فرنسا التي تقيم فيها منذ سنوات مع زوجها الفرنسي تعاملوا معها على أنها أميركية.
وتحدثت سلمى حايك عن الحرب العراقية والكراهية التي يبديها الأميركيون ضد العرب، وقالت إنها كانت تعارض الحرب على العراق بقوة، موضحة أن هناك صورة خاطئة عن العرب والمسلمين في أميركا ولكنها بدأت تتبدل وتتغير مع قدوم الرئيس الجديد باراك أوباما الذي بدأ ينتهج نهجا جديدا نحو العالمين الإسلامي والعربي.
وبشأن رؤيتها للسينما المصرية والعربية، قالت إنها لم تكن محظوظة بمشاهدتها وإن كانتا جديرتين بالمشاهدة، وإنها تعرف جيدا النجم المصري عمر الشريف وإنها كانت تتمنى قضاء وقت أطول لمشاهدة السينما المصرية عن قرب.
وحول إمكانية قيامها ببطولة فيلم عربي، قالت حايك إنها لن تجسد أفلاما عربية؛ لأنها ستكون أفلاما سياسية، مضيفة أنها تعلم أن العرب تغلب عليهم العاطفة والمشاعر المرهفة، وهي تخشى من غضبهم أو أن يدعي أحد أنها ضد العرب، فهي فخورة بجذورها العربية.
وعن علاقتها بابنتها، قالت حايك إنها حرصت على رعايتها باهتمام لدرجة أنها أرضعتها رضاعة طبيعية، وأوضحت أنها من أنصار الرضاعة الطبيعية وستقوم بحملة عالمية للتشجيع على الرضاعة الطبيعية.
وأشارت حايك إلى أن أكثر ما أزعجها في القاهرة هو التلوث البيئي الذي قالت إنها شاهدته من الطائرة ومن الضروري البحث عن حلول سريعة له، أما ما أسعدها فهو مشاهدة الآثار المصرية وطيبة المصريين وابتسامة الرضا التي تظهر على وجوههم.
وفي الندوة الثانية التي أقيمت على هامش المهرجان وأدارتها الفنانة بشرى، تحدثت لوسي لو عن انطباعها عن زيارة مصر، وقالت: laquo;لقد ذهبت إلى أماكن كثيرة حول العالم، إنما مصر شيء آخر فلها دفء غريب لم أجده في العالم كله، وأهلها مشاعرهم جيَّاشة لدرجة أن الرجال يقبلون بعضهم .. لقد كانت رحلة رائعة، كنت محظوظة بها وأشعر بالشرف لتكريمىraquo;.
وأضافت أن تجربة زيارتها لمصر غيرت مجرى حياتها، لما تحويه مصر من تاريخ وحضارة، وتابعت: laquo;رغم أنني من نيويورك وولدت هناك فإنني أشعر بالفخر بهذا البلد الاستثنائيraquo;.
وعن قدرة السينما المصرية والعربية على المنافسة بالخارج، قالت لو: laquo;المنافسة كلمة غريبة لا أفهمها؛ لأن كل فيلم له جوهر مختلف، والمسألة تعتمد على الشعور الخاص، وتحمل خلفية البلد الذي تقدمه، وكل حضارة قدمت للفن السينمائي كثيرا، فلا أحد ينكر أن حضارة الصين مثلا كان لها دور رائد في فن المكياج والصور، والآثار تؤكد ذلك، وكذلك الحضارة المصرية لها دورها في تطوير الرسم والملابس.. أنا فخورة أن الثقافات لا تنتهيraquo;.
وسألها رئيس المهرجان عزت أبو عوف، الذي كان بين حضور الندوة، عن قدرتها في القتال فعليا، فقالت ضاحكة: laquo;تحب تجرب؟ أنا فعلا تعلمت الألعاب القتالية ولكن ما نراه بالأفلام بالطبع يدخل فيه المؤثرات والخدع بشكل كبيرraquo;. وعن الأزمة الاقتصادية، قالت لو: laquo;العالم أصبح محظوظا بالإعلام، خصوصا الإنترنت، فنستطيع أن نتواصل ونتعرف على ما لا يمكن أن نعرفه بالطرق العادية، ولكنه في بعض الوقت يرهب الناس بمبالغاته الكبيرة في وصف الأحداث.. لا ننكر وجود ركود اقتصادي ولكن ليس بالدرجة التي وصفها الإعلام والأزمة أثرت على كل أفراد العالم في كل المجالاتraquo;.
وحول آخر أعمالها، قالت: laquo;لقد انتهيت أخيرا من تصوير فيلم مستقل إنتاج مكسيكي وتم تصويره في نيويورك، وطاقم العمل من المكسيك وهو من إخراج الأميركي ريكاردوبانيت، وفوجئت باهتمام الصحافة التي أرادت معرفة المزيد عن هذه التجربة فأظن أن الإنتاج المشترك يفتح الباب أمام الإبداعraquo;.
وبشأن وضع المرأة الصينية، قالت: laquo;نعم هناك انفتاح رائع لكل العرقيات في أميركا وعندما دعاني مخرج فيلم (اقتل بي) لأداء شخصية آسيوية لم أكن أعرف ذلك، ولكن جاءت موافقتي لأنني كنت أرغب أن أعمل معه، فلا توجد عرقيات، ومن الممكن أن تجد بعد 20 عاما أسرة مكونة من فتاة صينية وولد أوروبي من أب قوقازيraquo;.
وبشأن نشاطها الإنساني، قالت: laquo;فرصة طيبة أن أعمل مع اليونيسيف؛ لأنه سمح لي بقضاء أوقات جيدة حول العالم عرفت من خلالها الكثير، وفي مصر زرت العديد من البرامج المخصصة للأطفال، وذهلت من الجهد الكبير المبذول لرعاية الأطفال التي تسهم فيه الحكومة المصريةraquo;.
التعليقات