إلهام شاهين: انا غير مؤهّلة لعلاقة عاطفية مستمرة وناجحة

القاهرة - مصطفى ياسين

تناقضاتها أبرز سماتها، عنادها يسيطر على تصرّفاتها، أحلامها أكبر من أيامها، حياتها لا تقاس بالطول والعرض والسنين، إنما بمرات التحدّي والجرأة التي عاشتها، والوجع الذي عانته تحوّل مع الأيام إلى وقود لمشاعرها.

إنها الفنانة إلهام شاهين خلطة الدهشة والحضور والإثارة والتوابل والتجارب والمشاعر والحكايات.

كيف تصفين نفسك؟

تكويني مليء بالتناقضات، في داخلي إنسانة ضعيفة، تنتابني أحياناً مشاعر فياضة من الحنان وأتحوّل أحياناً أخرى إلى إنسانة شرسة.

أشعر دائماً بأنني أكبر من سنّي لذا أصادق الأكبر مني سناً، في طفولتي لم أتصرّف على غرار باقي الأطفال، حتى والدي كان ينادي عندما يدخل البيت ويقول: {فين الكبيرة؟} مع أن عمري آنذاك لم يكن يتجاوز الـ5 سنوات.

أيمن أخي أصغر مني بعامين وإيناس وُلدت عندما كنت في الثامنة من عمري، أما أمير فبيني وبينه 16 سنة، مع ذلك شعرت دائماً بأنني أم لإخواتي ولأمي رحمها الله.

في أي سنّ خطوت خطوتك الأولى في عالم الأضواء؟

في السابعة عشرة.

ما الصعوبات التي واجهتها في بداية مسيرتك الفنية؟

كنت أرتبك عندما تصادفني المشاكل، إذ كنت آنذاك منطوية على نفسي، إلا أنني واجهتها وتحديتها لأحصل على حقي. كذلك سببت لي شخصيتي الخجولة معاناة داخلية مع نفسي، فإذا وجّه إليّ أحد إهانة لا أردّ عليه وكل ما أملكه ساعتها دموعي، اليوم أستطيع الردّ على كل من يسيء إلي، لم أعد البنت الناعمة المكسورة وأصبحت عنيدة حتى ضد إلهام شاهين نفسها.

لماذا يتّهمك البعض بأنك مستهترة أو لا مبالية؟

المشكلة أن الحكم عليَّ من النظرة الأولى يظلمني، لا بد من أن يتقرّب مني الشخص ويفهمني كي يعرفني، ربما ظلمتني ملامحي أو أدواري، لكن تختلف الإنسانة في داخلي تماماً، وكلما جلست مع أحد الأشخاص أسمع منه هذه العبارة: {ياه.. دانا كنت فاهمك غلط}.. عموماً أرى نفسي أضعف وأبسط من تصوّرات الكثيرين عني.

ما أبرز عيوبك؟

العناد وهو يسبّب لي مشاكل كثيرة، لست ديبلوماسية وتسبقني صراحتي، لذا أخسر أشخاصاً قد أكون في حاجة إليهم.

ما أول شيء يلفتك في الرجل؟

شخصيّته، ثمة رجال تستطيع الحكم عليهم من النظرة الأولى كأنهم كتاب مفتوح، وآخرون من الصعب معرفة ما يدور في أعماقهم.

هل يستهويك الرجل الوسيم؟

الوسامة هي وسامة العقل قبل أن تكون وسامة الملامح أو الملابس، قد يتمتع رجل ما بالوسامة لكن طريقته في التعامل جافة ويفتقر أسلوبه في التعبير إلى الذكاء.

ما أكثر صفة تحبّينها في الرجل؟

الصدق، لأن الرجل الكذاب ضعيف، والضعف ليس من سمات الرجولة.

من كان فارس أحلامك في طفولتك؟

رشدي أباظة، كان فارس أحلام بنات جيلي وأسطورة تجمع مفردات الرجولة كافة.

كيف كانت علاقتك بوالدك؟

كان والدي إنساناً معتدلاً، لم يكن صديقي مثل أمي رحمها الله، لطبيعة عمله التي أجبرته على الابتعاد عنا، إذ كان مفتشاً في إحدى شركات البترول وكانت فترات جلوسه معنا نادرة.

ما الأسباب التي أدّت إلى فشل زواجك مراراً؟

لم ألتقِ الرجل الذي أختاره بنفسي، دائماً كان الرجل هو الذي يختارني فأوافق على اختياره وأتزوّجه وتكون النتيجة فشلاً ذريعاً. عموماً أشعر بأنني مصابة بخلل في شخصيتي العاطفية، ولم أنجح في عيش قصة حب حقيقية لأنني لم أختر صح! كان عنادي يقودني في التجارب العاطفية التي مررت بها، وكنت أكرر فشلي مع كل تجربة لكن بأشكال مختلفة.

ما أبرز مقوّمات الزواج الناجح برأيك؟

التفاهم، فهو أساس الحياة بين رجل وامرأة.

ألم يكن موجوداً في زواجك الأول؟

عادل حسني أول شخص تزوّجته وكان يكبرني بسنوات ولم أشكّ لحظة واحدة في حبه لي أو حبي له، لكني أحببت عملي أكثر من حياتي الزوجية وفشلت في إرضاء زوجي على حساب فني فدفعت الثمن من استقراري.

كان زواجك الثاني سرّياً، لماذا؟

لم يكن سرياً، كان أفراد أسرتي وأصدقائي يعرفون حقيقته، أما عدم الإعلان عنه فخشية حدوث أي مشاكل لزوجي، لأنه كان متزوجاً واتفقت معه على كتمان سر زواجنا عن الصحافة، مع أنني كنت على يقين بأنه إذا انكشف أمره، لن يكون فعلاً مشيناً لأنه شرعي وقانوني.

هل عقّدك الزواج؟

طبعاً، سبب لي عقدة كبيرة من الصعب علاجها.

هل انتفت لديك الحاجة إلى الرجل؟

لا توجد امرأة لا تحتاج إلى رجل، لكني أشعر بأنني غير مؤهّلة لعلاقة عاطفية مستمرة وناجحة.

هل ثمة أخطاء ارتكبتها بحق نفسك؟

في بداية حياتي الفنية، تهاونت في حق نفسي بدافع الطيبة أو عدم التخطيط، وفي مرحلة أخرى سجنت نفسي في أدوار محدودة.

هل تستفيدين من أخطائك؟

أنا قاسية جداً على نفسي وأحاكمها على كل كبيرة وصغيرة.

ماذا تفعلين إذا أسيء فهمك؟

أسكت وأشعر بحزن عميق، عندما أتضايق ألتزم الصمت وغالباً ما ألتمس العذر لمن أساء إليّ.

ممَ تخافين؟

{من بكره}، لا يوجد في داخلي أي إحساس بالأمان.

هل زرت طبيباً نفسياً؟

نعم في فرنسا وظل يتحدث معي ساعة وهو يجهل أنني ممثلة، وعندما علم أنني نجمة ضحك وقال لي: {كلكم مجانين والمشكلة التي تعانين منها هي الجهد الذي أصاب جهازك العصبي نتيجة استخدامه بكثرة في تجسيد انفعالات متناقضة أرهقته وأصابته بنوع من التدمير}.

ما الفكرة التي تهربين منها دائماً؟

أن أكون زوجة وأماً.

ما العنوان الذي يناسب شخصيتك؟

التمرّد، من الصعب أن أوافق على شيء من دون الاقتناع به.

هل أنت عرضة للإيحاء؟

نعم وأنا من النوع الذي يصاب بالوهم سريعاً فإذا قلت لي: هل تريدين البكاء؟ أبكي فوراً.

ما هو حلمك؟

امتلاك أظافر وأنياب لأعرف كيف أعيش. الوحش الذي يختبئ خلف ملامحي صنعته ظروف خارجة عن إرادتي، وبشر لم أكن أتمنى أن أقابلهم ومواقف وجدتُ نفسي أعيشها من دون أن أختارها.