19-06-2009

مقتل 19 دركيا وجرح 14مواطنا في كمين بوادي قصير في المنصورة

الجزائر:30 إرهابيا أغلقوا طريقا بشاحنة وارتكبوا مجزرة

الجزائر - الخبر



عثـرت قوات الأمن، صباح أمس، على جثة سائق الشاحنة التي استعملت في غلق الطريق ونصب الكمين الذي أودى بحياة 19 دركيا ومدنيين، وعلى جثة إرهابي بمنطقة بوقطن.
ذكرت مصادر مطلعة أن المجموعة الإرهابية استولت على 21 رشاشا من نوع ''كلاشنيكوف'' و21 بدلة وصدرية مضادة للرصاص، إضافة إلى ستة أجهزة اتصال لا سلكي. وحسب بعض المصادر، فإن 6 عناصر من الدرك كانوا مذبوحين و6 آخرين جثثهم محروقة، اثنتان منها متفحمتان تماما، في حصيلة كلية تفيد باغتيال 19 دركيا ومدنيين إثنين في كمين إرهابي، ليلة أول أمس، بمنطقة وادي قصير على الطريق الوطني رقم 5 في المدخل الغربي على بعد 30 كيلومترا عن عاصمة برج بوعريريج وثلاثة كيلومترات عن بلدية المنصورة.
وقد وقعت العملية على طريق مقابل لمنحدر وغابة، به انحرافان على شكل حرف ''أس'' بالفرنسية، بينهما مسافة كيلومتر، مما يوحي بأن المجموعة الإرهابية حضرت للعملية بشكل دقيق، من خلال اختيار هذا المنعرج الخطير.
العملية بدأت حوالي الساعة السابعة مساء عندما تعرضت ثلاث سيارات للدرك الوطني، مكلفة باستبدال الحراسة عن الشركة الصينية بحمام البيبان، لهجوم بأسلحة متنوعة منها ''الأفام'' و''الأربيجي''، أدى إلى قتل 12 دركيا وإحراق السيارات الثلاث. كما قتل مواطن تبين فيما بعد أنه من حراس السجون. وبعد تدخل الدرك والاشتباك مع الإرهابيين المنتمين، حسب شهود عيان، إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ارتفع عدد الضحايا في صفوف الدرك الوطني إلى 18 قتيلا نقلت جثث ستة منهم، ليلة الأربعاء إلى الخميس، إلى مستشفى بوزيدي الذي استقبل أيضا ستة مدنيين مصابين بجروح خفيفة، بينهم امرأة أصيبت برصاصة في رجلها. وأفادت معلومات مؤكدة نقل سبعة مواطنين آخرين إلى عيادة الشفا باليشير أصيبوا بشظايا زجاج السيارات، وغادروا المؤسسة بعد تلقي العلاج، ماعدا واحدا تفيد مصادرنا أنه أيضا حارس بأحد السجون، وفي حوالي الواحدة صباحا تم تحويل القتلى والجرحى إلى قسنطينة.
وقد استمرت المواجهات حتى ساعة متأخرة، قبل أن تقوم المجموعة الإرهابية المتكونة، حسب بعض المعلومات، من أكثـر من 30 عنصرا بحرق سيارات الدرك والاستيلاء على أربع سيارات لمواطنين، ثلاث من نوع 305 عائلية والرابعة رونو 19والانسحاب في فوجين، أحدهما نحو غابة بوقطن من الجهة الشرقية والثاني نحو حرازة على حدود البويرة.
وفي صبيحة يوم الخميس تم العثور على جثة مدني، كما تم العثور على جثة إرهابي في منطقة بوقطن في الجهة الشرقية لمكان الكمين. وتواصلت ملاحقة المجموعة من طرف قوات الأمن حتى أمس . وذكر صاحب إحدى السيارات المتواجدة في المنطقة خلال العملية أن سائق أول سيارات الدرك عندما أصيب برصاصة في رأسه، وقبل أن يستشهد كان يصيح ويطلب من زملائه الانبطاح حماية لأرواحهم، فيما كان الإرهابيون خلال مهاجمة سيارات الدرك يرددون بأنهم ينتمون لقاعدة المغرب الإسلامي.
وتفيد بعض المعلومات أنه تم القضاء، صباح أمس، على أربعة إرهابيين في غابة ''بوني'' على الحدود مع ولاية بجاية. وإلى غاية بعد ظهر أمس، تتواجد أعداد كبيرة من عناصر الدرك بالمنطقة التي وقعت بها العملية التي أزيلت آثارها ولم تبق سوى البقع التي أحرقت بها السيارات. وتجدر الإشارة أن عددا كبيرا من مواطني برج بوعريريج، خاصة منهم الشباب، توافد على مستشفى بوزيدي للتبرع بالدم أو المشاركة في خدمة الجرحى، وبقي أغلبهم إلى غاية تحويل الجميع إلى قسنطينة.