تركي عبدالله السديري

أمريكا اتخذت احتياطات تفتيش دقيقة أثناء المرور عبر مطاراتها أو التوقف في إحدى مدنها..

هل اتخذت هذا القرار رغبة في مضايقة أي مسلم بصفة عامة، أو عربي بصفة خاصة كهدف.. كتمييز بين من تريد ومن لا تريد..؟

ماذا سبق هذا القرار بأيام قليلة..؟

وماذا سبقه قبل تسعة أعوام..؟

وماذا حدث من إرهاب بين الزمنين..؟

لو تطوع أمريكي لتفجير طائرة دولة مسلمة أو عربية وقتل أبرياء فيها لا علاقة لهم بالسياسة هل سيعتبر هذا التطوع عملاً بطولياً..؟

طائرة لوكربي ماذا حدث لها..؟

لا ألوم من تبرموا.. ليس لأنهم يستنكرون هذا الإجراء.. لكن لأن المواطنين السعوديين وعلى مختلف المستويات بين طلبة ورجال أعمال وهواة سياحة يضعون أمريكا في أولوية اهتمامهم..

قبل مطالبة أمريكا بتخفيف تشددها يجب أن تكون هناك مطالبة بدعم جهود الحكومات وبالذات الحكومة السعودية في ميادين محاصرة التطرف، الأب الفعلي للإرهاب..

لقد نجحت أجهزة الأمن في بلدنا بشكل اكتسب احترام الجميع في مطاردتها للإرهاب، حيث إنه نقل نشاطه إلى اليمن وكهوف أفغانستان وباكستان، لكن هناك مهمات لا يكفي أن تقوم بها الدولة.. المجتمع مطالب بأن يمارس دوره في تصحيح الأفكار..

هل في أمريكا.. خطيب كنيسة يكرر أسبوعياً دعواته إلى الجهاد ضد الإسلام..؟ ودُولِه..؟ فكيف يتقبلون ما يحدث في عالمنا الإسلامي والعربي..؟

إن المشكلة العربية والإسلامية ليست في وجود الإرهابي، هذا الكائن البشري العجيب الذي لم يسبق تاريخياً أن بذل إنسان حياته ثمناً لقتل آخر، باستثناء ما فعلته دولة الحشاشين قبل مئات الأعوام، وهي قد ادعت الإسلام ومارست نفس أسلوب القتل.. إن تقليل عدد الإرهابيين أو إفقاد نظام القاعدة عناصر جرائمه لن يتم بالمطاردة والعقاب فقط طالما هناك إمداد لهم مستمر من تجمعات التطرف الديني المعادية لكل جديد حضاري، وأمريكا تُستَهدف لأنها أول رائد لكل جديد حضاري..