ليلة الدخلة.. نساء يجهلن أسرارها

الكويت - إبراهيم العنزي

laquo; يا أرض اشتدي ما عليكِ قدي raquo;مريم.ع (18 عاما)، فتاة محجبة من بيت محافظ وملتزم بقواعد لا تقبل النقاش ولا المساس بالعادات أو التقاليد المبالغ فيها الى حد فرض الوصاية والرقابة المغلفة بالتشدد الديني على جميع النسوة اللاتي يسكنّ هذا البيت، مريم لاتقود السيارة ولكنها تذهب برفقة أخيها الملتزم حسب ظروفه.. لا يهم أن تتأخر عن المحاضرات أو يوبخها الاستاذ، المهم عند مريم أن تتنفس لساعات بعيدا عن أجواء المنزل الكئيبة، وفي حال حدوث أي ظرف تذهب مع السائق، وهو من الجنسية الهندية، ترافقها laquo;ميريraquo; عاملة المنزل، على أن تكون على اتصال دائم بوالدتها.. مريم الطالبة في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، كان حلمها أن تكون مهندسة ولكن أخاها هو من اختار لها التخصص هذا وإلا البيت!!

بلعت مريم رغبتها على مضض كعادتها وانصاعت للأوامر، فقد تربت منذ نعومة أظفارها على أن الفتاة الصالحة لا تختلط بالشباب
ولا تتحدث لهم.. فالطهارة والعفة رأس مال الفتاة، وإن ذهبت فلن تعود مرة أخرى.. هكذا تردد أمها على مسامعها صباح مساء، بمعنى أن المجتمع لايقبل الا الفتاة التي laquo;ما باس خدها غير أمهاraquo;... المطلوب ضمنيا منها ألا تكون لديها أية مشاعر أو عواطف، جنسية كانت أم غير ذلك.. قائمة ممنوع ومرفوض لها أول وليس لها آخر laquo;لا تجادلي، لا ترفعي رأسك، عينك بالأرض عيب يابنت، ولا كلمة ولا نفسraquo;!!
إن لمست جسدها، تنهرها أمها وقد تضربها على يدها، واذا ما ضبطت تراقب نفسها وتتفحص ملامحها في المرآة، تدور الشكوك من حولها وإخوانها يراقبون ويرصدون حركاتها، ويعدون عليها أنفاسها.. تقوم الأم بدور المرشد الجنسي، وعلى طريقة الجدة دونما اعتبار لكل المتغيرات السريعة والمتلاحقة من حولنا، الأم غير مؤهلة لذلك بسبب غياب التربية الجنسية السليمة، ليس في أدبياتنا الثقافية وإنما في المناهج المدرسية، ما يؤدي الى تناقل الجهل في الامور الجنسية، وفي أحسن الاحوال النقص والخلل في مفهوم الثقافة الجنسية من جيل الى جيل.. المهم، أن مريم تجلس وتمشي وترتدي لباسها بأسلوب لا يثير الفتنة.
تقول مريم إنها تربت على ألا تضع البنت عينيها بعيني رجل أو تكلم شابا وجها لوجه، سوى من هم بحكم محارمها، وغالبا ما كانت ترتبك وتتلعثم ويحمر خداها خجلا إذا جمعها المكان صدفة ودون سابق إنذار بأبناء عمومتها.
وتضيف مريم: laquo;لاتدور بيني وبين أخواتي الصغيرات أي أحاديث عن الجنس، فهو عيب وخطيئة، وأن مشهد القبلة في فيلم ما يتطلب مني أن أغضّ النظر وأشغل نفسي بالحديث مع من حولي، أعاقب أي أحد لو لمس يدي، فهو يفتح الباب أمام الفاحشة، أما تفاصيل جسدي فلا يجوز لأحد، كائنا من كان، أن يراها.. فما بالكم بالحديث عن أي إحساس بالرغبة الجنسية؟! إنه ممنوع ومقموع حتى بيني وبين نفسي! لقد كبرت وأنا أجهل أمور الجنس، وأفتقر الى الثقافة الجنسية حتى أعزز من براءتي وعفتيraquo;.
مريم، ومن هنّ في ظروفها، يعشن أجواء متناقضة بين عالم مكبوت ومنغلق من الداخل، يقابله عالم مفتوح حر الى أبعد الحدود، وما بين هوة العالمين السحيقة عانت مريم نوبات نفسية وسلبية تخللها غضب وحزن وميل الى الكآبة المفاجئة، انتهت بالعزلة والانطواء.
تزوجت الفتاة الصالحة من ابن عمها عبدالله الحاصل على بكالوريوس الهندسة من إحدى الجامعات الاميركية.. اليوم هي مطالبة، كزوجة، بأن تنقلب في ظرف ساعة، رأسا على عقب، من فتاة منغلقة جامدة جاهلة الى امرأة ذات خبرة تطيع زوجها في الفراش وتتقن ممارسة الإثارة، بمعنى أن تفجر كل مواهبها مرة واحدة كبنت لعوب!!

فاصل زمني

لنستحضر الموقف الذي ينتظرهما معا ليلة الدخلة.. هو بكل حريته وتجاربه السابقة وخبراته الواسعة التي كفلها له المجتمع الغربي، وهي بكل القيود والخوف وخجلها وعقدها وجهلها الجنسي وعقد المجتمع الشرقي، في مشهد حب.. أي حب هذا، والفاصل الزمني والمكاني يقف حائلا بينهما.
عبدالله لا طاقة له بالانتظار، فقد تعوّد على الاستمتاع لا على الصبر والتحمل والتعليم! ومريم لا تحسن التصرف، تخجل حتى من سؤال أقرب الناس إليها وطلب المشورة، انزوت كعادتها تبكي تتوسل إليه أن يصبر عليها حتى تتعود عليه، فالزواج تم على عجالة والوقت لا يكفي..
عبدالله خرج غاضبا فجرا بعد أن عجز منها، يلعن الساعة التي فكر فيها بالزواج والارتباط، صب جام غضبه على المجتمع المتناقض الذي يحترف النفاق. يكبت الفتاة لعشرات السنين، ثم يطلب منها في ليلة واحدة أن تلبي رغبات الرجل، وأن تقبل به دفعة واحدة.. مجتمع يخرس في العلن، ويفجر كبته في السر.. يحرّم الثقافة الجنسية في المدارس والكليات على أن تمارس خفية في الشقق والمنازل والحانات وحتى في المركبات على أرصفة الشوارع.
مريم تختلق العذر تلو العذر، تكره الجماع وجسدها، ومنظر عبدالله وهو يدعوها لذلك، لأن الأمر في عقلها الباطن رمز الخطيئة.. عجزت عن الاحساس بالمتعة، مثّلت عليه كثيرا، هي تدرك أنه يعلم بذلك، فالإنسان يستطيع أن يكذب في ملامحه ولكنه لايستطيع أن يكذب في انفعالاته، هي تدرك إنها لا تشعر بالسعادة فانشغلت تتفنن في تحضير الوجبات الغذائية وتحرص بشدة على نظافة المنزل وعلى صحة أولادها، لا تحاول أن تنفرد بزوجها طويلا خوفا من أن ينفجر البركان بينهما ويكثر القيل والقال، وحرصا على سمعة العائلة ليبقى الزواج شكليا لا مضمونا.
عبدالله يؤدي واجبه الشرعي على مضض، وفي أضيق الحدود، ويبحث عن متعته خارج المنزل، ومريم تأتي كل يوم من المدرسة متعبة تؤدي ما عليها من واجبات وتصحح كراسات الطالبات، دائرة من العمل والإرهاق، وفي ساعة متأخرة ترمي بجسدها المنهك على المخدة لتنسى أو تتناسى حقيقة أنها امرأة تعاني من البرود الجنسي.
هو يختار الوقت والطريقة التي يريدها لممارسة الجنس، وهو laquo;واجبها الزوجيraquo;، جسدها ليس ملكها، بل ملك زوجها، وإذا ما عبّرت هي عن رغبتها أو تحدثت علانية تدور حولها الشكوك!!

حماية

سعاد سالم (متزوجة وأم لأربع بنات - موظفة حكومية)، تقول: laquo;أربي أولادي كما تربيت، أنا مضطرة لذلك لأحميهم من المجتمع، أعتقد أنها الطريقة المثلى، فدائما أستذكر قائمة التنبيهات اليومية التي كانت أمي يرحمها الله تكررها على مسامعي: laquo;لا تأخذي شيئا من شخص غريب، ولا تشربي شيئا لا تعرفين مصدره، لا تصعدي في التاكسي مع شباب، لا تتأخري خارج المنزل، لا تختلطي بالشباب وبالبنات ذوات السمعة السيئةraquo;.
وتتابع: laquo;مازال المجتمع يحافظ على هذه الأدبيات، فهي مازالت فاعلة في نفوسنا وتقاليدنا وأعرافنا ونصوصنا القانونيّة، رغم أنّها تفشل في حماية الابناء في ظل انتشار وسائط الاتصال الجديدة كالإنترنت التي تسمح للصغار والمراهقين بالدخول إلى مواقع إباحية، والتعرف بطريقة خاطئة على أسرار الحياة الجنسية، وتُضاف هذه الوسائط إلى المجلات لثقافة جنسيّة غريبة على السمع، وقد يتردد المرء تكراراً قبل أن يجد ما يجيب به إذا ما سُئل عنهاraquo;.
وتستدرك سعاد: laquo;لا أعرف الكثير عن مواضيع الجنس، بعضه تعلمناه في المدرسة، والباقي من صديقاتي أو بعض القراءات والانترنت.. ولا أذكر أنني وأمي تحاورنا في هذا الأمر يوما ماraquo;.
تتذكر سعاد أن إحدى زميلاتها أحضرت إلى المدرسة شريط فيديو إباحياً عن علاقات جنسية، تناقلته معظم بنات الصف دون علم أولياء أمورهن، مبينة أن للجيل الحالي طرقا متنوعة وأساليب للتعرف على أمور الحياة والعلاقات الجنسية.

ثقافة

عبدالرحمن.س (19 عاماً) يقول إنه اكتسب ثقافته الجنسية من تجاربه الخاصة، والمعاشرة خلال السفر وأدرك أن غريزة الفرد هي ما يدفعه للبحث عن المتعة من خلال المواقع والأشرطة الإباحية، مضيفا: laquo;إن الأصدقاء كان لهم دور كبير في تزويدي بمعلومات جنسيةraquo;.
أما نوال.م (25 عاماً) فقد تزوجت قبل 9 أعوام، وتعترف بأنها كانت جاهلة تماماً بما يعنيه الزواج على الصعيد الجنسي، فصُدمت بالواقع وبأن شريكها بارد، وتقول: laquo;لا نمارس الجماع سوى دقائق بين حين وآخر وينتهي الأمر أحيانا الى أشهر، إلاّ أن هذا الجانب أثر على كل نواحي حياتي، لو كنت أكثر وعيا منذ البداية لاختلف الأمر كثيراًraquo;.. فيما صبت س. ع.(31 عاماً) جام غضبها على نظرة المجتمع للمرأة، والعادات التي رأتها laquo;مقرفة وباليةraquo; مبينة أن مجرد الجلوس مع النساء ممن هن أكبر سنا أو الاستماع لأحاديثهن ممنوع، فالأم تعتقد أن ذلك يفتح أعين بناتها على أمور لا تتناسب مع أعمارهن.
laquo;ماما.. كيف حملتِ بي؟!raquo;.. سؤال من طفل بريء يحمل في طياته الكثير من المحرمات في المجتمع الكويتي، فالتقاليد والعادات أوصدت الأبواب حول هذا الموضوع ونقشت لافتة laquo;ممنوع الاقترابraquo; على جوانبه، كما أن laquo;ليلة العمرraquo; تسبب الذعر للفتيات المقبلات على الزواج، رغم أنها أهم ليلة في حياتهن، فإما أن البنت تنفر من العلاقة الزوجية فيما تبقى لها من سنوات، وإما أنها تقبل بالنصيب وتصبح الحياة الزوجية لا طعم لها ولا رائحة.
وأسباب هذا الخوف المشوب بالتحريم عديدة، ولكن أهمها عدم فتح مجال للحوار بين الآباء والأبناء حول سر الحياة، فالعلاقة الزوجية لا تتعلق بالجماع فقط، بل بمشاعر الزوجين تجاه بعضهما والعلاقة الصحية لتكوين أسرة سعيدة ذات قوام مجتمعي واع ومتحضر، وتناست العادات أن الدين الإسلامي شرح الأمر بصورة علمية من خلال الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، وكما قال الرسول ndash;صلى الله عليه وسلمndash; laquo;لا حياء في الدين ولا حياء في العلمraquo;.
في هذا التحقيق طرقت laquo;أوانraquo; باب المحرمات، وحاورت مجموعة من الأكاديميين وذوي الاختصاص حول حاجة المجتمع الكويتي لتوعية الأجيال الحالية في مفردات الثقافة الجنسية، خصوصا مع اتساع دائرة جرائم الاغتصاب والعنف الجسدي للجنسين.. وعادة الأسئلة المحرجة من قبل الأطفال لذويهم، يتساءلون فيها عن بعض تفاصيل الحياة الزوجية، تلك الأسئلة تسبب حرجا كبيرا للأسر العربية خصوصا ان علماء النفس والاجتماع العرب لم يستطيعوا أن يحسموا المسألة من خلال كتب يجيب عنها بطرق علمية لا تسبب أي تشويش للأطفال او حرج للوالدين.

طائر اللقلق

أم رنا (لبنانية-ربة بيت) تقول: laquo;دائما يسألني أطفالي (ماما كيف جبتينا)؟ وفي الواقع أتذكر أنني كنت أسال أمي ذلك، وكانت تجيبني بأنني جئت مع طائر اللقلق ملفوفة ووضعني على السطح تماما كما نشاهد من خلال الرسوم المتحركة، ولكنني غالبا لا أجد إجابة شافية، وعندما كنت أستعين بصديقتي كانت تضحك وتقول: شرايك ببابا نويل؟ فأنا أجيب أولادي بالمثل، فقد أخبرت طفلتي أنها جاء كهدية في إحدى ليالي الميلادraquo;.
وتتابع: laquo;عادة ما يصدق الأطفال أقاصيص الأهل، ولكن هذه الأكاذيب تسبب أحياناً قلقاً للأطفال، لا يدرك الأهل معناه، فليلى ابنة الأعوام الخمسة تخاف من شكل بابا نويل وذلك بعدما أخبرتها والدتها أنها أتت من خلال المدخنة، وخوف الصغيرة نابع من فكرة أن بابا نويل ممكن أن يأخذها كما أتى بهاraquo;.
وفاء العامر (موظفة حكومية ومتزوجة منذ خمسة أعوام ولم ترزق بالاطفال) تقول: laquo;إن العلاقة الجنسية بين الزوجين من أكثر المسائل الحرجة التي تتعرض لها الزوجة، ولابد أن تتعامل بالسرية والكتمان، خوفا على مكانة الزوج وخدش رجولته، خصوصا إذا كان المقصر سواء في الممارسة العنيفة أوفي إهمال الزوجة أو عدم وعيه بخطورة الأمراض الجنسية التي يعاني منها ويخجل أن يتعالج منها، كل هذا ناتج عن جهل وانعدم الثقافة الجنسية الخاصةraquo;.
وتؤكد أستاذة الفلسفة بجامعة الكويت د.عالية شعيب أن الإسلام أفضل من تحدث عن الجنس وأعطى أسسا للحياة الجنسية.
وتسترسل د.عالية: laquo;كثر الكلام حول هذا الموضوع، ومع الاسف ظل في مكانه من دون حراك أو تطور أو إنجاز من أي نوع سوى مزيد من المحاولات والاجتهادات، ولعلنا في جامعة الكويت منذ أربع سنوات أو أكثر كتبنا مذكرة طالبنا فيها الوزير بضرورة تفعيل وتنشيط هذا الموضوع ونقله من حيز الحلم الى الواقع، من حيز النظري إلى التجريبي والتطبيقي. وأتذكر أننا وقعنا على العريضة المقدمة للوزير، وكنا (400) دكتور ودكتورة، أساتذة جامعة من جميع التخصصات لكن بلاجدوىraquo;!!

مقاهي الإنترنت

وتلاحظ د.عالية أن كل ما حول هذا الموضوع تطور ونما سواء على مستوى الانفتاح في العلاقات الاجتماعية في المجتمع أو الانفتاح الاعلامي والضخ الجنسي غير المقيد عبر الفضائيات بأنواعه المختلفة. ما يعني زيادة الحاجة لوضع مناهج علمية سليمة تعلم التربية الجنسية بأصولها. لأن ما يقابلها من مواد جنسية في الانترنت أو الفضائيات، للأسف الشديد إما غير علمي أو مبتذل أو معروض بصورة غير سليمة وغير علمية وغير ذوقية.
وتمضي قائلة: laquo;إن عشرات المراهقين اليوم يتجمعون أمام الشاشات في مقاهي الانترنت لمشاهدة صور جنسية مبتذلة تنقل لهم مادة غير سليمة تهيج انفعالاتهم بالصورة الخاطئة، ما ينتج عنه فضول ورغبة في اقامة علاقات مشبوهة أو عنف أو إدمان أو غيرها. وما نطالب به هو وجود منهج مدرسي يضعه أساتذة علم نفس وعلم اجتماع من جهة وأطباء متخصصون من جهة ثانيةraquo;.

المرحلة الأولى

وتضيف: laquo;للمرحلة الاولى ثانوي مثلاً. نحدد مادة علمية منظمة ودقيقة تتناسب وفهم الطلبة من الجنسين وتتوافق مع قدراتهم العقلية من جهة، والتغيرات البيولوجية التي يمرون بها من جهة اخرى، ونحن لا نطالب بمناهج تفصيلية مزودة بصور توضيحية كما هو الحال في المدارس الاجنبية للأطفال في سن العاشرة، في الدول الغربية.. انما نطالب بما يتناسب مع مجتمعاتنا وهويتها الاسلامية، مع مراعاة العادات والتقاليد والتراث والاعراف..أما ان جئنا إلى الإسلام، فسنجد الانفتاح والاعتدال في المادة الجنسية، فهناك عشرات الآيات التي تتكلم عن النكاح واللواط والحيض وأسس العلاقة الزوجية، والحمل والولادة.. ولاحرج في الدين، فلماذا يكون هناك حرج في العلم وخصوصا أن كثيرا من النساء كن يسألن الرسول صلى الله عليه وسلم حول المواضيع الحساسةraquo;.
وتشير إلى أن كثيرا من الآباء لن يتقبلوا أن تدرس بناتهم هذا الموضوع في المدرسة، كما أن الأمهات لايتقبلن وجود كتاب التربية الجنسية في حقيبة أبنائهن؟ مضيفة: laquo;أثناء تدريس موضوع الإجهاض ضمن مادة (الاخلاق والمجتمع الحديث) في احدى السنوات، قدم طالب ينتمي للعائلات القبلية شكوى للعمادة بشأن هذا الموضوع، وقال انه (جنسي ونسائي)، وجلسنا أنا والعميد معه وشرحنا له الموضوع بهدوءraquo;.
وتستنتج د.عالية أن هناك آلاف الافراد لايزالون يتحرجون من الموضوع أو ببساطة يرفضونه ويعتبرونه غير لائق، مضيفة: laquo;أتصور اننا بحاجة لحملة وطنية لتوعية الناس وتهيئتهم لتقبل هذا الموضوع دينيا واجتماعياً وحضاريا، كحملة غراس لنبذ الإدمان وكحملة المنتج الوطني، أي حملة يشترك فيها المتخصصون كأساتذة وأفراد وجهات وهيئات بحيث يقتنع الناس بسلامة هذا الموضوع، ثم يقدم كاقتراح لوزارة التربية أو للمجلسraquo;.

دور الأسرة

ويوضح استاذ الاجتماع في جامعة الكويت د.يعقوب الكندري ان الأسرة تنقل الى الفرد ما تأثرت به من المجتمع من قيم وأفكار ومعتقدات وأخلاقيات واتجاهات وثقافة، مؤكدا أن الطفل يتشرب الآراء والمشاعر والاتجاهات والمعتقدات الشائعة في أسرته من دون قصد منه، فهو يتشرب ما هو مباح ومحظور ويتشرب الاتجاه نحو الدين والدولة والنظام وأن يكون عدوانيا أم شخصا مسالما وديعا، بالاضافة إلى تأثره بالجو الانفعالي الذي يسود أفراد الأسرة.
ويرى الكندري أن تربية الوالدين في البيئات الثقافية المختلفة لها ارتباط باختلاف الآراء والمشاعر والاتجاهات والمعتقدات الشائعة لدى هذه الثقافات، مبينا أن إبداء الرأي على سبيل المثال يرتبط بما يتلقاه الفرد ويتعلمه من والديه.
ويلفت الى أن الدراسات العربية أوضحت أن الاطفال بين 6 و12عاما هم الأكثر عرضة للتحرش، بينما يتعرض الاطفال بين 13 و18 سنة للتحرش إذا ما توافرت بهم جاذبية الخجل وضعف الشخصية أو الثقة المفرطة حيث يخرجون للاستراحات مع الشلة الأكبر.
وينبه د.الكندري الى أن بعض وسائل التحرش تتمثل في الاغراء بالهدايا كالحلوى أو تعليم القيادة والتهديد بالقوة لاستغلال حاجة الطفل وتكوين علاقة حميمة معه الى ان يكسب ثقته وربما ثقة الوالدين فيما بعد للبدء في تنفيذ مخططه، يضاف الى ذلك الجهل بالثقافة الجنسية.
ويشدد على ضرورة تعليم الطفل الثقافة الجنسية من خلال تعليمه متى يقبل الهدية والمبالغ المالية وممن، وتعليمه عدم التحدث مع الغرباء والتشديد على استخدام كلمة laquo;لاraquo;، والتوقف عندما يرى سلوكا لا يناسبه، فضلا عن تعليمه أن يترك الباب مفتوحا دائما وان يعترض على كل من يحاول قفله، وتعليمه اللمسة والنظرة والتحية العادية وغير العادية.
ويوضح ان مؤشرات التحرش تتمثل في الانعزال وتدني التحصيل الدراسي فجأة والكوابيس والاحلام المزعجة، وعدم رغبة الطفل في النوم وحده والرغبة الشديدة في ملازمة الام، والهروب من اشخاص معينين والنزول المفاجئ لوزن الطفل وعدم التلذذ بالالعاب والتبول الليلي اللا إرادي، والشرود الذهني وقضم الاظفار.
ويؤكد ضرورة تعليم الأبناء الثقافة الجنسية منذ السنين الأولى، أي من عمر عامين، وفتح النقاش المقرون بالمصارحة بين الأبوين وأطفالهما والإلمام بأعراض التحرش تلافيا لوقوع الاعتداء.
ويكشف ان التحرش الجنسي يشمل الاستغلال والتحرش (بالنظر أو بالكلام أو بالاحتكاك والاغتصاب أو الاعتداء الكامل وسفاح الاقارب وتناقل صور الاطفال عبر الشبكة أو جعلهم يشاهدون صورا مشينة، موضحا أن 85 في المئة من المتحرش بهم كان المعتدِي عليهم من أقاربهم، 60 في المئة منهم رجال و15 في المئة نساء، وفق الدراسات العالمية.