علي أحمد البغلي


laquo;الإخوان المسلمين - فرع الكويتraquo; يجأرون دائما بالشكوى من انهم مستهدفون من قبل قوى الليبرالية وقوى اخرى، على الرغم من نصاعة مسيرتهم الخيرة في الاصلاح!.. ويتعجبون من الهجوم الدائم عليهم، مع ان الهجوم عليهم لم يأت من فراغ، والمبرر له سوء تاريخهم. فقد اشتد عودهم ونمت لحوم اكتافهم في فترات الحل لمجلس الامة (غير الدستوري)، وفي غياب رقابة المجالس التشريعية، فقد شاركوا في كل حكومات ما بعد الحل، وكافأتهم السلطة بإغداق المزايا والعطايا والمميزات وفتح ابواب المؤسسات الخاصة والعامة لهم على مصارعها.. يبرر الهجوم عليهم - ايضا - موقفهم المخزي مع قيادتهم العالمية اثناء احتلال الكويت من قبل المقبور صدام حسين، وبالامكان تدبيج عشرات الصحائف السوداء لأعمالهم وما اقترفوه بحق هذا البلد وتحضره وانفتاحه وطيبة اهله، وما استفاد منه قياديوهم من هبات ومنح وعطايا حكومية لا يستحقونها!
ويكشف الماضي والحاضر ان سوء المناقب لا يشمل فقط فرع الكويت لــ laquo;الاخوانraquo;، بل يكاد يكون سمة لاي laquo;إخونجي مسيسraquo; من الخليج الى المحيط، مع الأسف!
مسلسل laquo;الجماعةraquo; لوحيد حامد أثار حفيظة laquo;الاخوان المسلمينraquo; لكشفه عن الخفي من اعمال مؤسسي هذه الجماعة الاكثر من الخطرة.. زميلنا صلاح منتصر اتى لنا بوثيقة اعتراف أكثر من مهمة عن ضلوع قيادييهم في اربعينات وخمسينات القرن العشرين في غسل ادمغة المغرر بهم، لاستخدامهم كآلات مسيرة لاغتيال رموز البلد.. والمعترف هو محمود عبداللطيف الذي خطط لاغتيال انور السادات ثم جمال عبدالناصر، وهي محاولات فشل فيها لتأتي تلك المحاولات كصاعقة على رؤوس رموز التنظيم. فقد شتت عبدالناصر شملهم واودع قيادتهم السجون، لتنتقل هذه القيادات الى البلدان النفطية الخليجية، فتقوى شوكتها اكثر وتتربى على ايديها خلايا خليجية لا نزال مبتلين بها!
laquo;الاخوان المسلمينraquo; لم يتركوا بلدا في حاله، وقد يمموا وجوههم اخيرا صوب اخواننا الفلسطينيين المبتلين ببلاوى انفسهم وببلاوى الاحتلال الصهيوني، فبالاضافة الى تقويتهم لــ laquo;حماسraquo; ضد السلطة الفلسطينية وتأليب الاولى على الثانية، وكأن تحرير فلسطين سيتم على يد مرشدهم محمد بديع!.. محمد بديع دس انفه في ما لا يخصه، كدأب laquo;الاخوانraquo; الدائم بتصريحه بمناسبة المفاوضات بين السلطة واسرائيل ان laquo;السلطة توشك على لفظ انفاسها الاخيرةraquo;!
السلطة الوطنية ردت على مرشد laquo;الاخوانraquo; بما يستحقه، فقد رد عليه الناطق الرسمي باسمها بالقول laquo;عندما يزعم ما يسمى laquo;المرشدraquo; ان السلطة الفلسطينية توشك ان تلفظ انفاسها الاخيرة، فهو يعبر عن رغبة دفينة لدى جماعته، كما يخططون لذلك ايضا بضرورة هدم منظمة التحرير والسلطة الوطنية، القلعة التي تقف في وجه مخططات الاحتلال الرامية الى فرض الحل الاسرائيلي المنقوص، بإقامة الدولة ذات الحدود التي أعلنت حركة حماس، وهي فرع جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين موافقتها عليها، وان زعم محمد بديع ان السلطة توشك على ان تلفظ انفاسها الاخيرة، انما هو محاولة لشد ازر انقلابهم في غزة والابقاء عليهraquo;.. انتهى.
ولكن، هل سيرتدع اساطين laquo;الاخوانraquo; عن دس انوفهم في شؤون الآخرين وشجونهم، وبشكل فج وسيئ؟! لا أظن.. فطبعهم دائما يغلب تطبعهم، فهم سيستمرون في دينهم وديدنهم الدائم، الا وهو دس سم السياسة في عسل الدين!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.