الولايات المتحدة تتهم ايران وسورية بتسليح حزب الله


الناصرة ـ زهير أندراوس

قالت تقارير اسرائيلية ان قوات الأمن في نيجيريا أحبطت هذا الاسبوع محاولة تهريب قذائف صاروخية ووسائل قتالية من إيران الى حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في قطاع غزة، فيما اتهمت السفيرة الامريكية في الامم المتحدة سوزان رايس الخميس ايران وسورية بمواصلة تسليح حزب الله الشيعي اللبناني الذي يمارس نفوذا 'مدمرا ومزعزعا للاستقرار' في المنطقة.
وقالت رايس في لقاء مع الصحافيين على هامش اجتماع لمجلس الامن ان 'حزب الله يبقى الميليشيا الاكبر والاكثر تسلحا في لبنان. ولا يمكن ان يكون نجح في ذلك بدون مساعدة سورية وحصوله على اسلحة سورية وايرانية'.
واضافت 'ما زلنا نشعر بالقلق الشديد من نفوذ حزب الله المدمر والمزعزع للاستقرار في المنطقة وايضا من محاولات اطراف اجنبية بينها سورية وايران القضاء على استقلال لبنان وتهديد استقراره'.
وقالت رايس للصحافيين في حين يجري مجلس الامن الدولي مشاورات مغلقة بشأن لبنان 'ابدت سورية على نحو خاص استهانة سافرة بسيادة لبنان وسلامة اراضيه ووحدته واستقلاله السياسي'.
واضافت 'سورية تواصل تقديم اسلحة متطورة بدرجة متزايدة لميليشيات لبنانية من بينها حزب الله على الرغم من قرار (مجلس الأمن) 1680 الذي يدعو سورية إلى اتخاذ إجراءات ضد حركة الأسلحة إلى داخل الأراضي اللبنانية'.
وقالت رايس ان حزب الله ما زال 'الميليشيا اللبنانية الأكثر أهمية والأشد تسليحا' مضيفة ان ذلك ما كان ليتحقق دون الدعم السوري في الحصول على اسلحة سورية وايرانية.
وفي اسرائيل رجح مسؤولو دفاع إن الشحنة المكونة من 13 حاوية أسلحة، والمسجلة في وثائق الشحن على أنها مواد بناء وصودرت في ميناء لاغوس النيجيري، كانت في طريقها إلى حركة حماس في قطاع غزة.
وعندما جرى فتح الحاويات التي تبين وثائقها انها مواد بناء، الثلاثاء وجد أنها تحتوي على قاذفات صواريخ وقنابل يدوية ومتفجرات أخرى.
جرى تفريغ الحاويات من على متن سفينة إيرانية، وتفيد التقارير بأن جهاز أمن الدولة النيجيري تلقى معلومات استخباراتية مسبقا عن التخطيط لتهريب أسلحة في حاويات عبر ميناء لاغوس.
وتجدر الإشارة إلى أن اسرائيل تقيم في الآونة الأخيرة علاقات أمنية وثيقة مع نيجيريا، فضلاً عن العلاقات الوثيقة بين الدولتين في المجالين الاقتصادي والسياسي. وقبل نحو عام، قام وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بزيارة لنيجيريا رافقه فيها رئيس ما يُسمى بهيئة مكافحة الإرهاب، الضابط المتقاعد في الجيش، نيتسان نوريئيل.
ونقلت 'هآرتس' عن مصدر رفيع المستوى في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إنّ المعلومات الأولية التي تلقتها إسرائيل في هذا الشأن تنطوي على احتمال كشف مسار جديد لتهريب الأسلحة من إيران إلى حركة حماس في غزة عبر إفريقيا. وبحسب المصادر الأمنية في تل أبيب، فإنّ التقديرات الموجودة لدى المؤسسة الأمنية فإنّ الإيرانيين يواجهون في الآونة الأخيرة صعوبات كبيرة في مجال تهريب الأسلحة عبر البحر الأحمر والسودان وصولاً إلى سيناء وغزة، وذلك في إثر زيادة عمليات الرقابة الدولية على تحركات السفن الإيرانية.
وتجدر الإشارة إلى أنه في آخر يوم من أيام عملية (الرصاص المصبوب) العسكرية الإسرائيلية في غزة وقّعت كل من إسرائيل والولايات المتحدة مذكرة تفاهم مشتركة تنص على مكافحة عمليات تهريب الأسلحة من إيران إلى حماس. وعقب ذلك أُنشئت مجموعة عمل تضم مندوبين من بضع دول غربية تقوم بتبادل المعلومات الاستخباراتية وبإحباط عمليات تهريب الأسلحة من إيران إلى غزة، ولا سيما تلك التي تتم عبر البحار. وقد تمّ التوقيع على الاتفاق في واشنطن من قبل وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك، كوندوليزا رايس، ونظيرتها الإسرائيلية، تسيبي ليفني. ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنّ وسائل الإعلام العبرية كانت قد نشرت في آذار (مارس) من العام الماضي، 2009، أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي هاجمت قافلة في السودان، بادعاء أنها كانت تنقل أسلحة إلى قطاع غزة، ما أدى في حينه إلى مقتل نحو 39 شخصا.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية أيضا أن ضبط الأسلحة في نيجيريا يأتي للمرة الثالثة خلال سنة، والتي تتم فيها عرقلة وصول أسلحة إيرانية عن طريق البحر، مشيرة إلى انه في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي سيطرت البحرية الإسرائيلية على سفينة كانت تحمل أسلحة إيرانية إلى سورية أو حزب الله، وفي أيلول (سبتمبر) من العام الحالي تم ضبط إرسال اسلحة إيرانية إلى سورية في ميناء جنوب إيطاليا، وبعد عدة أيام تم ضبط إرسالية أخرى وصلت كوريا الشمالية، على حد قول المصادر الرسمية في تل أبيب.