صبحي زعيتر
قبل خمس سنوات، لم يكن هناك من يفكر أن إسرائيل ستترك قطاع غزة، وتنسحب من طرف واحد من بقعة تمنى أحد القادة الصهاينة أن يستيقظ من نومه ذات صباح وقد غمرتها مياه البحر المتوسط.
لم يكن انسحاب إسرائيل من القطاع أو ما أسمته quot;فك الارتباطquot; الأحادي الجانب، منحة من الاحتلال، فهي الأرض التي أُجبرت إسرائيل على الانسحاب منها حتى من دون التنسيق مع السلطة الفلسطينية شريكتها في اتفاقيات أوسلو.
كلف قطاع غزة الاحتلال الكثير.. الكثير من القتلى، ناهيك عن الخسارة المعنوية في الدوائر العالمية، فضلا عن كلفة البنية التحتية التي خربتها قبل أن تنسحب، ومع ذلك لا يزال المستوطنون الذين وزعوا في أماكن متفرقة من أرض فلسطين المحتلة يعتبرون أنهم انتزعوا من quot;أرضهمquot; ويأملون في يوم ما بالعودة إليها!
ومع أن غزة تحررت من آخر جندي إسرائيلي في 11 سبتمبر من عام 2005، بعد أن بدأ الانسحاب في 15 أغسطس من العام نفسه، إلا أن العدو لم يتركها وشأنها، فهي من وجهة نظر إسرائيل أرض معادية، عاملها من هذا المنطلق، فكانت الحرب المستمرة على الأرض والبشر، إلى أن حاولت اجتياح القطاع مرة أخرى نهاية عام 2008.
لم ينغص على غزة احتلالها من العدو الإسرائيلي بقدر ما نغص عليها ما شهدته بعد الحرب الأخوية التي خيضت على أرضها بين فتح وحماس، والذي ما زالت تبعاته مستمرة حتى اليوم. إن أكبر هدية في الذكرى الخامسة لانسحاب إسرائيل من غزة هي ما يمكن أن تقدمه الحركتان للشعب الفلسطين.. المصالحة الوطنية.