سمر المقرن
quot;لم تكن تتوقع أو تتخيل مواطنة سعودية في زيارة لدبي أنها ستدفع مبلغاً كبيراً من أجل كلب، بعد أن أدت ركلة قدم من المواطنة على رأس كلب لمقيمة كندية بدبي إلى الاقتناع بدفع مبلغ وقدره ثلاثة آلاف درهم؛ لتأمين سلامة رأس الكلب الذي تم ركله من المواطنة السعودية بقدمها اليمنى؛ مما أدى إلى نزيف دم من رأسهquot;.. هذا رأس الخبر الذي نشرته صحيفة الجزيرة السعودية يوم الاثنين الماضي.
وعن التفاصيل يقول الخبر: quot;كانت المواطنة السعودية (هـ، ع، ف) تتسوق بمجمع دبي مول، وأثناء تصويرها لحوض الأسماك المائي بالمجمع أحست بشيء بجانب أقدامها؛ لتشاهد كلباً يتشمم قدميها، فقامت بركله ودهس رأسه بقدمها اليمنى، حتى نزف دماً، لتصرخ صاحبة الكلب، وهي مقيمة كندية في وجه المواطنة السعودية، ليتحول ذلك المكان إلى عراك وصراخ، وبعد تدخل العاملين بالمكان تم إقناع المواطنة السعودية بدفع قيمة علاج الجرح لصاحبة الكلب الكندية، وغادرت المجمع وهي في حالة ذهول؛ حيث أكدت المواطنة السعودية أنها لم تكن تتوقع أو تتخيل أن تدفع هذا المبلغ؛ من أجل كلب، ووصفت تصرفها بإيذاء الكلب بأنه غير إرادي، لقد خفت، وكان المكان مزدحما بالناس، لم أجد طريقة لإبعاده عني إلا بركله، ودهشتي كانت بصراخ تلك السيدة الكندية، لقد ظننت أنها مجنونةquot;.
تذكرت ذات مرة حديثا دار بيني وبين إحدى الزميلات عندما قرأت لي حواراً أجرته صحيفة الحياة اللندنية معي، حينما سألني المحرر عن أمنياتي، فقلت: أتمنى أن أفتح داراً لإيواء القطط المشردة وأقدم لهم في هذه الدار كافة الخدمات. ناقشتني هذه الزميلة عن هذه الأمنية، وكان رأيها أن هذا تصريح خطير على لساني، مستنتجة أنه نوع من اليأس من البشر.
قد تكون زميلتي هذه محقة بعض الشيء، لكن في الجانب الآخر فأنا مؤمنة إيمانا شديدا بكرامة quot;الحيوانquot;، ونظرا لأن الثقافة السائدة في عالمنا العربي -بعيدا عن جنسية الجانية وصاحبة المجني عليه في الخبر أعلاه، وقراءة حديها الذي تُقلل فيه من قيمة الحيوان، وتنظر له نظرة دونية، ولو كانت روح ذلك الكلب أو غيره من الحيوانات رخيصة لم قام الله ndash;عز وجل- بخلقها. ولأن تلك الحادثة حصلت في دولة لديها quot;قانونquot;، ولديها أشخاص يحترمون القانون دفعت المرأة المبلغ عن quot;غيرquot; طيب خاطر!
بغض النظر عن هذه الرؤية التي تحتاج إلى مئات السنين لتغييرها، بدليل العبارة التي قالتها السيدة في الخبر: إنها لم تتوقع أن تدفع هذا المبلغ من أجل كلب! دققوا مرة أخرى (من أجل كلب). إن الحيوانات ما زالت في عالمنا العربي مجرد أداة للتسلية، فمثلا عندما يعلم أحد أني أقوم بتربية عدد من القطط في منزلي يتخيل أني أتسلى بها، في حين أنها صارت جزءاً من حياتي لا يمكنني التخلي عنه، جزءاً لا يقل عن أبنائي وحاجاتي، ولعلي لا أجد هنا من يتهمني بالجنون.
الحيوانات مثل الإنسان، وقد تكون أفضل وأنبل منه في بعض الجوانب، بقي أن نجد جمعيات حقيقية تدافع عن حقوق الحيوان طالما جمعيات حقوق الإنسان فشلت في هذه المهمة.
التعليقات