داود الشريان


laquo;إذا كانوا بالفعل اتخذوا قرارهم بالحسم العسكري فلينفذوه ويخلّصونا، منذ مطلع آب (أغسطس) الماضي وحزب الله يعطي المهل، ويروّج سيناريوات عسكرية، فلماذا لا ينفذها؟ ولماذا لا يقول أمام الرأي العام ماذا يريد؟ أنا أتحداه أن ينفّذ تهديداتهraquo;. بهذا التحدي رد منسق الأمانة العامة لـ laquo;14 آذارraquo;، فارس سعيد عبر صحيفة laquo;الشرق الأوسطraquo;، على تهديدات laquo;حزب اللهraquo;، معتبراً أنها مجرد تعبير عن القلق، وان الظروف تغيّرت.

تصريح فارس سعيد يردده كثيرون غيره، ويقولون ما قاله من أن laquo;ظروف 7 أيار (مايو) 2008 مختلفة عن ظروف 2010raquo;. هذا كلام يقال بدافع التمني. فالظروف اليوم مهيأة، في لبنان والمنطقة، اكثر من اي وقت آخر. وبإمكان laquo;حزب اللهraquo; النزول الى الشارع وتعطيل البلد، وإحداث أزمة تستعصي على السياسة، ويصعب حلها عسكرياً، وهو قادر على خلط الأوراق، ومعاودة تغيير الظروف السياسية في لبنان. صحيح ان تهديدات الحزب تعبير عن خوف وقلق، لكن تنفيذها وارد. فليس أمام laquo;حزب اللهraquo; سوى التصعيد، فضلاً عن أن نزوله الى الشارع سيجعله يقايض الماضي بالمستقبل، أو هكذا يظن.

ليس صحيحاً أن تهديدات laquo;حزب اللهraquo; لا تتفق مع أي توجه عربي أو إسلامي أو دولي. هي ربما تتفق مع توجهات إقليمية. والمتابع لسلوك الحزب في الماضي سيجد انه لا يتحدث بلغة على هذا المستوى من دون ان تكون لديه إشارات من حلفاء إقليميين. وهو لا يستطيع فعل تجاوز لفظي بسيط، فضلاً عن ان يتحرك على الأرض من دون إذن. آخر مثال على ذلك، كان توضيح رئيس كتلة laquo;الوفاء للمقاومةraquo; محمد رعد حول مهلة ثلاثة أيام خشية أن يُفهم منها أنه يحدد سقفاً لمبادرات الآخرين. ولهذا فإن لغة الحزب الأخيرة تعبير عن موقف إقليمي، وإن شئت رضا إقليمي، ولسان حال الحزب يقول، قيل لنا laquo;اذهبوا بعيداً واتركوا الباقي عليناraquo;، laquo;هددوا بالطريقة التي ترونها ونحن سنقبض الثمنraquo;. كل شيء وارد. والذي لا جدال حوله هو أن laquo;حزب اللهraquo; يستعد لتغيير كبير في دوره، فهل يتحقق ذلك بإرادته وعلمه، أم من دونهما؟ هذا سؤال مهم. كيف سيتم هذا التغيير... مَن سيدفع الثمن؟ إنه السؤال المقلق.