إسحاق الشيخ يعقوب

إخفاء الأسرار بالعلم.. وكشف الأسرار بالعلم إخفاء السّيئ بالعلم.. وكشف السّيئ بالعلم.. laquo;وفوق كل ذي علم عليمraquo; لقد أصبح علم الكمبيوتر في متناول الجميع.. وحقيقة الجميع تستجلي الحقائق في الجميع .
الحقيقة علم.. والعلم حقيقة.. ومنذ التاريخ ما زال العلم في بحثٍ عن الحقيقة.. يطاردها الإنسان بدهشة العقل.. فتتوالد حقائق مضيئة في دهشة الحياة!!
الحقيقة هي الله.. والله الحقيقة.. لا أحد يستطيع أن يخفي الله في الصدور التي تبحث عن الحقيقة.. إخفاء الحقيقة يعني إخفاء المحبة عن نور الله في نور الناس ونور الناس في نور الله.. إظهار الحقيقة إظهار نور الله في الإنسان.. إنها صلاة الحقيقة في الإنسان!!
أكان جوليان اسانج يصلي يوم أن وضع ويكيليكس في عين الشمس وكشف للعالم حقيقة الدموع والآلام والدماء التي تسيل في صمت تحت أقدام دبلوماسية الإمبريالية في كل مكان!!
إن أجمل وأنزه وأطهر صلاة للإنسان الخشوع حتى التماهي في ملكوت الأرض والسماء في البحث عن صفاء النفس وبهاء العقل في حقيقة الإنسان خلال حقيقة الله.. والعمل على إزالة القبح عن وجه الإنسان الذي ما برحت الدبلوماسية النيوليبرالية تراكمه ظلماً واستغلالاً وبطشاً في حياة الإنسان!!
وتأتي منظمة ويكيليكس في شخص جوليان اسانج وفريق عمله لتضع برهانية مئات الألوف من وثائق دبلوماسية النيوليبرالية التي تنزف قبحاً فضائحياً في ارتكاب أبشع جرائم الغدر والتنكيل والإرهاب في حق البشرية تحت مظلة الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتكريس حقوق الإنسان!!
نحن في عصر ينبض بالعلم في البحث عن الحقيقة.. ولا مجال لإخفائها في أي مكان.. نحن في عصر تتفجر براهينه العلمية في عمق ثورة المعلوماتية وتكشف للقريب والبعيد ما يخفيه الحاكم عن المحكوم والظالم عن المظلوم والخبيث عن الطيب من جرائم وأكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان.. ولا أباحها شرع.. ولا أقرها قانون ولا وثقها دستور إنساني على وجه الأرض.
جوليان اسانج إنسان الكمبيوتر الجميل.. الذي راح من موقع ويكيليكس يميط اللثام عن فضائح الدبلوماسية الإمبريالية.. ويكشف للملأ ما تحيكه أنظمة دول العالم الثالث ضد شعوبها في تواطئ ذليل مع الدبلوماسية الأمريكية.
ولد جوليان اسانج من عائلة استرالية عام 1971 تضج بالفن والأدب والشعر والموسيقى.. إلا أن جوليان اسانج كانت همومه منصبة في علوم الرياضيات والفيزياء.. وكان شاباً صامتاً.. إلا أنه طليعي المبادرة.. وقد شكل مجموعة من laquo;الهاكرزraquo; تحت اسم ميندكس MEN DAX إلا أن جوليان اسانج سرعان ما تجاوز عبثية laquo;الهاكرزraquo; وراح يوظف أنشطته في تصميم برامج حرة وابتكار سبل وطرق في توظيف الإنترنت والبرامج المفتوحة كمصدر للاستفادة وتعميم المنفعة للآخرين.. والعمل على خلق إمكانيات تساعد تغيير العالم وفي تطوير النقد الخلاق وتوسيع أنشطته عبر الإنترنت ضد الأنظمة الرجعية والدكتاتورية والاستبدادية.. ومنذ عام 2007 يقوم في موقع laquo;ويكيليكسraquo; ينشر ملايين الفضائح من الوثائق التي تكشف انتهاكات حقوق الإنسان في جميع بلدان العالم!!
وقد أصبح موقع ويكيليكس عن حق ضمير الإنسانية المضطهدة والمغيبة بين دهاليز وأنشطة دبلوماسية الولايات المتحدة الأمريكية.. التي أصبحت من الحرج والتصدع لا تدري أين تخفي وجهها.. وأخذت تحرض الدول وأجهزة أمنها بالانتقام لها من المدعو: جوليان اسانج.
إن أحرار العالم والحريصين على إظهار الحقيقة مهما كانت نتائجها.. عليهم أن يقفوا بجانب موقع laquo;ويكيليكسraquo; ومبدعه ومخرجه النابغة يوليان اسانج الذي يتعرض للاعتقال ومحاولة تسليمه ظلماً وعدواناً وخرقاً لأبسط القوانين الإنسانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمحاكمته على نبل وشرف وإنسانية ما اقترفه ضميره الحر!!
لترتفع الأصوات عالياً في كل مكان.. الحرية: لجوليان اسانج.