الخرطوم - النور أحمد النور


أكد الرئيس السوداني عمر البشير أمس أن الشريعة الإسلامية ستكون المصدر الوحيد لدستور البلاد في حال اختار الجنوب الاستقلال عبر الاستفتاء على تقرير مصير الإقليم المقرر بعد ثلاثة أسابيع، فيما حذر مساعده الجنوبيين من تبني الدولة المرتقبة سياسة معادية للشمال.

وقال البشير أمام حشد جماهيري في مدينة القضارف في شرق البلاد أمس إن الدستور سيتغير إذا انفصل الجنوب، laquo;ولن يكون هناك مجال في ذلك الوقت للحديث عن تنوع الثقافات والأعراق. ستكون الشريعة الإسلامية المصدر الوحيد للدستور وسيكون الإسلام الدين الرسمي والعربية اللغة الرسمية، وسينقى الدستور الحالي من أي نصوص غير إسلاميةraquo;.

ورأى ان انفصال الجنوب laquo;لن يكون نهاية الدنياraquo;. وقلل من المخاوف من فقدان النفط كمصدر اقتصادي. وقال ان laquo;السودانيين كانوا يعيشون بخير قبل استخراج النفط، والآن هناك مصادر أخرى مثل الذهب ظهرت ويمكن ان تكون بديلاً لنفط الجنوبraquo;، مشيراً إلى أن laquo;نفط الشمال واعد وبكميات أكثر من الجنوب وأطول عمراًraquo;.

وبعد توقيع اتفاق السلام الشامل في العام 2005، اقر laquo;حزب المؤتمر الوطنيraquo; و laquo;الحركة الشعبية لتحرير السودانraquo; دستوراً انتقالياً ينتهي العمل به في تموز (يوليو) المقبل، يستند إلى الشريعة الإسلامية في الشمال والتوافق الشعبي، ويعترف بالتنوع العرقي والثقافي والديني للسودان، كما يجعل الإنكليزية لغة رسمية إلى جانب العربية.

ودافع البشير عن رجال شرطة أظهرهم تسجيل على موقع laquo;يوتيوبraquo; على الإنترنت وهم يجلدون امرأة بطريقة قاسية وهي تصرخ. وانتقد إعلان الشرطة والسلطة القضائية التحقيق في التسجيل وطريقة تنفيذ العقوبة، قائلاً: laquo;في هذه الأيام البعض يتحدث عن الفتاة التي جلدت وفق حد من حدود الله، والذين يقولون إنهم خجلوا من هذا، عليهم أن يغتسلوا ويصلوا ركعتين ويعودوا للإسلامraquo;.

ورأى أن laquo;الحدود في الشريعة الإسلامية تأمر بالجلد والقطع والقتل، ولن نجامل في حدود الله والشريعة الإسلاميةraquo;. وعقب على إعلان القضاء والشرطة التحقيق في الحادثة، متسائلاً: laquo;في ماذا سيحققون؟raquo;. وكان القضاء أمر الأسبوع الماضي بالتحقيق في هذه الواقعة، فيما أوقفت الشرطة نحو 50 شخصاً كانوا يتظاهرون في الخرطوم دعماً للفتاة.

إلى ذلك، أكد مساعد الرئيس نافع علي نافع استمرار العلاقات بين الشمال والجنوب، موضحاً أن حكومته ستسعى إلى laquo;التوأمةraquo; إذا اختار مواطنو الجنوب الانفصال في الاستفتاء المقبل، لكنه حذر laquo;الحركة الشعبية لتحرير السودانraquo; التي تحكم الجنوب من مغبة اختيار بديل لهذه العلاقة. وقال إن laquo;حزب المؤتمر الوطنيraquo; الحاكم laquo;سيسعى إلى إقامة علاقة سلسة وتواصل وود وتكامل على الأصعدة كافة مع دولة الجنوب احتراماً للوشائج التي تربطناraquo;.

لكنه أضاف خلال اجتماع لحزبه في ولاية شمال كردفان: laquo;نأمل في أن لا تظن الحركة الشعبية أن لها خيراً في غير هذا ومقدرة في غير هذا... من كان منزله من زجاج، فلا يرمي الآخرين بالحجارة، والانفصال لن يزيد السودان إلا قوة ومنعة وسيستمر الشمال غنياً بمواردهraquo;. واعتبر أن laquo;انفصال الجنوب أصبح أمراً راجحاً لأنه يمثل توجه الحركة الشعبية الذي يدعمه الغربraquo;.